السلام على المواطنين الكرام وبعد تختص هذه الرسالة بأوضاع أئمة المساجد والمؤذنين في السودان، هذه الفئة برغم أهمية وحساسية المهام التي تقوم بها إلا أنها لم تجد التقدير الكافي من جهات الاختصاص ليس إهمالاً أو تجاهلاً من هذه الجهات لكن مع تطور الأحداث لم يلتفت إليها المجتمع. أما اليوم وقد انتشرت المساجد وأصبح لها دور حيوي ديني ووطني واجتماعي فإنه قد حان الوقت للنظر في أوضاع الأئمة والمؤذنين. ولقد أثارت الموضوع حلقة دينية في قناة السودان عن شروط هامة قدمها عالم جليل وتحدث فيها أيضاً عالم جليل آخر ونرى أن يكونا ضمن من ينظرون في أوضاع الأئمة وظيفياً. وإننا نقترح تحديد شروط للشخص المتقدم للوظيفة إما أن يكون من خريجي كليات الشريعة أو ما يعادلها وبالطبع مع استيفاء الشروط الواردة في تلك الحلقة بالتلفزيون يوم الخميس الساعة السادسة مساء يوم 26 أكتوبر 2017م، (أ. د. علاء الدين أبوزيد)، ونرى أن يعامل الإمام مثل مدرس الدين في المدارس الثانوية وأن يكون هناك تبادل بين الأئمة والمدرسين مع احتفاظ الأئمة إذا رغبوا احتفاظهم بالإمامة والمنزل الذي يلحقه. إننا نرى أن هذه الفئة تعيش في ظل عدم العدالة غير المقصودة ونرى مع الصحوة الدينية وإنتشار المساجد مع النظر إلى كادرهم الوظيفي وتحديد الجهة التي يتبعون لها. كما أننا نرى ضرورة أن يخضع الأئمة إلى برامج تدريبية مكثفة يشترك في تقديمها مسؤولون من هيئة الزكاة والحسبة ومن القضاء الشرعي في المواريث مع أخذ جرعات في القوانين المدنية أو الشرعية التي تهم المصلين أو سكان الحي الذي يوجد به المسجد. ولا يفوتنا هنا أن نتقدم بالشكر لمقدم البرنامج ونعتذر عن عدم تذكر اسمه وله منا التقدير. ونورد هنا نقطة هامة هي أنه يجب أن يكون الأئمة والمؤذنين المؤهلين ضمن الخدمة المعاشية ويخضعون لكل قوانين الخدمة المدنية. إننا نشير بصفة محددة إلى قانون المستهلك أو قانون العمل وقانون الخدمة المدنية وبعض القوانين التي قد يطلب الإفادة فيها بعض المصلين أو أعضاء الفريق الذي به المسجد كما أننا نرى ضرورة تلقي تدريب في الاجتماع والحياة الأسرية والاستماع إلى شكاوى النساء والأبناء والأزواج أحياناً. وطبيعي جداً أن تكون مشاركة الإمام قوية في جميع المناسبات الاجتماعية سواء كانا أفراحاً أو أتراحاً وفي مواساة الجميع وفي التوعية بالحفاظ على الأمن ومنع الجريمة والمشاركة في نظافة الحي وعلاج من هم بحاجة إلى العلاج من المعسرين بالحي. هذه كلمة نوجهها إلى جهات الاختصاص ونأمل إنصاف هذه الفئة من المواطنين والحفاظ على مكانتهم الدينية في المجتمع وأن يكون وضعهم الوظيفي مع الخدمة المعاشية ليكون وضعهم مريحاً ومحفزّاً لغيرهم ليلتحقوا بهذا الكادر المقدس (ما يقال عن الأئمة ينطبق على المؤذنين بشرط التأهيل العلمي). وأكتفي بهذا القدر وآمل النظر في الموضوع بما يستحقه من إهتمام. يجب تدريب الأئمة في تعبئة الرأي العام مثلاً في جمع السلاح والحفاظ على الأمن الاجتماعي وعلى نظافة بيئة المدن والحفاظ على مقدرات البلاد ومحاربة الرذيلة والفساد بكل أشكاله. ملحوظة: إننا نقترح إنشاء معهد لتخريج الأئمة بعد حصول الشخص على الدرجة العلمية في الشريعة أو ما يعادلها، ونرى أن يتحدث رجال الخدمة المدنية إلى الأئمة كل في مجاله ليكون الإمام عالماً بما يجري في البلد. ونرى إلحاق أئمة المساجد الخاصة للخدمة الحكومية وتعديل أوضاعهم الوظيفية حسب الكادر الخاص بمدرسي الدين واللغة العربية، ويجب تطبيق نفس المعاملة على المرشدات الدينيات من النساء بالمساجد والجمعيات الاجتماعية والدينية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.