كوالالمبور: سيف الدين حسن العوض زار الامام الصادق المهدي رئيس المنتدي العالمي للوسطية، رئيس وزراء السودان الاسبق خلال فترة الديمقراطية الثالثة في السودان (1986- 1989م) ماليزيا للمشاركة بتقديم محاضرة ضمن فعاليات الندوة العالمية حول المنهج الوسطي ودوره في الإصلاح والتنمية والتي نظمها المنتدي العالمي للوسطية بالاردن بالتعاون مع الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (ممثلة في المعهد العالمي لوحدة المسلمين والمعهد العالمي للفكر والحضارة الإسلامية) بالعاصمة الماليزية كوالالمبور يوم 18 يوليو الماضي بمشاركة الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري، و بحضور داتو ناشطة ابراهيم الوزير بوزارة رئاسة الوزراء الماليزي، ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الاردن الاستاذ عبد الرحيم العكور وبمشاركة لفيف من العلماء والباحثين في المجال من جميع أنحاء العالم. وقدم الامام الصادق المهدي رئيس المنتدي العالمي للوسطية، محاضرة عامة طرح من خلالها الفكرة العامة للمنهج الوسطي، موضحاً أن الوسطية لاتعني التوسط في الشئ، او الدفاع عن الحالة الموجودة او الامر الواقع باعتبار أن الدين الإسلامي يدعو الي الوسطية، واستدرك قائلاً: كلمة وسط في اللغة العربية تحمل معنيين، احدهما وسط الجبل وتعني قمة الجبل وثانيهما وسط الجبل وتعنى نصفه، قال تعالى: (وقال اوسطهم .. الاية )، وهي تعني أعدلهم وأفضلهم وتعني ايضاً اكثرهم فاعلية ومقدم عليهم كما جاء في كثير من التفاسير، مضيفاً: اذن الوسطية لاتعني التوسط في الشئ بقدر ما تعني الاحاطة بالشئ، وهي تعني ايضاً الموقف الصحيح في اي مجال وأن يكون مبني على اعتبارات كلية. حاولت مراراً وتكراراً ان التقي بالسيد الامام على انفراد واٍسأله بعض الاسئلة عن الشأن السوداني وعن الوسطية، ولكنه كان مشغولاً طوال الوقت بحضور فعاليات الندوة والاستماع لما جاء فيها وكتابة بعض الملاحظات حول بعض الاوراق المقدمة والتعليق احياناً، كما انه انشغل في الايام التالية للندوة بحضور فعاليات المؤتمر العالمي حول الاسلام في افريقيا والذي انعقد في اليوم التالي للندوة ولمدة ثلاثة ايام متتالية وحضر جميع جلسات المؤتمر وقدم ايضا محاضرة في مستهل المؤتمر اتسمت بالموضوعية والبعد الفكري والمعلومات الثرة ولقد جاءت بلغة انجليزية رفيعة، اشاد بها كل من حضر تلك المحاضرة ووجدت استحسان الجميع والتعليق من بعض العلماء، بل واعتبرها الجميع قاعدة اصيلة لما جاء بعدها من مداولات كما هو الحال في الندوة الدولية حول المنهج الوسطي ودوره في الاصلاح والتنمية. وكم كنت اتمنى ان تحتفى الجالية السودانية بالامام الصادق المهدي وتفرد له لقاء خاص مع الجالية السودانية بماليزيا ليحدثها عن احداث الساعة والواقع المعاش بعد الاستفتاء والانفصال، كما تفعل مع العديد من الرموز السودانية التي تزور ماليزيا ولكنها – اي الجالية – اكتفت فقط بدعوته لمأدبة عشاء، تحدث خلالها حديث السياسي المحنك، والعالم الفذ حول بعض القضايا المهمة وسياتي تفصيل ذلك لاحقا. كما حاولت ان استقصى بعد عودة الامام للسودان تصريحاته او تعليقاته حول زيارته لماليزيا فلم افلح في ذلك، فكأني به قد زهد عن الحديث او ان زيارته لم تكن ذات اهمية، رغم اهميتها في نظري باعتبار ان احد رموز السودان الافذاذ قد شارك وادلى بدلوه في حدثين مهمين في ماليزيا يتعلقان بالامة الاسلامية والقارة الافريقية. واوضح الاستاذ الدكتور احمد ابراهيم ابوشوك عميد المعهد العالمي لوحدة المسلمين، أن ماليزيا قد خطت خطوات مقدرة في مجال التنمية والإصلاح وتبني المنهج الوسطي ولذلك فقد تم اختيارها لتكون الدولة المضيفة لهذه الندوة المهمة، مؤكداً أنه قد شارك عدد من العاملين في الحقل الإسلامي والذين لديهم اهتمام خاص بقضية الوسطية ودورها في الإصلاح الإسلامي وقضايا التنمية المرتبطة بتطوير الشعوب الإسلامية، مشيراً الي مشاركة الامام الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الاسبق، والذي لديه ادبيات معروفة في قضايا الإصلاح وارتباطها بقضايا التنمية والمنهج الوسطي، الي جانب مشاركة الاستاذ المهندس مروان الفاعوري الامين العام للمنتدى العالمي للوسطية بالاردن، فضلاً عن مشاركة نخبة من العلماء والمفكرين الماليزيين المهتمين بقضايا الوسطية، ومن ابرزهم الاستاذ الدكتور شنذرا مظفر، عالم السياسة الماليزي المعروف والذي له اسهامات واسعة في قضايا الحقل الإسلامي وعلاقة الاسلام بالغرب والعلاقات الدولية في دول العالم الإسلامي بصورة عامة، والذي قدم خلال الندوة ورقة عن المنهج الوسطي الإسلامي وعلاقته بالسياسات الدولية والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي والاستجابة التي يجب أن توازي ذلك التحدي. كما ساهم في الندوة الاستاذ الدكتور تان سري محمد كمال حسن المدير السابق للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا بورقة عن المنهج الوسطي الإسلامي من منظور علماء سنغافورة والتحديات التي تواجه الاقلية المسلمة في المجتمع السنغافوري، بجانب مشاركة أندونيسيا ممثلة في الدكتور هدايت نور وحيد رئيس البرلمان الأندونيسي السابق بورقة عن المنهج الوسطي وعلاقته بالإصلاح الاجتماعي والإصلاح السياسي. وقد افسح المجال خلال الندوة للمفكرات والعاملات في الحقل الإسلامي والمهتمات بقضايا الوسطية للمساهمة باوراق عمل، قدمت في هذا المجال الاستاذة الدكتورة زليخة قمرالدين نائب مدير المعهد الإسلامي في ماليزيا ورقة عن دور الوسطية في ماليزيا ولماذا نعطي أهمية خاصة للمرأة، كما تقدم المديرة السابقة لمعهد حوار الحضارت في ماليزيا الاستاذة الدكتورة عزيزان بحر الدين، ورقة عن المنهج الوسطي وحوار الحضارات ودورهما في الإصلاح والتنمية. وعلي صعيد متصل شارك الناشط الإسلامي المعروف منتصر الزيات رئيس منتدى الوسطية في مصر بورقة في الندوة عن تأثير المنهج الوسطي في خطاب التطرف ووسائل العنف في العالم الإسلامي وكيف اثر ذلك في امتصاص هذه الاستجابات تجاه القضايا المعاصرة في العالم الإسلامي، كما قدم استاذ الفقه والصيرفة الإسلامية الجزائري المعروف الدكتور يونس صوالحي ورقة عن المنهج الوسطي من ناحية المبادئ والضرورات والتوقعات. وحول قضايا الساعة المهمة شارك الباحث الدكتور داود الحدابي رئيس