(8/6/2011) أتت إتفاقية نيفاشا بكينا(26/12/2004)‘و التى تم التوقيع عليها بنيروبى (9/يناير/2005) بستِ بروتوكولات(مشاريع إتفاقية)، لجنوب السودان، أبيي والبروتوكول الذى خُصِصَ لجبال النوبة /و ألأنقسنا. كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان، ترى فى تلك ألإتفاقية خطوة جبارة الى ألأمام،نحو مشوار سياسى سلمى بداخل الوطن، للإنخراط فى حِوارٍ ديموقراطى مواجهة لحزب المؤتمر الوطنى الذى يعتلى الحكم المركزى فى الخرطوم..أصبحت الحركة الشعبية لتحرير السودان شريك فى السلطة مع هذا النظام. وبذلت العديد من المحاولات للمضى بالبلاد قُدُماً " لكنَّ الرياح لم تأتى بما يشتهى السّفِنُ".فقد تَلَقَّتْ الحركة ضربات عنيفة: أولاً) مقتل القائد ألأعلى للحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبى لتحرير السودان، الدكتور جون قرنق دى مبيور، فى حادث إنفجار مُروع لطائرة مروحيَّة كانت تُقِلُّه من يوغندا الى جنوب السودان؛ وذلك فى 31/7/2005م. كان موته مأساة حقيقية أصابت هذه الحركة ومعظم الشعب السودانى داخل وخارج البلاد. ثانياً) قام حزب المؤتمر الوطنى بتزوير إنتخابات رئاسة الجمهورية التى تمت فى أبريل 2010م لمصلحته دون العناء بأي إحتجاج مهما كان مصدره. وإعتلى ممثِّلُهُ عمر أحمد حسن البشير المنصب الرئاسى فى السودان من جديد حتى عام 2014م. ثالثاً) مشروع الوحدة الجاذبة، الذى كان قد إشترتطه الحركة الشعبية لتحرير السودان، لم يؤدى سوى تصميم مواطنى جنوب السودان لفصل هذا الجزء من البلاد كدولة قائمة بذاتها. رابعاً) حاول حزب المؤتمر الوطنى عرقلة وتزوير المشوَّرة الشعبية لمواطنى ولاية جنوب النيل ألأزرق؛ أثناء سريان إنتخابات ذلك المشروع عام 2010م. لكنَّ الحركة الشعبية لتحرير السودان هناك إستطاعت السيطرة بجدارة على منصب الوالى فى تلك المنطقه. خامساً) لم تستطع الحركة الشعبية لتحرير السودان فى ولاية جنوب كردفان، إعتلاء منصب الوالى؛وحصلت على عشرة مقاعد فى المجلس التشريعى لهذه الولاية؛ أثناء إنتخابات المشوَّرة الشعبية لمواطنى ولاية جنوب كردفان؛ فى 5/5/2011م. والسبب الرئيسى هو أنَّ حزب المؤتمر الوطنى إستولى بالقوة وليس بأصوات الناخبين؛ على منصب الوالى وعلى الكثير من مقاعد فازت بها الحركة الشعبية فى المجلس التشريعى هناك. مارس حزب المؤتمر الوطنى أعلى درجات التزوير فى تلك ألإنتخابات لمصلحة نائبه؛المجرم أحمد محمد هارون، للسيطرة على مقعد الوالى بجنوب كردفان.مهما يكن. ليس هذا فحسب، بل أحكم حزب المؤتمر الوطنى سيطرته أيضاً بالقوة على ثُلُثى مقاعد المجلس التشريعى فى تلك الولاية. وألآمال التى كان يُعلِّقها المظلومون من مواطنى هذه الولاية، فى المشورة الشعبية كنتاج إتفاقية نيفاشا 2005م، أصبحت تلك ألآمال ألآن فى أدراج الرياح. سادساً) قضيَّة أبيي؛ التى تزداد تعقيداً من يومٍ لآخر. خاصة بعد ألإحتلال التام لمدينة أبيي بواسطة الجيش المركزى فى تاريخ 21/5/2011. وقتل مئات ألأنفس البريئه لموطنين عُزَّل من السلاح ثم تشريد عشرات ألآلاف من منهم يهيمون ألآن فى الغابات. سابعاً) أشعلت الحكومة الدكتاتورية للمؤتمر