منذ استقلال السودان، اتيحت للاحزاب التقليدية فرص على طبق من ذهب لحكم السودان فى ثلاث عقود ديمقراطية، كانت من الممكن ان توحد السودان سياسيا واجتماعيا، الا انها قد فشلت فى ذلك لانها احزاب اقطاعية بنت قدراتها الاقتصادية على حساب اهل السودان قاطبة والهامش خاصة. الان وبعد مرورعقدين من الزمان لحكم الانقاذ، ركضت الاحزاب التقليدية مهرولة لحزب البشير الذى بدوره يعتبر خلاصة منهجية لتلك الاحزاب لكن باسلوب علمى متقدم فى سرقة اقوات الشعب. هاتف مولانا محمد عثمان الميرغنى البشير بعد خطاب الراقص بالقضارف مهنئا له تطبيق شريعة الحدود بالشمال الجغرافى، ووعده البشير بان حزبه سوف ينال وظائف مابعد التاسع من يوليو يوم استقلال الجنوب اكثر من حزب الامه. سياسه فرق تسد الاستعمارية لحزب المؤتمر اللاوطنى. عندها انتفض الامام الصادق المهدى واجتمع بالبشير، وقدم وقة عمل بعنوان: الهوية في السودان جدلية الصراع والتعايش، (كلام جيد) ويا ليته كان قد طبقة على ارض الواقع باثر رجعى عندما اتيحت له الفرصة لرئاسة الوزاراء اكثر من مرة، عندها ربما لم ينفصل الجنوب، ولن تتبلور مشكلة دارفور، ولن تقوم حرب فى ابيى، وجنوب كردفان، اختتم الصادق الورقة بالاية ووصف المؤتمر الوطنى بالحميم: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.( واسترسل قائلا: هذا ما سندعو له ونعمل من أجله إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ. وهو يقصد فى خطابه المؤتمر الوطنى. اما الشيخ الترابى مهندس انقلاب الانقاذ والعميل الصهيونى فى محفل الماسونية، يعتبر المسؤل الاول عن تفتيت دولة السودان بناءا على استراتيجية الاسلاميين بفصل جنوب السودان حتى تتم لهم السيطرة على الشمال، والتى اتفقت استراتيجيا مع مخطط المحفل اليهودى لتقسيم السودان. الترابى قال على الملأ فى ندوة بجامعه الخرطوم فى عهد الديمقراطية الثالثة: ان كان هنالك جسم فاسد فاليبتر (يعنى فى خطابه جنوب السودان )، وسار تلامذته من حزب البشير فى ذات الهدف، وتم فصل الجنوب. فى نفس السياق قال احد قيادات الحزب الشيوعى بانه لا يعارض بتطبيق الشريعة الاسلامية بالشمال. يئس الجنوبيون من تصرفات ساسة السودان القدماء، ولم يتمردوا تلك المره، بل اثروا الانفصال عن الدولة الام التى لا عيش كريم فيها الا لمن تعاطى الثقافة العربية الاسلاموية الاقصائية، ذهبوا بجراحهم وتظلماتهم التاريخية، وتكون منطقة جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق، ودارفو وشرق السودان فى قائمة التقسيمات الجبرية المتفق عليها بين الحركة الاسلامية السودانية والمحفل اليهودى، وقد تنضم لجنوب السودان. تشهد على هذه الاحزاب الكرتونية، كرتونة بميدان ابو جنزير كتب عليها السيد نقد الزعيم الديناصورى للحزب الشيوعى، بقطعة من الفحم للزعماء الذين ضيعوا السودان (حضرنا ولم نجدكم) ولم يجد نفسه ايضا، لان حزبه والاحزاب التى كان يدعوعا للمشاكة فى انتفاضة شاركت بدورها فى صنع ازمة السودان. وسوف يفتت حزب البشير بقية شمال السودان، اذا لم ينتفض السودانيون. انتفاضة السودان القادمة وقودها الشباب واهل الهامش والاحزاب الحديثة. وعاشت قوى الانتفاضة. والخلود للشهداء.