منتدى الوسطية في اليمن بورقة عن التغيرات في العالم العربي، وكيف يمكن أن يوطن لها في اطار المنهج الوسطي الذي يتبناه المنتدي العالمي للوسطية. ولقد تم استصحاب الندوة العالمية للشباب الإسلامي للمشاركة بورقة في هذه الندوة عن الشباب والوسطية الإسلامية واستراتيجيات التفكير، والتي قدمها الاستاذ شهرين أول الدين المدير التنفيذي للندوة العالمية للشباب الإسلامي بماليزيا، ذلك لما للشباب من دور فاعل في الثورات التي انتظمت في كثير من بلدان العالم العربي. وأشار الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري في كلمته التي ألقاها في جلسة الافتتاح إلى مشروع الوسطية ومميزاته و مدى ملاءمة هذا الفكر للعصر الحديث، حيث عرف الوسطية بأنها تهدف لتطوير الأفكار والآليات والابتعاد عن الجمود الفكري والإنفتاح على المجتمعات العالمية بالإضافة إلى تأسيس مشروع للنهضة وإحياء للتجديد الديني لبناء المشروع الحضاري الذي يدافع عن الأمة المتمسك بثوابت العقيدة، شاكرا المجهود الذي بذل من قبل الجامعة العالمية الإسلامية و المعهد العالمي للوحدة الإسلامية على احتضان هذا المؤتمر و العمل على إنجاحه من جهة، ودورهما في نشر وتقديم الفكر الإسلامي النيّر للعالم أجمع. وعلى هامش الندوة التقيت بالدكتور يونس صوالحي استاذ الفقه والصيرفة الإسلامية بالمعهد العالمي للمالية الاسلامية والبنوك بماليزيا وسألته عن الورقة التي قدمها في الندوة، فاجاب بقوله: الورقة كانت عبارة عن عرض ما يسمى بمفهوم الإصلاح اسسه وضرورته، واثره، موضحاً أن هذا الموضوع يأتي في وقت حساس لاسيما وأن العالم الإسلامي يشهد ثورات وتغييرات شكلية وجذرية في بعض الاحيان، مشيراً الي أن الورقة حاولت أن تفرق اولاً بين الإصلاح والثورة، وبين الإصلاح والحداثة، وهي من المفاهيم التي قد تختلط على رجل الشارع العادي، ثم تطرقت الورقة الي مبادئ الإصلاح المستنبطة من مقاصد الشريعة الإسلامية التي في النهاية تصبو الي تحقيق مصلحة الشعوب الإسلامية ومن المراجع الإسلامية ومن وحي التجارب ومن الاحداث التي يراها ويشهدها العالم الإسلامي اليوم والتي من اهمها: أن يكون الإصلاح شاملاً وليس جزئ، وأن يكون نابعاً من ارادة سياسية حقة، وأن يراعي اولويات المجتمع، وأن لايكون الإصلاح هو الملاذ الاخير للسلطة القائمة بل يجب أن يكون الإصلاح مخططاً له وأن لاتنتظر السلطة حتى يثور عليها الشعب حتى تبدأ عمليلتها الإصلاحية لأنها في النهاية ستكون مجرد عمليات ترقيعية ولاتحقق طموحات الشعوب، كما أن الشعوب اصبحت اكثر وعياً بحقوقها وواجباتها ومصالحها ولا تنطلي عليها الإصلاحات الترقيعية التي تهدف الي اخماد صوتها واسكاته وفي النهاية تستمر حالات التخلف والتقهقر التي كانت موجودة من قبل. ومن اهم مبادئ الإصلاح – وما يزال الحديث للدكتور صوالحي – هو أنه ينبغي أن ينبع الإصلاح من الاحتياجات الحقيقية للمجتمع وأن لايكون مستورداً او أن يفرض على المجتمعات بحجة الإصلاح، فتفرض عليه افكارا ومشاريع ربما تكون لاتتناسب مع العقيدة او الاسس الاخلاقية والعقدية والشرعية للمجتمع الإسلامي، مؤكداً أن الإصلاح في دول العالم الإسلامي