الوطنى فتيل الحرب المسلَّحة ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبى لتحرير السودان فى مدينة كادقلى، عاصمة ولاية جنوب كردفان يوم 5/6/2011. فلقد حاولت قوات الحكومة ومليشياتها العسكريَّة إقتحام منزل القائد الفريق عبد العزيز الحلو، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان فى جبال النوبة، ونائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان / قطاع الشمال. أدى ذلك مباشرةً لحدوث صدام مُسلح بين الجيش الشعبى لتحرير السودان وأولائك المعتدين من جيش الحكومة. منذها تطورت المواجهات المسلحة بين الطرفين. ويهمنا أن نبين هنا بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبى لتحرير السودان فى موقف الدفاع.عن النفس. إنتقلت الحرب من كادقلى العاصمة لمدن أخرى فى جبال النوبة. منها تلودى وهيبان. سقطت أعداد لايستهان بها من القتلى من الجانبين. بالإطافة لضحايا المدنيين العُزَّل من السلاح ماتوا برصاص ألقصف العشوائى الذى تمارسه حتى ألآن قوات الحكومه. نتيجة لذلك تقول ألإحصاءآت ألأوليَّة؛ أنَّ ما يفوق 75000من مواطنى مدينة كادقلى قد هجروا مساكنهم. منهم من إتجه بعيداً لمدن خارج ألإقليم؛ ومنهم من صعد بعيدا الى العراء للإحتماء فى سفوح الجبال. ووصلتنا معلومات من مصادر موثوق بها أن ألأحوال بمدينة الدلنج فى غاية التوتر.كذلك ألأجزاء ألأخرى فى جبال النوبة. وأن الحكومة تنوى إغلاق المنطقة بقواتها. الطائرات الحربية التابعة لسلاح الطيران السودانى أى الحكومة؛ أخذت التحليق بإستمرار فوق مدن وأراطى جبال النوبة بولاية جنوب كردفان كتأهب لقصف المنطقة بالقنابل. يتضح للشعب السودانى اليوم، وللعالم أجمع، أن زمرة التطرف ألإسلامى للمؤتمر الوطنى فى السلطة، تستمر فى تنفيذ خطتها ألإجرامية، تهدف حقاً إشعال الحرب المسلحة فى كل أنحاء السودان؛ وتنفيذ حملات إبادة البشر من جديد فى جبال النوبة بجنوب كردفان. وتشريد أهالى هذه ألأرض من ديارهم بقوة السلاح النارى. كما فعلت من قبل فى أعوام التسعينات. خاصة حرب الجهاد ألإسلامى الذى كانت قد أعلنته ضد مواطنى جبال النوبة عام 1992م. هنا نوجه نداءنا لأبناء وطننا الشرفاء فى الجيش السودانى، عدم طاعة هؤلاء القتله السفاحين ألآن فى الحكم، الَّذين إغتالوا الملايين من سودانيين أبرياء.فى مختلف أنحاء البلاد. بدأً بجنوب السودان،،جبال النوبة، ألأنقسنا ، شرق السودان ومذبحة كجبار، وعمليات ألإبادة الجماعية لمواطنين عزل من السلاح بغرب السودان(دار فور). ورئيسهم عمر البشير، وعميله أحمد هارون ، من المجرمين الذين تطاردهم محكمة الجنيات الدولية بلاهاى هولندا، لما إقترفوه من قتل ألأبرياء من العجزة وألأطفال والنساء ورجال عُزَّل من السلاح. إنَّ حكومة ألأُصوليَّه ألإسلاميه والتطرُّف الدينى المتربعه على عرش السلطه فى السودان؛ والتى تسيطر عليها الجبهه القوميَّه أللإسلاميَّه ألآن فى الخرطوم؛ قد أكد مراقبين فى الوطن وآخرين فى العالم، أكدوا جميعهم أنَّ هذا النظام قد تورَّط بصورةٍ مباشرةٍ فى عمليَّات إستعباد وإسترقاق المواطنين السودانيين المحليين الَّذين ينحدرون من أُصولٍ إفريقيَّه سوداء. ولقد إزدهرت عمليَّات القبض على هؤلاء الناس بالقوَّه، بواسطة قبائل عربيَّه سودانيَّه، وقامت حكومة ألإسلاميين بمساندتهم فى ذلك بصورة مباشرة دون أدنى شك‘ أثناء عهدها الحالى فى السلطه. وسادت وإزدهرت المتاجرة بهؤلاء البشر مؤخراً فى السودان. وسلَّط عليهم العرب السودانيين مختلف أنواع ألإستغلال وإنتهاك حقوق ألإنسان. وظلت حكومة السودان هذه دون مبالاة تجاه ألإنتقادات التى إنهمرت عليها من هيئاتٍ عالميَّه عديده. أصابت تجارة الرقيق الحديثه هذه، عشرات ألآلاف من ألأطفال والنساء والصبيه وكبار الرجال فى السودان، خاصةً فى الفتره ما بين 19871997. لقد جاء "التناصر المسيحى العالمى" مؤخراً، لنجدة ألآلاف من ضحايا العبوديَّه من بين السودانيين ذات ألأصل ألإفريقى ألأسود؛ من بعض الَّذين أصبحوا تحت قبضة قبائل عربيَّه سودانيَّه معروفه بالمسيريَّه والرزيقات، وساندتها فى ذلك الحكومات الدكتاتورية المركزيَّه فى الخرطوم. إستطاع التناصر المسيحى العالمى أن يُطلق من قيد العبوديه آلافاً من الناس فى السودان، تحت أعين وسلطة ألإسلاميين . وجاء ممثلها، السيد / جون آيبنر الى السودان وإستطاع تحرير حوالى الخمسة آلاف من ألأطفال والنساء، بواقع خمسون دولاراً أمريكياً للفرد الواحد، دُفعت تلك المبالغ لأولائك العرب السودانيين المجرمين الَّذين يقومون بتلك التجاره الشائنه. إنَّ هيئآتٍ عالميه مثل السهر أو"الرقابة على حقوق ألإنسان"(هيومن رايتس ووتش)، وأُخرى ك: "مساعدة الشعب النرويجى" أبدت وجهات نظرها بوضوح ضد المعاملات أللاإنسانيَّه والجرائم التى يرتكبها نظام الحكم ضد الشعب السودانى. ماذا تتوقع حكومة ألتطرف ألإسلامى فى البلاد، أن يفعله النوبه السودانيين بعد مشاركتهم بشكلٍ إيجابى فى الحرب ألأهليَّه الثوريَّه لمدة 21عاماً، لإنجاز حقوقهم ألأساسيَّه التى حرمتها منهم الحكومات المتتاليه فى أرض السودان؟؟؟ ثم لمرة أخرى، يجد النوبه حاجزاً دكتاتورياً جديداً فى البلاد يمنعهم حقوقهم لذلك ويرفض حتى ألإعتراف بالعوامل ألأساسيه لقضايا جبال النوبه!! أتتوقع حكومة ألأُصوليين ألإسلاميين فى السودان، أن يتخلَّى النوبه عن قضاياهم، ورمي السلاح،؟؟؟ نقول لهؤلاء ألدكتاتوريين، الَّذين يديرون السلطه كما يشتهون حاضراً فى البلاد؛ بأن نضالنا النوبه مازال مستمرَّاً لأخذ تلك الحقوق ودفاعاً عن أهلنا النوبه. مهما كان الثمن. والسؤال المطروح: ما هو نوع السلام الذى تريده وتحلم به هذه الحكومه فى السودان، بينما تقلل وتستخِف عن قصد، من قلب وصميم المشاكل الحيويَّه التى تهم الناس فى جبال النوبه؛ وبنفس القدر، إستخفافها وتجاهُلِها للمشاكل التى تعاانى منها الفالبيّه العظمى من الناس فى المناطق المهمَّشةِ ألأُخرى فى الوطن ؟؟؟ إن النوبه السودانين أثبتوا قمة وطنيتهم ولقد ظلوا يلعبون دوراً كبيراً فى كل الثورات الشعبيه الوطنيه فى البلاد. وضحوا بأرواحهم فى سبيل ذلك؛ جنباً لجنب مع وطنيين سودانيين آخرين، دفاعاً عن أمن السودان خلال كل العهود كبلدٍ مستقل واحد ومتحد. لكن الملاحظه الباينه، أنه عندما تستتب وتهدأ ألأشياء تِلو ذلك، فإن ألمتمرسين من سياسي النوبه وضباطهم فى الجيش السودانى، لايجدون مكاناً او مواقع لهم فى الحكم بين أؤلائك الذين يعتلونه دوماً فى هذه البلاد.