*مع تنامي العصبية القبلية التي عادت للانتشار في بلادنا وأصبحت تهدد النسيج الاجتماعي نجد أنفسنا نساند كل تحرك إيجابي لإحياء الانتماء الجمعي الذي لا يفرق بين أبناء الأمة بسبب أعراقهم أو أفكارهم أو توجهاتهم السياسية *المدن تشكل إحدى الكيانات الجامعة التي تحتضن كل أبناء الأمة بلا تمييز بينهم بل تدمجهم في بوتقتها حتى يصبحوا جزءا منها يرتبطون بها وترتبط بهم، يؤثرون فيها وتؤثر فيهم بل تصبح هي ذاتها واحدة من مكونات ثقافتهم وإبداعهم. *لذلك حرصت على تلبية الدعوة التي وصلتني من (مجموعة محمود في القلب) للمشاركة في فعالية (مهرجان بحري مدوزنة تغني للإبداع والنغم) الذي يقام هذه الأيام على مسرح خضر بشير تحت شعار: (برضي ليك المولى الموالي) ضمن الموسم الشتوي الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم. *هذه فرصة أحيي فيها مجموعة محمود في القلب التي تقود نشاطا اجتماعيا وثقافيا وفنيا أثمر في ربط الفنان محمود عبد العزيز (الحوت) أكثر بالحراك الثقافي والاجتماعي المحيط والمشاركة الإيجابية في مثل هذه المناشط والمهرجانات الثقافية، والمجموعة تشكل أيضا كيانا جامعا للمعجبين بعطائه الثر في الساحة الفنية من مختلف ألوان الطيف الاجتماعي والثقافي والاثني. *كان لا بد من الحديث عن مدينة الخرطوم بحري الودود الولود التي قدمت للبلاد وللعالم كوكبة من المبدعين في شتى مجالات الإبداع الثقافي والفني والرياضي، حاولت أثناء مداخلتي المرتجلة الإشارة إلى بعض رموزها، ذكرت منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور عون الشريف قاسم والخبير الإعلامي علي شمو والإذاعي القامة محمد خوجلي صالحين، ومن الرموز الصحفية يحيى محمد عبد القادر وعبد العزيز حسن ومحجوب محمد صالح وإبراهيم عبد القيوم وفضل الله محمد، ومن رموز الإبداع الفني ذكرت على سبيل المثال أيضا الفنانين خضر بشير وجماعة النيمة وأولاد شمبات وعبد العزيز محمد داود وعبد الكريم الكابلي وصلاح ابن البادية وثنائي العاصمة (أب دية والسني) ومحمد ميرغني وزيدان إبراهيم ومحمود عبد العزيز وجمال فرفور والموسيقار خضر بشير وخوجلي عثمان ونور الجيلاني وعابدة الشيخ ومنال بدر الدين والعازفة أسماء حمزة والتومات بنات خيري. *لم أستطع ذكر أسماء المبدعين في المجالات الأخرى ولكن الليلة التي شاركت فيها مساء أمس الأول التي كانت تحت عنوان ليلة الشعر والإبداع قدمت كوكبة من شعراء بحري أتحفونا بباقة من إبداعهم الجميل وسط تجاوب جمهور المستمعين، وهم: محمد عمر عبد القادر وعثمان أحمد سعيد ومحمد أحمد سوركتي ومحمد إسماعيل الرفاعي وتاج السر عباس، كما شدا في هذه الليلة من فناني بحري الشباب مصطفى شمبات وسفيان بخيت. *لا يمكن في هذه المساحة الحديث عن بحري ورموزها في شتى مجالات الإبداع الثقافي والفني والرياضي ولكنها تحية مستحقة لمدينة بحري الولود الودود التي أسهم أبناؤها بلا من ولا أذى في كل ساحات الإبداع والإحياء الثقافي والفني.