يجب أن ينضبط بالضوابط الشرعية وأن لا يكون الإصلاح في الثوابت او القطعيات لاسيما العقيدة والاخلاق والشريعة الإسلامية، كما يجب أن تعطى الاولوية في الإصلاح للقطاعات التي يجب اصلاحها اولاً قبل غيرها مثل قطاع التعليم والقطاع الاقتصادي، فضلاً عن ضرورة تقويم عمليات الإصلاح من وقت لآخر وذلك باختيار افضل طرق التقويم، لأنه ليست العبرة بايجاد مشاريع اصلاحية على الاوراق بقدر ما هي بمدى قياس فعالية تلك المشاريع على ارض الواقع ، من خلال ما يعرف بنظريات تقويم المشاريع الإصلاحية، مشيراً الي أن ما يسمون أنفسهم بالحداثيين والذين رفعوا شعار الإصلاح بما فيه اصلاح الفكر الإسلامي أنتهى بهم المطاف الي ما يسمى بتفكيك الفكر الإسلامي وتفكيك العقيدة وتفكيك الفقه وأنتهوا في النهاية الي أن سبب ازمة الامة الإسلامية هو هذا التراث الإسلامي وقالوا يجب أن لا يصلح، بل يجب أن يغير برمته، موضحاً أن هذه من الضوابط الشرعية التي يجب وضعها في الحسبان عندما نتناول قضية الإصلاح في المجتمعات الإسلامية. كما التقيت بالاستاذ منصر الزيات رئيس منتدى الوسطية بمصر فاوضح أن الثورات العربية في تونس ومصر على وجه الخصوص، اعطت درس مفاده فشل منهج العنف في تحقيق الاهداف، مشيراً الي أن الجماعات التي دخلت في صدامات عنيفة مع مجتمعاتها من اجل الإصلاح او التغيير او الاحاطة بالنظم الديكتاتورية المستبدة، لم تفلح في تلك الصدامات بل فشلت فشلاً ذريعاً، مؤكداً أن التغيير السلمي او ما عرف بالثورة الناعمة والتي أنطلقت في تونس ومصر اولاً ثم اتسعت، قد فرضت منطق القوى الناعمة والتغيير السلمي، وأنه من الممكن اسقاط النظم المستبدة بوسائل سلمية حينما يؤمن الشعب بضرورة التغيير، وحينما يجد الطليعة الصالحة النظيفة التي يثق فيها الشعب ويخرج من ورائها. واستعرض الاستاذ الزيات من خلال ورقته المقدمة للندوة العالمية حول المنهج الوسطي ودوره في الإصلاح والتنمية، الاسباب والظروف التي دفعت الشعوب الإسلامية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا للخروج على الحكام، فيما يسمى بالربيع العربي، مشيراً الي امريكا واسرائيل فوجئوا بما حدث، ولكنه استدرك بالقول: ولكن لاشك أن لامريكا واسرائيل مصالح ولهذا فهم يسعون الان لتأمين مصالحهم في المنطقة، وليس صحيحاً ما قيل عن أن هذه الثورات بفعل امريكا او اسرائيل، قائلاً: دائما عندنا عقدة وعندنا نظرية المؤامرة، كل شئ يحدث او يحصل في الامة الإسلامية نعلقه على اسرائيل وامريكا، ولاتريد الامة الإسلامية أن تخرج من شرنقة نظرية المؤامرة. ونشير الي أن المنتدي العالمي للوسطية بالاردن هو هيئة عالمية اسلامية تهدف الي ترسيخ مفاهيم الوسطية الإسلامية كطرائق للتفكير السديد وانتاج الفكر، وفي الممارسة العملية بين ابناء الامة ومؤسساتها، وتعزيز قدرة الامة على القيام بدورها الحضاري من خلال وسطيتها، واقامة آصرة تعاون والتقاء وتشاور وتكامل بين القوى والشخصيات الإسلامية كافة، والحفاظ على الهوية الإسلامية للامة، لتبقى دائماً أمة وسطاً، شاهدة على الناس، لآمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، بعيدة عن الافراط