أشفق كثيرا على الساسة والمهتمين بالسياسة في عالمنا المصنف ثالثا .. وهم يتأرجحون مابين ديمقراطيات فقيرة ... خليط بين القوانين الوضعية والدين ( هجين ) .. أو في أحسن الحالات ديمقراطية مستوردة من دول المنشأ ( دول العالم الأول ) وبين ديكتاتوريات أفرزتها تلك الديمقراطيات الهشة .. الغير راسخة .. السياسة في أبسط تعريفاتها هي ( فن الممكن ) .. دون أن يبين لنا خبراء السياسة حدود ذلك الممكن .. ومتى نتيقن ان ذلك كل الممكن وبعض المستحيل .. ثم كيف نثق في ديمقراطية العالم الأول التي يمارسها داخل أسواره .. وخارج تلك الأسوار يمارس أبشع أنواع الديكتاتورية التي عرفتها الانسانية . لو سأ لنا بائع طعمية في ميدان جاكسون عن فهمه للديمقراطية والديكتاتورية .. لأجابنا .. أن الديمقراطية تعني أن يضع صاج الطعمية في المكان الذي يختاره ويجده مناسبا لجذب الزبائن .. والديكتاتورية .. أن تصادر السلطات مصدر رزقه ( الصاج وملحقاته ) بحجة أنه يشوه الوجه الحضاري للعاصمة .. دون إيجاد البديل .. ودون تعويض عن الطعمية والعيش اللذان أهدرا في الهجوم الغاشم .. بل يتوجب عليه دفع غرامة لإستعادة الصاج وملحقاته .. علما ان سندوتشات الطعمية هي الوجبة الرئيسية لمعظم المرتادين والعابرين الذين تضج بهم أزقة وساحات السوق العربي . في رأيي المتواضع .. الديمقراطية هي أن تطالب الكمساري بالباقي .... والديكتاتورية هي أن ينتهرك بغلظة : فكة مافي .