من ميرل ديفيد كلرهالس، المحرر في موقع آي آي بي ديجيتال واشنطن،- أثنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودام كلينتون على التصديق السريع للقرار الحاسم الذي أصدره مجلس الأمن لنشر حوالي 4200 جندي أثيوبي من قوات حفظ السلام في منطقة أبيي في السودان. وقالت كلينتون في بيان معد بتاريخ 27 حزيران/يونيو: "ظلّت أبيي مصدراً للتوتر الإقليمي طوال سنوات عديدة، كما شهد ذلك العالم في الشهر الماضي (أيار/مايو) عندما سيطرت القوات المسلحة السودانية على المنطقة، مما أدى إلى حركة نزوح ونهب على نطاق واسع. وأضافت: "إن المصادقة على إرسال هذه القوة يشكِّل خطوة أساسية في تطبيق أحكام اتفاقية 20 حزيران/يونيو الموقع عليها من جانب الطرفين، والتي تنص على وجوب انسحاب القوات المسلحة السودانية من منطقة أبيي بالترافق مع أي قوات تابعة للجيش الشعبي لتحرير السودان. واستناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1990، سوف يُنشر لواء المدرعات الاثيوبي كقوة أمنية مؤقتة لأبيي تابعة لمنظمة الأممالمتحدة وتعمل لفترة ستة أشهر أولية لفرض تنفيذ انسحاب الجيوش السودانية الشمالية والجنوبية والمحافظة على الأمن عبر كامل منطقة أبيي. تمت المصادقة على القرار بالإجماع من جانب أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر في 27 حزيران/يونيو في نيويورك. ينص القرار على أن قوات حفظ السلام هي المسؤولة عن حماية المدنيين في منطقة أبيي، ومنع التوغل داخل المنطقة من قبل "عناصر غير مصرح لها"، وسوف تعمل هذه القوات بمثابة قوة عازلة بين الجيشين الشمالي والجنوبي. عِلماً بأن هذه المنطقة، التي يطالب بها كل من شمال السودان وجنوبه، تنتج كمياتٍ من النفط. في 9 تموز/يوليو، سوف ينفصل جنوب السودان عن شمال السودان، ويصبح دولة مستقلة. كانت هناك ثلاثة عقود تقريباً من الحروب الأهلية والنزاعات بين المنطقتين وانتهت بعد التوقيع على سلسلة من الاتفاقات وإجراء عدة استفتاءات. ومضت وزيرة الخارجية الأميركية إلى القول: "إننا نحث الحكومة السودانية وحركة تحرير شعب السودان على الالتزام بتعهداتهما بسحب قواتهما من منطقة أبيي واستخدام المحادثات التي سهلت إجراءها لجنة التطبيق الرفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي من أجل التوصل إلى اتفاق متبادل بشأن الوضع المستقبلي لمنطقة أبيي." من جهتها، أصدرت السفيرة سوزان رايس، المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأممالمتحدة، بياناً من نيويورك، جاء فيه: "يسرنا أن المجلس عمل بسرعة – وبإجماع الأصوات- لتبني هذا القرار، الذي سوف يساهم في تأمين التطبيق الفوري والفعال لأحكام الاتفاقية التي وقّع عليها الطرفان." وأضافت رايس بأن الوجود القوي لقوات حفظ السلام يُشكِّل جزءاً أساسياً من الترتيبات الأمنية الهادفة إلى نزع السلاح في أبيي، وتهيئة الظروف للتوصل إلى تسوية سياسية دائمة. كما أكدت كلينتون أيضاً ان الولاياتالمتحدة لا تزال تشعر بالقلق إزاء الأزمة الجارية في منطقة جنوب كردفان. فقد تم تهجير عشرات الآلاف من منازلهم نتيجة الحرب الأهلية، وهناك تقارير تفيد بحصول انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، تشمل أعمال عنف عرقية وسياسية تستهدف الأفراد. وقالت كلينتون، "مما يثير القلق أيضاً احتجاز موظفين محليين سودانيين هم أعضاء في بعثة الأممالمتحدة في السودان على يد السلطات السودانية في الأسبوع الماضي، عندما كان يجري إجلاؤهم من المطار في كادوغلي". وأشارت كلينتون إلى أنه جرى إطلاق سراح اثنين منهم في حين يبقى خمسة آخرون محتجزين لدى السلطات العسكرية السودانية. ودعت كلينتون الحكومة السودانية إلى إطلاق سراح هؤلاء الموظفين فوراً والكف عن ممارسة أية مضايقات أو أعمال ترهيب لموظفي الأممالمتحدة في جنوب كردفان. وقالت رايس إن "على الحكومة السودانية وحركة تحرير شعب السودان في الشمال أن تتفقا فوراً على وقف إطلاق النار في جنوب كردفان وإلغاء القيود على وصول المساعدات الإنسانية وتحركات موظفي الأممالمتحدة في تلك المنطقة".