قوبل التبويب الجديد لهذا الموقع بكثير من الاستحسان وذلك من حيث انه يوثق للعلاقة بين الكاتب والقارئ و يتيح الفرص لتلاقح الرؤى و الافكار من خلال الحوارات و التحليلات الموضوعية، مما يفيد الكاتب و القارئ على حد سواء، و يعزز احساس الكاتب انه يخاطب أو يجالس شخوصاً حاضرين يشاركونه مائدته العامرة أو غير العامرة، و قد يغادرونها الى أخرى ان لم ترق لهم. ولكن ماذا نقول إذا كانت بعض هذه الحوارات -او التعليقات على الاحرى - التى تذيل هذه المقالات تخرج عن لب الموضوع فتنحى منحىً آخر لا يمت لخلق او عرف بصلة. و كنت قد تطرقت لهذا الموضوع فى مقال سابق، و لم اكن لأعود لهذا الموضوع لو اقتصر الامر على التعليقات التي تسخر من أشكال بعض الكتاب، على أساس أن ذلك لا يخرج عن كونه شغباً طفولياً أو قصوراً عقلياً.
ولكن ما هالنى و أفزعنى حقيقة هو هذه اللغة ذات الايحاءت المقززة والغزل المكشوف فى مفاتن بعض الكاتبات و السب البذيئ و الايحاءت الاكثر بذاءة تجاه بعض الكتاب سواء داخل الموقع أو خارجه مما يجعلنى اشك هل هذه الكتابات لاناس سودانيين تجري فى عروقهم دماء سودانية أو لعلي استعير مقولة اديبنا الراحل الطيب صالح "من اين اتى هؤلاء ؟"
إن للديموقراطية والحرية حدوداً إن تعدتها و دخلت فى صميم أخلاقياتنا فإنها بذلك تشكل اعتداءً على حرمات الأشخاص وحقوقهم الأدبية، فضلاً عن قيام البعض بنشر تعليقات تدخل في دائرة اغتيال الشخصية من خلال القذف والتشهير. ولذلك أقترح على ابننا بكرى ابو بكر - صاحب موقع سودانيز اون لاين - الذي نقدر حجم العبء الذي يقع على عاتقه مع صعوبة المتابعة الزمنية للكتابات على مدار الساعة لاختلاف المناطق الزمنية التي تصدر عنها التعليقات، اقترح عليه الاستعانة بعدد من المشرفين أو توجيه القراء للتبليغ عن التعليقات المسيئة من خلال رابط مخصص لهذا الغرض. وبذلك يمكن سحب الكتابات المسيئة عند التبليغ عنها مما يحفظ لموقع سودانيز أونلاين حرمته و مكانته . و الله من وراء القصد .