الإتحادي الأصل ... عودة الوعي .. وسقوط الأقنعة بقلم صلاح الباشا [email protected] وعاد الوعي ، وسقطت كل الأقنعة التي كانت تغطي ليالي الحزب العريق ، حزب الوسط الذي ما أنفك يجهد قادته أنفسهم ومن خلفهم قواعدهم المستنيرة الصامدة عبر تاريخ السودان الحديث حتي تنجلي الظلمات ، ويبزغ فجر جديد عالي الإشراق ، برغم أن بزوغه قد أتي متأخراً ، لكن أن يأتي متأخراً خيرُ ُ من ألا يأتي مطلقاً ، فقد تخلص الحزب الأصل من الأثقال التي كادت أن تحني ظهره تماماً . وفي الواقع ، قد تعمدنا بأن نبدأ بتلك المقدمة الساخنة والتي في تقديرنا الشخصي تعني الكثير ، وتتضمن الكثير ، بعد أن ظل البعض في الإتحادي الأصل وفي الإتحادي الديمقراطي القديم يتبجح بالوطنية وبالنضال ، حتي حسبنا أنهم يعيشون المسغبة ، ويعانون الفقر المدقع ، ويكابدون العيش بصعوبة بالغة من أجل هذا الشعب الصابر ، فإذا بالأيام تمضي سراعاً ، وإذا بهم قد أصبحوا منغمسين في حياة الترف الباذخة ، ولا يدركون ، ولعلهم لايدركون ، أو ربما لايريدوا أن يدركوا بأن جماهير الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل علي إمتداد وطننا المترامي الأطراف قد كشف أمرهم تماماً ، وقد إتضح ذلك من موجات الإرتياح التي ظل الحزب يتلقاها حتي اللحظة حين عاد الوعي الخلاق الذي بات الآن يعمل علي تفعيل مبدأ المحاسبة الداخلية ، وبالتالي أصبح من يريد أن يسخر أو يتفلت أو يتحرك خارج إطار منظومات الحزب المتوافرة حالياً ليخلق بلبلة زائفة فإن الحسم الحزبي سيكون هو الفيصل ، وبالتالي فإن البتر يصبح نافذاَ حتي تستقر الأوضاع الداخلية بعد أن أصبحت لجان الحزب ومؤسساته الداخلية أكثر إنسجاماً وحميمية تبعث علي الفرح مستلهمة الروح النضالية لقيادات عديدة كان أداؤها الوطني باذخاً وشفافاً حتي غادروا الدنيا في مختلف الحقب السابقة دون أن تخدش كرامتهم أو يؤخذ عليهم بأنهم قد إغتنوا حراماً أو إنتهزوا نظاماً أ شمولياً كان أم ليبرالياً . لكل ذلك ... فإن الذين يملأون بعض الصحف ضجيجاً عالياً الآن ، وتسندهم صحف أخري يظلل قياداتها ( التسطيح ) والدقسات اليومية ، يكيلون السباب للدرجة التي تصل إلي مرحلة التحرش بالآخرين ، قد وجدت كل محاولاتهم البئيسة الإستهجان والسخرية من الشرفاء القابضين بقوة علي مصالح هذا الشعب من كوادر الإتحادي الأصل التي تعرف تماماً وتدرك لدرجة عالية وتؤمن إيماناً قاطعاً بأن الأمر قد قضي وأن الإتحادي الأصل بات يملك زمام أمره تماماً بعد أن أوضحت لجان تفاوضه مع المؤتمر الوطني الخطوط الوطنية التي تعيد للبلاد عافيتها وتحفظ لما تبقي من الوطن ماء وجهه ، وسلامة مواطنيه حتي لا تصاب البلاد بفوبيا التمزق العجيب. ومن هنا .. وبعد أن أبانت قيادة الحزب الإتحادي الأصل لجماهير شعبنا ولجماهير الحزب علي وجه الخصوص عبر بيان الأمس القريب ما بذلته من جهد من خلال لجان التفاوض المتفق عليها ، فإن ما تكتبه بعض الأقلام التي فقدت بوصلتها منذ زمان بعيد تماماً من الذين يعتقدون أن العمل الوطني داخل الحزب ما هو إلا رفاهية طفيلية وجمع مال وعقار ومعيشة نعيم لابد زائل ، وتسطير كتابة تفتقر إلي المنطق والديالكيتيك ، وتقترب أكثر من لغة التهاتر التي لا يستطيعون توظيف غيرها من حديث راق ومتقدم يعتمد علي الثقافة السياسية الرفيعة مثلما نراه في العديد من كتابات خبراء السياسة والمحللين الذين تفيض بكتاباتهم العديد من الصحف الورقية والإلكترونية وتبعث فعلاً علي الفرحة والسعادة والإنشراح ، فإن جماهير الإتحادي الأصل ، بل جماهير كل الشعب السوداني باتت تمد ألسنتها لمثل تلك الكتابات الفقيرة لأنها فعلاً تثير الشفقة والغثيان معاً ، لكن أصحابها لايدركون ذلك ، من فرط الغباء السياسي الذي أصبح من سماتهم اليومية : ولانملك إلا أن نقول أخيراً : يذهبُ الزبدُ جفاءً ... ويمكثُ في الأرض ما ينفع الناس . · الأهرام اليوم : الإثنين 19/9/2011م