كلام الناس *لم أتردد في قبول دعوة وحدة السدود لمرافقتهم إلى ولاية النيل الازرق لحضور احتفالهم باكتمال المرحلة الأولى في تعلية سد الروصيرص, ذلك الحلم الذي ظل يراود أهل السودان منذ أكثر من أربعين عاماً رغم تحذيرات بعض الأبناء من سفري إلى النيل الأزرق في ظل التوترات القائمة بين شريكي الأمس في الحكم. *العمل الميداني الذي أحبه كثيراً مكنني من زيارة غالب انحاء السودان الكبير حتى في ظل الحرب والنزاعات؛ زرت مناطق كثيرة إبان حرب الجنوب كما زرت الفاشر إبان النزاعات التي طالتها وحتى أيام سقوط بعض الطائرات، وذلك بفضل الايمان الراسخ بأنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا. *إلى جانب زيارتنا إلى الدمازين والرصيرص فوجئنا بمد البرنامج لنزور ايضاً الشوك بولاية القضارف حيث ركبنا طائرات صغيرة لتهبط بنا في مطار الشوك الذي تم إعداده مرحلياً لاستقبال الطائرات الصغيرة. *تحركنا بعد أن استمعنا لعرض إيضاحي حول مشروع مجمع سدي أعالي عطبرة وستيت للوقوف على تجهيزات موقع سد أعالي عطبرة وكبري نهر ستيت ثم زرنا مصنع الخرصانة ونظام الكسارات ثم مررنا على تجهيزات موقع سد ستيت. *هذه المشروعات وغيرها من المشروعات التي نفذت والتي تحت التنفيذ خاصة مشروع تعلية خزان الرصيرص إنما هي من ثمار السلام كما عبر عن ذلك وزير العدل محمد بشارة دوسة لدى مخاطبته الاحتفال بمشروع التعلية في الرصيرص ورسالته المهمة التي وجهها لأهل السودان عامة وأهل النيل الأزرق بصفة خاصة عندما قال أنه لابد أن نعض بالنواجذ على السلام ونترك الحرب وأسباب الحرب. *هذه الكلمة الرسالة التي وجهها الوزير دوسة هي الرسالة التي ينبغي أن نحرص على بثها ونشرها وتعميقها لمحاصرة شرور الحرب التي يؤججها الانفصاليون العنصريون في الشمال والجنوب وهم يتخندقون خلف أجندة حزبية ضيقة تعميهم عن القراءة الصحيحة لواقع السودان الباقي وواقع دولة جنوب السودان. *علينا جميعاً أن نعض على السلام بالنواجذ وأن نترك الحرب وأسباب الحرب وأن نعزز ثقافة السلام وقبول الآخر في دولتي السودان من أجل استدامة السلام واستكماله في دارفور وبناء الديمقراطية وبسط العدل والتنمية.