بسم الله الرحمن الرحيم الصحة تاج علي روؤس الأصحاء لايراها إلا المرضي ، والصحة في معناها الواسع لاتعني خلو الإنسان من الأمراض فقط ، بل تشمل حتي السكن والمأكل والمشرب وبيئة ومناخ الحياة الكريمة التي تحفظ للإنسان آدميته وكرامته التي إختصها به الله سبحانه وتعالي، وكذلك توفير العمل المناسب للكسب الحلال من أجل توفير لقمة العيش للأسرة. المواطن الآن ليس له الخيار في إختيار مكان العلاج ، بل ظروف السكن والمعيشة والحالة الإقتصادية تفرض علي المريض أن يلجأ في معظم الأحوال إلي مستشفيات الدولة ، لأن الظروف المعيشية تتحدث عن فقر مدقع يعيشه المواطن السوداني ، بل إن السودان هو من أفقر ثلاثة دول في العالم من حيث الإعاشة والصرف الأُسري(معنا الصومال واليمن). نعم المواطن لا يحق له إختيار مكان العلاج ، فهل يحق له إختيار من يمثله في البرلمان أو التشريعي الولائي أو القومي أو غيرها.؟؟ كلا وألف كلا ، بل ربما يساق المواطن دون أن يدرك إلي أين يقاد، تراكمات لعقدين من الزمان تقاطعت وتضاربت المصالح الشخصية والحزبية ، ولكن مصالح البلاد والعباد لم تكن في الذاكرة ، ولهذا هل تعتقدون أن من تأتي بهم صناديق الإنتخابات جاؤا عن قناعات الناخب وإختياره لذلك المُرشح؟؟ كلا وألف كلا. ولاية الخرطوم ، كرش الفيل كما يحلو للبعض تسميتها ، تحمل في جوفها هموم أُمة ومستقبل وطن وتتقاطع المصالح بداخلها ومن حولها ، يسكنها حوالي 8 مليون مواطن سوداني يتفرقون علي مدنها الثلاثة (العاصمة المثلثة)، وأحيائها تنافرت وتناثرت ربما علي مساحة لا تقل عن50000 كلم مربع لاتجمع بينها غير حقوق المواطنة والتي لا يتساوون فيها في جميع مناحي الحياة علما بأن الله قد خلق الناس سواسية ،ولكن؟؟؟ أحياء مبانيها تناطح السحاب روعة وجمالا ، وأخري لا تعدو أن تكون قد تشكلت مبانيها من خرق قماش وصفيح وكرتون مهتريء ، أحياء لا تشرب إلا مياه مُصفاة تسمي المعدنية أو الصحية ، وأحياء لا تحلم بأن يغتسل سكانها إلا في فترة الخريف أو عند الرحلات إلي النيل حيث يبتلع النيل بعضهم، أو من يعملون بالمنازل خدما ينعمون بكثير مما يفتقده أهلهم في تلك الأحياء، أحياء أسمائها مستوردة ، وأحياء أخري لا يمكن لنا أن نذُكر إسمها، أحياء وسيلة مواصلاتها موجودة ومتوفرة بل قاطنيها ما بين الشبح والبي أم دبليو والتظليل يرفلون ، وأحياء وسيلة مواصلاتها لمن ينعمون بها الكارو تحملهم هم وأمتعتهم وحتي أغنامهم ، وآخرون حتي هذه الوسيلة تنعدم عندهم ، أحياء تنعم بخدمات خمسة نجوم ، وأحياء يُقضي ساكنيها حاجتهم هم ودوابهم في العراء الطلق ومتجاورين، بل بعضهم يربط معزاته في طرف عنقريبه وهو نائم، ثم التعليم والمدارس والإجلاس ، فحدث ولا حرج عن المفارقات ، مدارس متعددة الطوابق ومتوفرة الإمكانيات من إجلاس ومعلمين وكتب وتكييف وكمبيوتر وغيرها من بيئة ومناخ التعليم والتدريس والتحصيل ، ومدارس تفتتقد كل شيء ومع ذلك يبذل القائمون علي أمرها الجهد ومحاولة توفير الكثير ، ولكن يظل ويبقي الفارق كبير جدا جدا، أحياء تنعم بالمجاري والتصريف