انقسام في الحركة الشعبية قطاع الشمال، والصادق المهدى في باريس ينادى بالحوار الجامع، فما هو موضوع الحوار الجامع وليس للنظام منطقة وسطي يلتقي فيها مع الآخرين لأسباب داخل النظام وخارجه، وكيف يكون الحوار مع نظام متعدد الرؤس والأذرع، والديموقراطية التوافقية تعني الانتقاص من الحقوق الطبيعية المنصوص عليها في مواثيق حقوق الانسان التي وقع عليها السودان وأصبحت دستورا عالميا، وهي كل لا يتجزأ ولا يقبل المصادرة أو الانتقاص، والمحاحصصات تعني التعامل مع المواطنين كجماعات وليس كأفراد والفرد هو الأصل ومصدر الفعل الحقيقي في المجتمع، وهو كذلك في القرءان الكريم في العقيدة والتكاليف والثواب والعقاب والجنة والنار وكل نفس بما كسبت رهينة، والناس يعاقبهم الله عندما يعودون اليه فرادى يعذبهم أو يعفو عنهم ويتغمدهم برحمته التي وسعت كل شيء، وتعني المحاحصصات تكريس القبلية والجهوية والانقسام وتعويق نمو القومية السودانية الصاعدة التي حققت معجزة كبرى بكسر حاجز اللغة في زمن وجيز بحساب التاريخ، أما الحكومة الموسعة فتعني نقل المصالح القبلية والجهوية من وسائل الاعلام الي مجلس الوزراء، وغياب المسئولية الوطنية والأخلاقية والقيم والمبادىء المعيارية التي تقوم عليها الدولة وتكريس الوصاية الدينية والسياسية واعادة انتاج الانقاذ، ويذكرني نداء السودان بأهل بيزنطة والبيضة والدجاجة وأيهما خلق أولا عندما كان العدو يحيط بهم ومن ضاق عنه الحق ضاقت مذاهبه، والأحزاب السياسية أشخاص حقيقيون قبل أن يكونوا أحزابا وشخصيات اعتبارية فلا يكفي أن يقول حزب المؤتمر السوداني ان تردده في المشاركة في المقاومة بسبب اختلاف وجهات النظر لأن في كل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني عملاء تكشفهم مواقفهم، ولن يتخلي النظام عن السلطه لأنه أسير جرائمه، ولآنه يتاجر في الأزمات وأسير في يد الجماعات السلفية التي تشاركه في السلطة، وسيف التكفير مسلط علي كل من يتراجع عن أهدافها داخل النظام، والتكفير حكم بالاعدام تحت التنفيذ والداعشيون كثرتحت سطح النظام،وقال علي بن أبي طالب ان الامام الخائف يوالي قوما دون قوم وهذا أصل الداء في السودان والعصبية في منظور بن خلدون، ويعتمد النظام علي الدعم الخارجي وكان العدو الذى غزانا بجنود من ريالات ودلارات بترولية أفسدت حياتنا السياسية وأخلت بعلاقاتنا الاثنية وفككت تركيبتنا الوطنة وأضعفت شعورنا القومي وأشعلت الحرائق في كل أرجاء السودان مجهولا، وكان التنظيم الدولي للاخوان المسلمين متهما وكذلك النظم الوراثية بدول الخليج العربي التي تزعجها الديموقراطية في السودان ولا تريد محيطا من الديموقراطية، وقطر بدليل العلاقة الاعلامية بين النظام ووقناة الجزيرة القطرية، وأعلنت تركيا الاخوانية عن دعمها للنظام عسكريا فضد من ان لم يكن ضد الشعوب السودانية الغلوب علي أمرها، فلمذا لا تقدم المعارضة شكوى الي مجلس الأمن ضد قطروتركيا والمطالبة بالتعويض؟ ولماذا لا نطالب الاتحاد الافريقي بطرد النظام بتهمة العنصرية؟ وما هو الفرق بين هوية السودان العربية والاسلامية ويهودية الدولة في اسرائيل؟ والتنظيم الدولي للاخوان المسلمين حركة نازية بدليل اعلان الجهاد في الجنوب والأقوال والأفعال والشعارات الجهادية والأدبيات السياسية، والنازية الدينية شكل من أشكال العنصرية، ولن يسمح التنظيم بسقوط النظام خوفا من فضائح مدوية يتردد صداها علي حساب الاسلام السياسي. السؤال كيف يحكم السودان معركة بلا معترك وجدال سوفسطائي عقيم الا اذا كان في المعارضة من يفكر في التحاور مع النظام، والا اذا كان الصادق المهدى لا يزال يفكر في مشروع لبننة المجتمع السوداني والحزب المسيحي في ألمانيا وكاثولوكية ملكة بريطانيا ويتخوف من الحلول غير الوفاقية، وفشلت الانقاذ في لبننة المجتمع السوداني وليس في لبنان دولة بمفهوم الدولة في عصرنا هذا وكذلك السودان وألمانيا ليست دولة دينية وكذلك بريطانيا، والنظام ينتقي ن الاسلام ما يناسبه بدليل أنه يعطل آيات الحرية والتسامح التي قال الصادق المهدى في كتابه نحو مرجعية دينية متجددة ان عددها مائة آية، وبدليل أنه لا يعترف بأن العهد في القرءان الكريم كالصلاة كان كتابا موقوتا وهذا كفر ونفاق، فأين الاتفاقيات في جيبوتي والقاهرة وأبوجا والدوحة التي كان موضوعها التحول الديموقراطي؟ ولمذا يصر الصادق المهدى علي تجريب المجرب، وفقد السودانيون ثقتهم في الصادق المهدى منذ انسحابه من التجمع الوطني الديموقراطي وتحالفه مع الفاشية الدينة ولو لا تذبذب مواقف الصادق المهدى لكانت الانقاذ لوح ثلج كما قال، ولن يثق السودانيون في نداء يرأسه الصادق المهدى، وهو أسير مهداوية جده المهدى ونفوذ أسرته بدليل أنه نظم مؤتمرا في أوربا موضوعه دراسات المهدية فلماذا ليس دراسات نظام الاخوان المسلمين في السودان فللصادق المهدى مصلحة في الدولة الطائفية ولبننة المجتمع السوداني، والمهدى المنتظر عقيدة مجوسية قديمة دخيلة علي الاسلام والمهدية مرحلة من مراحل التاريخ مضت وانقضت وليس لها مكان في الحاضر أو المستقبل ولن تتوقف حركة التاريخ في انتظار الصادق المهدى، وليس الدستور الدائم موضوعا للنقاش والتوافق والحلول الوسطي لأن الحقوق الطبيعية المنصوص عليها في مواثيق حقوق الانسان تحكم الدستور ولا يحكمها وتعلو عليه ولا يعلو عليها وكل لا يتجزأ ولا يقبل المصادرة أو الانتقاص، لذلك لا يحتاج الدستور للاستفتاء ولا يقبل تدخل النخب المتسلطة التي تحاول توظيف الدستور في خدمة نفوذها وتكريس وصايتها، وبالاعتراف بالحقوق الطبيعية التي وقع السودان عليها يأتي دور الخبراء لتكريسها والنص عليها في ديباجة الدستور والفصل بين السلطات استرشادا بدساتير الدول التي سبقتنا في الديوموقراطية، وأى مادة تتعارض مع الحقوق الطبيعية تعتبر غير دستورية وكذلك أى مادة في أى قانون تتعارض معها تعتبر غير شرعية، ويقولون ان الدستور أبو القوانين وهذا ليس صحيحا لأن للدستور آباء وأمهات وهي الحقوق الطبيعية، وكذلك الهوية ليست موضوعا للنقاش لأن هوية المواطن السوداني في سودانيته التي لا تقبل هوية تعلوا عليها وهي جنسيته المعترف بها دوليا، ويستطيع أى انسان في أى مكان أن يكون مسلما