أحداث ومؤشرات د.أنور شمبال [email protected] بات التنقيب التقليدي عن الذهب هو المشغلة لشباب السودان، ويعد أكثر نشاط استوعب عمالة الشباب والشيوخ معا، بعد أن اكتشفوا بفضل التقنية، واجهزة البحث عن الألغام (التي تم تحوير مهامها للبحث عن المعادن) أن مساحة السودان كله عبارة عن كنز للذهب والمعادن النفيسة، حيث هناك مناجم تقليدية بولايات البحر الأحمر، نهر النيل، الشمالية، النيل الأزرق، والقضارف، شمال كردفان، وجنوب كردفان، وآخر اكتشافاته بولاية جنوب دارفور وعلى السطح وليس في أعماق الأرض لتحفر له مناجم، فوق كل ذلك هناك (39) شركة أجنبية ومحلية تنقب في الذهب مما يعني أن الخير وافر. حسناً فعلت الحكومة عندما أتاحت للمواطنين حرية التنقيب في أي مكان يشاؤون، بلا قيود إجرائية، أو مكانية أو مساءلات قضائية، الأمر الذي جعل الخبرات تنتقل من منطقة إلى أخرى بسلاسة، وتحريك قطاعات كبيرة من الشباب العاطلين عن العمل، وفتح باب الأمل لهم لمستقبل أكثر إشراقاً، بعد أن دخلوا في إحباط أغراهم لحمل السلاح بأوهن التبريرات. لم أكن أصدق الروايات التي حكيت لي عن التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي أحدثها التنقيب التقليدي بمناطق أم ليونة، ودمبار وما حولهما (15) كيلو متر شرق مدينة كاس بولاية جنوب على محلية كاس وانسان المنطقة، إن لم أكن من ابناء كاس وأعرف تلك المناطق جيداً، وأعرف الصراعات والحروب التي دارت، وان الراوين هم من نثق فيهم تمام الثقة.. فقد أحدث النشاط التنقيبي حراكاً اجتماعياً واقتصادياً انسى أهالي المنطقة تلك الحروب الطاحنة لعقد من الزمان، المرارات القديمة تماماً، وصارت مناطق التنقيب سوقاً، يستهدفه الجميع بما فيهم النساء بائعات الأطعمة والشاي ... سبحان الله مغير الأحوال ما كان يحدث هذا لولا اكتشاف هذه النعمة التي ألفت بين قلوب الناس. ذهب فرقاء الأمس جميعاً للتنقيب معاً بل وعقدت مصالحات من داخل تجمعات التنقيب نفسها، لتمضي الأمور كأن لم تقم حرب يوماً في تلك المنطقة، وحتى الأحداث التي تطرأ يتم احتواؤها شعبيا بلا تدخل أي جهة حكومية، آخرها اختطاف عربة في طريقها إلى المناجم، تمكنوا من اعادتها قبل مغيب الشمس، إنه العمل الذي يملأ الفراغ، ويزيل كل الأحقاد والإحن، والتفكير عن حمل السلاح، ألم أقل لكم مراراً إن الحرب التي تدور في دارفور سببها الرئيسي عدم وجود فرص عمل نسبة لغياب المشاريع القومية بكل أصقاع دارفور.