هذا المقال كتبته على هذا الموقع بتاريخ 19/يونيو/2009م وسأعيد نشره لعلا وعسى إن يكون هنالك تغييراً ما في سلوك الشريك الخائن فللمقال:- طالعتنا تصريحات خلال الفترة الماضية من السيد ين ماثيو الناطق الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان فيما يخص خطة بديلة للتعامل مع المؤتمر الوطني سماها خطة ب وذلك وفقا لتصرفات المؤتمر الوطني وعدم التزامه بالاتفاقية الموقعة بينه وبين الحركة الشعبية. علماً انه في هذه الأيام تقام اجتماعات بين الشريكين في واشنطن لتقييم مدى تطبيق اتفاقية السلام الشامل ، ورغم تأييدنا للسيد ين ماثيو في ما ذهب إليه إلا إننا نؤكد إنها قد أتت متأخرة جداً فبعد أربعة أعوام من المشاكسة وعدم الالتزام وبدلاً من التعاون نجد وضع العراقيل والصعوبات ومحاربة الحركة الشعبية وذلك ظاهر للعيان ومن هنا نضع نقاط لأمثلة عدم تطبيق الاتفاقية كما وقع عليها نرى إن المؤتمر الوطني تعامل مع الاتفاقية بروح التعالي وعدم المسؤولية كما في برتوكولات ترسيم الحدود وابيي وإجازة القوانين في البرلمان والترتيبات الأمنية وتقسيم السلطة والانتخابات والباقي آتى. ففي برتوكول ابيي نجد إن لجنة الخبراء قد أوصى بترسيم حدود ابيي وقد رفض المؤتمر الوطني هذه التوصيات وكان من نتائجه حرق ابيي في مايو من العام الماضي بواسطة مليشيات المؤتمر الوطني . وقد تم رفع الأمر لمحكمة التحكيم في لاهاي للنظر في ما كان الخبراء قد تجاوزو تفويضهم كما زعمت زمرة المؤتمر الوطني. والنقطة الثانية هي الترتيبات الأمنية وأولها تكوين القوات المشتركة والتي كونت لتكون نواة للجيش القومي في حالة الوحدة ولكن نجد إن جيش المؤتمر الوطني لا يلتزمون بالقواعد العسكرية البسيطة كحماية المدنين نجد ذلك واضح في دارفور وما حدث بآبيي من اللواء 31 وأحداث ملكال في عامي 2006 و 2009 من قبل احدي المليشيات التابعة لجيش المؤتمر الوطني ، كما ينشطون ألان في توزيع السلاح للمواطنين في الجنوب وجبال النوبة لاغراقهما في الفوضى كأحد الحلول لإيذاء من يفترض إن يكون شريكهم وهذه خرق أخر للاتفاقية. والنقطة الثالثة هي تقسيم السلطة والثروة وكان أولها خطف وزارة الطاقة والتعدين والتي كانت من نصيب الحركة الشعبية بموجب الاتفاقية ، وعدم التعاون مع وزراء الحركة الشعبية في الحكومة الاتحادية ، ونجد أيضا تأخير تحويل الأموال الخاصة بعائدات البترول من قبل وزارة المالية القومية إلى حكومة الجنوب ولا نعلم عن بقية العائدات كالضرائب ودخل مشروع الجزيرة والصادرات الزراعية والثروة الحيوانية. والنقطة الرابعة هي إجازة القوانين من داخل البرلمان حيث أستخدم المؤتمر الوطني أغلبيته الميكانيكية في تمرير قوانين منافية للحريات الأساسية والتي تم طبخها في مطابخ النادي الكاثوليكي بعيداً عن الشراكة . ولالتزام الحركة الشعبية بالتحول الديمقراطي والحريات فكان موقفه واضحاً إلا وهى الانحياز للقوة السياسية الأخرى في رفض إجازة تلك القوانين ورغم ذلك أجيزت معظم القوانين على هوى المؤتمر الوطني بعيداً عن الشراكة وهذه خرق واضح للاتفاقية. والنقطة الخامسة هي الانتخابات فقد اتفق الشريكان في إجازة قانون الانتخابات ولكن أتت الطامة ألكبري من مكان آخر متمثلة في تزوير التعداد السكاني والتي بموجبها سيتم توزيع الدوائر الجغرافية وقد رفض الحركة الشعبية نتائجها لأنها مقدمات العملية الانتخابية مشوهة ومزورة وهذا يعد خرقا خطيرا للاتفاقية، علماً إن هنالك برتوكولات مهمة في مجرى الاتفاقية مثل المشورة الشعبية لاهالى جبال النوبة والنيل الأزرق وابيي وحق تقرير المصير لشعب جنوب السودان وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وإذا تابعنا نفس المسرحية المملة فستكون نتائجها كسابقتها. وهنا نود إن نستفسر من حديث السيد ين ماثيو فبعد كل هذه الخروقات ما هو المعيار الصحيح في التعامل مع من يفترض أن يكون الشريك فهو لاشريك ولا يحزنون ، إما بخصوص الخطة المصرح به فأننا نؤيده فيما ذهبت إليه الخطة ، فالمؤتمر الوطني لم ولن يلتزم بالاتفاقية فهم يعتبرونه هدنة فقط فقادتهم كالثعالب لا يوفون أبداً الصدق والحفاظ علي العهد واسألوا عن الاتفاقيات الموقعة مثل اتفاقية الخرطوم للسلام ، وفشودة ، وجيبوتي ، والقاهرة ، واتفاقية الشرق ، وابوجا ، والاتفاقيات الموقعة مع الحركات الدار فورية وغيرها، ونلاحظ أن القاسم المشترك هي التوقيع ثم امتصاص وخلق الفتن والانشقاقات داخل الأحزاب الموقعة معها وبعدها التفكيك والتملص ومن ثم العودة إلى المربعة الأولى . ومن سخريات القدر انهم يسيرون على ذلك المنوال ألان مع الحركة الشعبية وما يجعلهم يعيدون تفكيرهم ويردعهم هي الجيش الشعبي لتحرير السودان فمليشيات المؤتمر الوطني ترتعد خوفاً من سماع اسمه دعك من مواجهته ونأمل أن تكون الخطة التي صرح بها السيد ين ماثيو هي تحريك الجيش الشعبي لفرض الواقع وأحداث التحول بالقوة والتي تعتبر من أهدافها داخل العقيدة القتالية لها وأؤكد أن هولاء المليشيات سيولون ادباراً ويهربون إلى عششهم فى ساعة واحدة اما غير ذلك فلا نريد سماع خطط للاعلام فالاتفاقية صنع بالقوة ولابد أن يحمى بالسلاح وقد حان وقت الجد.