أو نصرانيا لكنه لا يستطيع أن يكون سودانيا الا اذا كان كذلك، ولو كانت الهوية رجلا لقتلته لأنها ليست مزارع ومصانع ومدارس ومستشفيات، ولا يفترض أن يكون لنداء السودان موضوعا سوى اسقاط النظام وتصفية آثار العدوان والتخلص من التبعية واستعادة الاستقلال المفقود واعادة بناء الدولة القومية التي تحولت الي دولة طائفية وأصبحت طرفا الصراع ولا تصلح أن تكون حكما فيه. لم يكن لتجارة الرقيق تشاطا في جنوب السودان يتعدى شمال بحر الغزال لقربه من سلطنة الفور التي كان المشاة في جيشها من العبيد، وكان معطم الضحايا من النوبة والانقسنا لقربهم من أسواق النخاسة في بربر وشندى وسواكن، وكانوا يساقون مقرنين بالسلاسل عبر الصحراء الي سوق النخاسة في اسنا جنوب مصر، وكان لسلاطين وأمراء الفونج جيشا من العبيد من أولاد النوبة والانقسنا للحماية الشخصية، وكان في خدمة ادريس ود الأرباب الصوفي الشهير جيشا من العبيد قوامه 500 من أولاد النوبة والانقستا بالاضاف الي الاناث منهم، وكان في حرمرم السلطان العثماني جيشا من الخصيان السود والجوارى للحراسة والخدمات، ولو لا الاستعمار لبريطاني لما أمكن تحريم الرق وتحرير العبيد وتأسيس أول دولة قومية من شتات متنافر من الشعوب والقبائل والعبيد السابقين، لكن الرق في السودان تحول الي نظرة دونية لا تزال قائمة، وعندما حاول عبد الخالق محجوب الاعتذار عن الرق في مؤتمر المائدة المستديرة كان ولا يزال في الخرطوم شارع يحمل اسم الزبير باشا أشهر تجار الرقيق في أفريقيا، وكان للزبير مليشيا مسلحة لاصطياد العبيد وتصديرهم الي الخديوى في مصر لكن الزبير في صحافتنا ومناهجنا التربوية بطل قومي فمن أنعم عليه بالباشوية فقد كان أول وآخر من يحمل هذا اللغب في السودان، واحتكر الجلابة أحفاد تجار الرقيق السلطة منذ الاستقلال وأسسوا الدولة من منطلق تحيزاتهم العنصرية ومصالحهم الحيوية ونفوذهم في المجتمع وهم أقلية قد لا تزيد نسبتهم علي عشرين في المائة كالبيض في جنوب أفريقيا، وهذه حقائق تاريخيةا لا يغالط فيها الا عميل دسيس في قطاع الشمال، وتقوم سياسة الحكومة علي محورين كسر ظهر الحركات المسلحة أو احتوائها وتفكيكها من الداخل، والنوبة والانقسنا امتداد جغرافي وبشرى لجنوب السودان، وقاتلوا ثلاثين عاما مع جون قرنق لأن القصية واحدة، فلماذا لم يشملهم حق تقرير المصير؟ ولماذا تنازلت الحركة عن ضحايا سياسة الأرض المحروقة وتصفية أسرى الحرب، ولا أجد تفسيرا سوى أن ذلك كان مقابل الاعتراف بحق تقرير المصير في الجنوب، ولم يكن للايقاد وأصدقاء الايقاد هدفا يعلوا فوق ايقاف الحرب واستغلت الحكومة ذلك في المساومة ولابتزاز علي حساب المسئولية الوطنية والأخلاقية، ولولا ذلك لأجرى الاستفتاء في الشمال بين الدولة الدينية ودولة المواطنة لأن الحرب في الجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان عرض من أعراض الصراع في الشمال، وفشلت سياسة كسر ظهر الحركات المسلحة ونجحت الحكومة في احتوائها من الداخل وتفكيكها بالرشوة السياسية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.