الخريفي وأحياء تصير وتستمر بركا متقطعة بعد كل مطرة مهما كانت كميتها، أحياء تنعم بعربة جمع النفايات وإن كانت متباعدة ، وأحياء هي النفايات بذاتها لأن يد المسئول لم تطأها ولا يعرف أين موقعها من الخريطة العاصمية ومن يقطنها وكيف تدار أو تصلها الخدمات الضرورية من صحة وتعليم وأمن ومياه ومواصلات ، أحياء تنعم بما لذ وطاب من نعم الله من مأكل ومشرب ، وأحياء ربما تباع فيها اللحمة الفطيسة والكرته وكرعين الجداد وبواقي السمك . نعم ماذكر أعلاه هو جزء من حياة المواطن بولاية الخرطوم ، العاصمة المثلثة وأحيائها المتفرقة وعادات وتقاليد سكانها المتنافرة ، نعم ربما قلنا الكثير وربما كان ما تحت السطح مثل جبل الجليد تسعة أعشاره تحت الماء وغيرنا ربما يعرف الكثير عن العاصمة المثلثة. أُعلنت كشوفات الترشيح لنواب البرلمان القومي والولائي وما غيرها من قوائم للمرأة والأحزاب وخلافه ، ولكن المأساة هل يعلم هؤلاء النواب المترشحون لنيل ثقة سكان تلك الدوائر حالهم المعيشية والسكنية والتعليمية والصحية وباقي الخدمات ؟ هل هم أصلا من سكان تلك الدائرة أم هم مستوردون؟ نعم حمي الإنتخابات إستشرت والتسابق نحو المواطن الناخب قد علت وتيرتها وسوق البيع والشراء ، بل لنقل سوق نخاسة بيع وشراء الذمم و الضمير بحفنة من الملاليم وبقليل من الخدمات اليوم يتم توفيرها مثل علوق الشدة كما يقول أهلنا الطيبون علي إمتداد ربوع الوطن ،ولكن سوق النخاسة وعلوق الشدة توارثته أجيال عن أجيال منذ 1954 وإلي يومنا هذا ، يتحدث الجميع عن تزوير للإنتخابات علي جميع المستويات وفي كل الولايات والجامعات ، ليس تزويرا أو غشا واضحا ولكن الترغيب والترهيب والوعد والوعيد وفوق ذلك من يملك السُلطة و المال والإعلام يملك الرجال عنوة وإقتدارا ، والمواطن السوداني في قرارة نفسه يؤمن جازما أن الإنتخابات لن تكون نزيهة ولهذا زهد في كل إجراءاتها تسجيلا وما تلاه بل صار المواطن لا يفرِق معه من يأتي ليمثله تحت قُبة البرلمان أو التشريعي لأنهم كلهم جميعا يتساوون في إهمالهم لمُنتخبيهم حتي ولو حملوهم علي أكتافهم وأوصلوهم إلي قُبة البرلمان ، لأنهم لحظتها هل هم نواب الشعب أم نواب البرلمان، ولكن سيظل ويبقي الأمر سيان بل ربما تدهور أكثر من أول في هذه الدورة الجديدة لأن لها إرتباطات قومية وإقليمية و عالمية تدور حول السودان وإستحقاقات الإستفتاء ومحكمة الجنايات الدولية والسودان داخليا له ما يكفيه من المشاكل، بل حتي هذه الإنتخابات ستشمل كل السودان، وإن لا كيف يتم دفع إستحقاقات باقي الأقاليم والتي ستكون خارج هذه اللعبة؟. ثم لنأتي ونسأل لماذا يُستورد نواب الدوائر من خارج دوائرهم حيث يعيش أهلها وسكانها وقاطنيها وذلك المُستورد ماذا يعرف عنها ؟ هل خبر دروبها ؟ هل جال وسط أحيائها؟ هل جلس مع مواطنيها وإفترش الأرض مشاركا لهم أتراحهم وأفراحهم ؟ هل ظهر إسمه في كشوفات الواجب إن كان فرحا أو كرها؟ هل يعرف أزقتها وشوارعها وساحاتها؟ هل يعرف عدد مدارسها ومراكزها الصحية ونقاط بسط الأمن الشامل؟ هل يعرف حتي عدد لجانها الشعبية ؟ بل لنكون أكثر واقعية ونسأل مباشرة هل يعرف أسماء الأحياء بدائرته وكم عددها؟ بل هل قام في حياته بتسجيل زيارة لتلك الدائرة؟ هل لو قام بجولة بين دكاكينها وساحاتها وشوارعها وأزقتها وجوامعها وأنديتها إن وُجِدت ، جولة غير معلنة مثل تفقد سيدنا عمر بن الخطاب للرعية ، هل سيعرفه سكان الدائرة؟؟ وإن عرفوه هل سيكون مُرحبا بهم ؟ نعم هكذا الشعب السوداني يُفرض عليه أي شيء عُنوة وإقتدارا ولا يُستشار حتي في أدق تفاصيل حياته ومستقبله بل مستقبل الوطن ، ولكن من يملك السُلطة والمال والإعلام يتصرف في الوطن كأنه ضيعة خاصة ، ولهذا يتم إستيراد حتي النواب ليكونوا مُمثلِين للشعب تحت قُبة البرلمان دون عِلم من يمثلوهم من المواطنين، بل لِيُناقِشوا بإسمهم مستقبل الوطن والأمة ، ولكن هل تعتقدون أن من يأتي بهذه الطريقة سيكون له رأي ومشورة ووجهة نظر ليُدلي بها مغايرة لمن يملك المال والسلطة أولي نعمته ؟؟ نعم سيكونون نوابا للشعب إسما فقط، وسيكونون نعم أغلبية، وهكذا سيُدار السودان إلي 2011 ، وعندها لا نعلم كيف ستكون عُقبي الإستفتاء. نختم فنقول: نعم المواطن السوداني ، وأقصد هنا سواد الشعب والذي هو 95% ، وهم الفقراء في هذا الوطن، ذلك الوطن الذي بدأ تصدير البترول قبل أكثر من 5 سنوات ، فصار البترول نِغمة وليس نعمة، نعم هؤلاء إن أصابهم المرض فليس لهم حق الإختيار في أين يتعالجون؟ أليس كذلك في منطقتنا كلها وبها حوالي 90 مدينة وقرية وكمبو وسكن إضطراري؟؟ ؟ ولكن المستشفي العام هو ملاذهم رضوا أم أبوا، وهل بها ما يكفي من الخدمات ؟؟ وآخرون يقطعون الفيافي ما بين الأردن وسوريا وتركيا وكمان سويسرا للنقاهة بعد البواسير أو اللوز أو شوية فحوصات للمدام أو العيال، وكلو مدفوع حقو من حمد أحمد ود عبد الدافع،،، ثم التعليم أين هو في المنطقة أو من تسنح لهم الفرصة للتحرك نحو الجامعة؟ كيف السكن والإعاشة والمصاريف الدراسية وخلافو؟ الطرق المعبدة في المنطقة هل توجد؟(كل الدوائر بإختلاف مسمياتها في حدود الوطن) كثير من الخدمات، بل لنكون أكثر واقعية كل الخدمات غير موجودة أصلا، وما هو موجود عفي عليه الدهر وشرب، أليس كذلك أخواتي وإخواني؟ نجي لي موضوع الإنتخابات، دي ما دايرة غير حرية الإختيار من المواطن وهو يقف خلف الستارة والقلم في أيدوا وبطاقة الترشيح أمامو، بس هو وضميرو ومصلحة الوطن أو الدائرة أو الولاية ، الإختيار يبقي مسئولية شخصية بحته الإختيار يبقي واجب وطني وشرعي، الأصلح هو من يقود الدائرة أو الولاية أو الوطن، حاجة مافيها زندية ولا إنت جوا الاستاره في زول شايل ليك سوط عنج،، إنت تملك الضمير الحي والفكر الثاقب والعين البصيرة والعقل الراجح، إنت عاوز تجيب ليك ممثل عشان يخدم الدايرة ولا الولاية ولا الوطن، طيب أسأل نفسك أولا قبل أن تشخت في البطاقة، ثم حكم عقلك وضميرك وبعدها صّوت لمن تعتقد أنه الأصلح يعني بكل صراحة المواطن هو المسئول مسئولية مباشرة عن إختيار ممثليه، ولكل حادثة حديث، يديكم دوام الصحة والعافية sayed gannat [[email protected]]