والتفريط، بجانب تبليغ رسالة الاسلام الإنسانية، والتعريف بها بين الامم والشعوب، والتصدي لمشكلات الامة وتقديم التصورات والبرامج والحلول لتجاوزها، من خلال الرؤية الوسطية الإسلامية، وتعزيز قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان والدفاع عنها، بوصفها ركيزة من ركائز الاسلام، والدعوة الي التسامح والحوارونبذ العنف بين الامم والشعوب، عن طريق توسيع دائرة التواصل والحوار مع الآخر، فضلاً عن مواجهة ومعالجة ظواهر الغلو في الدين، والإنحراف في تأويل نصوصه، بما تمليه وسطية الاسلام وسماحته وشموله، عقيدة وشريعة وعبادة ومعاملة، فكراً وسلوكاً، والدعوة الي كفالة حقوق المجموعات الوطنية ذات التمايز الثقافي والاثني والديني والمذهبي التي توفرها البيئة الإسلامية الرحبة والمتسامحة والمستوعبة، جنباً الي جنب تعزيز دور المرأة المسلمة في بناء المجامع من خلال اسهامها في النشاطات المختلفة. وقد خرجت الندوة العالمية عن المنهج الوسطي ودوره في الإصلاح والتنمية بتوصيات وتقارير من شأنها أن تسهم في توطين المنهج الوسطي ليكون اساس تنطلق منه كثير من تصورات وافكار العاملين في مجال الحقل الإسلامي بشأن القضايا المعاصرة والتحديات التي يواجهها العالم الإسلامي، ولعل من ابرز تلك التوصيات ترسيخ مفهوم الوسطية الإسلامية على الصعيدين الإسلامي والعالمي، لتبليغ رسالة الاسلام الإنسانية، والتعريف بها بين الامم والشعوب، والدعوة العلمية لتعزيز قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان كافة والدفاع عنها، بوصفها ركيزة من ركائز الاسلام، والدعوة الي التسامح والحوار ونبذ العنف بين الامم والشعوب، عن طرق توسيع دائرة التواصل والحوار مع الآخر، ومراجعة الادبيات التي تتبناها الحركات الإسلامية المتطرفة التي تدعو من خلالها الي العنف ونبذ الحوار مع الآخر، بجانب تعزيز دور المرأة المسلمة في بناء المجتمع من خلال اسهامها في النشاطات المختلفة، والدعوة الي كفالة حقوق المجموعات الوطنية ذات التمايز الثقافي والاثني والديني والمذهبي التي توفرها البيئة الإسلامية الرحبة والمتسامحة والمستوعبة، وتحقيق التحول الديمقراطي القائم على التداول السلمي للسلطة، وترسيخ قيم الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة، وبناء منظومة فكرية متكاملة تعتمد الرؤية الوسطية، وتشمل مناحي الحياة الإنسانية كافة، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية للامة، لتبقى دائماً أمة وسطاً، شاهدة على الناس، آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، بعيدة عن الافراط والتفرّيط، والعمل بجميع الوسائل المشروعة لنشر الفكر الإسلامي المعتدل في مواجهة التيارات الهدامة والدعوات المعادية للاسلام، والاخطار الثقافية، داخلية كانت أم خارجية، فضلاً عن توحيد قوى الامة، بمختلف مذاهبها واتجاهاتها، وتوحيد جهود العلماء ومواقفهم الفكرية والعلمية في قضايا الامة الكبرى، لتواجه التحديات صفاً واحداً، وتحريم تكفير المسلم من اتباع المذاهب الثمانية المعتمدة، وإنشاء مرصد لجمع الفتاوي الجامعة للامة من منظور الوسطية والاعتدال، والعمل على نشرها.