عزيزي القارئ، مواصلة لكتاباتنا عن الأخطاء الشائعة في لغتنا الجميلة، لغة القرآن الكريم نجد أن هناك أخطاء كثيرة مثل: (ممنوع الدخول)، وهذا خطأ شائع والصواب هو: (الدخول ممنوع)، وذلك لأن النكرة لا تسبق المعرفة، كما نجد أيضاً أن بعض الإعلاميين والصحفيين يقولون بأن فلان له القَدح المعلى في كذا وكذا، ولكن الصواب هو أن تقول بأن فلان له: (القِدح) وليس القَدح، والقَدح المعلى هو سهم من سهام لعبة الميسر التي حرّمها الله علينا، ولكن عزيزي القارئ ما هي لعبة الميسر وكيف تلعب في الجاهلية؟ لعبة الميسر تلعب كالآتي: يجلس المتبارون على شكل دائرة وفي وسط الدائرة تكون هناك (جعفة)، والجعفة هي ما توضع فيه سهام القوس.. عند الحرب.. ويقوم (الياسر)، والياسر هو منظّم لعبة الميسر، ونطلق عليه الآن: (D.J) والذي نجده في حفلات (الديسكو). يقوم الياسر، بوضع سهام لعبة الميسر وعددها "4" وأسمائها كالآتي: السنيح والمنيح والخاسر والقِدح المعلى في جعفة السهام بعد أن يخلطها داخل الجعفة ثم يقوم بعدها بتقديمها للمتبارين بحيث يختار كل منهم سهمه الذي اختاره من الجعفة، فإذا سحب أحدهم سهم (القِدح المعلى) يكون هو الفائز الأول والأكبر، وهكذا إلى أن يعلو إلى سهم (الخاسر) ويكون فيه خاسراً في اللعبة، وبلغتنا الآن ننعته ب(الطيش).. ونجد أيضاً عزيزي القارئ في المطاعم، وحين نريد أن نأكل نصيح بأعلى صوتنا (الجرسون) ليخدمنا ويتم ذلك بتوفير طلبياتنا من قائمة الطعام، وهذا خطأ شائع حينها نطلق عليه كلمة (جرسون) وذلك لأن كلمة جرسون في الأول هي كلمة فرنسية ونننطقها بالفرنسية (غاقسو)، والصواب هو أن نطلق عليه كلمة (النادل) أو الصبي وهلم جرا.. وهنا في السودان وبعض الدول العربية نجد أن كلمة (عبيط) تطلق على الشخص الأهبل أو (العوير) بلغتنا العامية، وهذا خطأ شائع وذلك لأن كلمة عبيط في اللغة العربية هي: (اللحم الطري).. أما في الأفلام والمسلسلات نجدهم يطلقون على المرآة اللعوب كلمة (غانية)، وهذا خطأ شائع وذلك لأن كلمة غانية في اللغة العربية تطلق على المرأة أو الفتاة التي استغنت بجمالها عن الزينة أو المكياج أو التبرّج.. ونجد أيضاً عزيزي القارئ كلمة (الشاطر) أو شاطر، ويقصد بها الشخص الأريب الذكي أو الناضج أكاديمياً وهذا خطأ شائع، وذلك لأن كلمة شاطر أو الشاطر في اللغة العربية هي: (الفتى الذي أعيا أهله خبثاً ودهاء ومكراً... أما الأخطاء الشائعة في عاميتنا السودانية كلمة (الكترابة)، ويقصد بها في مجتمعنا السوداني الفاضل التعجّب من ضخامة الشيء، ولكننا نجدها في كتاب المرحوم، الراحل المقيم (البروفيسور عون الشريف قاسم) طيّب الله ثراه (العامية في السودان) هي (رائحة) الشيّة أو الشواء والله أعلم..