ويكتفى أهلنا النوبه، بمشاهدة ألإنتهازيين والتفرج عليهم يأخذون بزمام السلطه؛ مدنيه كانت أم عسكريه فى البلاد أمام أعنيهم كل مره!! إستمرت ألأيام بدورها والنوبه فى أنتظار بروز سلطه سياسيه وطنيه أمينه فى السودان تُعير مشاكلهم المتشعبه جديَّة ألإعتبار. لكنَّ ذلك لم يحدث. كلما فى ألأمر أن جاءت مجموعاتٌ وفرقان أخرى صافحتهم أيدى النوبه ثقةً، فأذا بهم إيضاً يتسلقون قمة السلطه فى البلاد على أكتاف النوبه من جديد، دون عرفان وعدم المبالاة بقضايا النوبه .وهكذا فى مؤخرةِ كل حلقه فإن أهلنا النوبه، المعروفون بِتوقُّدِ ألشعور الوطنى وألإخلاص الصادق لبلادنا ألسودان ، يظلوُّن بين أفواج المتفرجين فى نهاية ألأمر، على القرارات الخطيره المصيريه التى تُتَخذ فى ألشؤون المختلفه لوطننا؛ وهم بعيدين تماماً عن مواقع القياده الحقيقية فى القطر!! على النوبه فى البلاد أن يصحوا من هذا التساهل العجيب. لابد من ألإنتقال لوعىٍ ثورى حاسم فعَّال لإتخاذ القرار وقيادة بلادنا السودان. فلا يمكننا أن نظل دائماً قابعين غير قادرين على إحداث تغييرٍ جذرى فى البلاد وأن نستمر نشكوا كثيرأً كثيرا، فقد طالت الشكوى هذه دون جدوى، فلا بد أن ننتقل كلنا لٍساحة العمل الفعلى وتعبئة مختلف أنواع القدرات عندنا ألآن دون تردد لكى ننتزع حقوقنا المهضومه كاملاً. حتماً النوبه السودانيين, يلزمهم تغيير كثير من مواقفهم فى الصبر وسعة ألصدر الغريب( الشى كان فات حدُّه بتقلب لضدُّه )، وما يُبدُونَه من حلمٍ غير عادى يفوق حَدِ الوصف بشأن قضاياهم المصيريَّه!!! فمن المستحيل أن نأخذ حقوقنا بهذه الصفات الضعيفه، فى خضم هذا العراك السودانى الشرش. والتجربه من خلال كل هذه السنين خير برهان للمعاناة ألتى يتعرَّض لها أهلنا النوبه اليوم فى السودان. والتجاهل المستمر الذى تبديه الحكومات فى البلاد وعدم جديتها فى ألنظر فى صُلب المشاكل المؤرقه لمنطقة جبال النوبه. أذاً ما العمل؟؟ على النوبه، ألأخذ بمبدإَ العنف لثورى ألإيجابى لطرح قضاياهم بكل الوسائل فى كل المحافل و المنابر. أن يخلعوا بعيداً عن أنفسهم صفات الضعف هذه نهائياً والى ألأبد ، إن كانت لهم حقاً عزيمة البقاء على قيد الحياة فى بلادهم السودان، وطنهم وأرض أجدادهم. إنَّ الوحده بين مختلف التنظيمات السياسيه للمناطق المهمشه فى السودان،شيئ مُلِح للغايه. تلك هى الحلقه المفقوده قد آن ألأوان أن تأخذ تلك الوحده مجراها من جديد، بصورة متطوُّره ومتقدمه ، ضد انظمة الظلم والدكتاتوريه فى البلاد. فالسودان فى حاجةٍ ماسه لوحدة المناطق المهمَّشه سياسياً. هذه معادله لازمه لخلق توازنٍ سياسى ديموقراطى إيجابى فى السودان، لإنقاذ البلاد من ألإنقسامات وإحتمال ألتشتت. لإقامة عصر العداله وحرية الرأى ومقارعته، وإرساء الثوره الوطنيه والتقدم ببلادنا. عاشت الحركة الشعبية لتحرير السودان / قطاع الشمال؛ عاش كفاح الشعب السودانى؛ والمجد لشهداء النضال الوطنى؛ الدكتور / أحمد عثمان تيه كافى. [email protected] نيابة عن / مكتب فرنسا.