المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    "بناء الدولة وفق الأسس العلمية".. كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    نبيل عبد الله: قواتنا بالفرقة 14 مشاة صدّت هجومًا من متمردي الحركة الشعبية بمحطة الدشول    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العشر القام ليه شوك ... ابراهيم السنوسي وآخرون .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 01 - 06 - 2018

قالوا الما شفتو في بيت ابوك بيخلعك . الغريبة دولة الشيك عندهم مثل مماثل . من اى اجحار اتى الكيزان ؟ ابراهيم السنوسي الذي كان نكرة لا يجد الاحترام من تلاميذه وزملاءه المدرسين في مدرسة بيت الامانة ، صار يحيط نفسه بالحرس ولا يتواضع حتى في بيت الله . وصار له حجز في لوج الجامع . هذا من المحن السودانية . زمان الناس كان بتحجز في صف البنزين بي حجر . ويتعرض مسلم للاهانة والاعتداء لانه وقف امام رب العزة في مكان ابراهيم السنوسي . هل نسى ابراهيم السنوسي فقره وضعفه واهمال الناس له في بداية حياته . من المفروض ان يفتخر الانسان بفقره القديم وان يحمد الله الذي رزقه وان يتواضع كعرفان وتقدير لنعمة الله سبحانه وتعالى .
عندما اتى ابراهيم من كردفان لكي يعمل كمدرس في مدرسة بيت الامانة الوسطى ، كان يسكن في المدرسة مع الفراشين لكي يوفر بعض المال . الفقر ليس بالشئ المخجل ولكن البخل غير مقبول والتنكر للاصل. ومن رفقاء سكنه كان ابراهيم وعوض الفراشين . واظن انه اول مدرس سكن في مدرسة مع الفراشين من المدرسين كان اميز المدرسين ، القطب الرياضي فؤاد التوم ، زاكي الدين ، على حمزة ، السياسي والرجل المهذي الطيب بابكر حسن ، استاذ مصطفى ,, المشهور ب ,, ولدي ,, كما كان ينادي تلاميذه شاعر المريخ الذي قال في قصيدة عصماء تعلمتها وانا في العاشرة
دار تدين لها الحواضر والقرى
تحمر شارتها تزين الاصفرا
مريخ ينشر في الفضاء ضياءه
نجما يزين الخافقين منورا
لماذا لم يجد ابراهيم السنوسي الاحترام او الحب في هذه المجموعة الرائعة من البشر ؟ ابراهيم لم يكن لافقا مع الآخرين . كان له طعم الكيزان وامورهم . كان نسخة من على عبد الله يعقوب في مدرسة الاحفاد . الذي لم يكن مقبولا من احد . وكان يصادق ابناء التجار والاغنياء ويأخذ منهم نقودا كلما سنحت له الفرصة . وبعض الطلبة كانوا يحسون بالفخر عندما يحاول مدرس مدرسة ثانوية التقرب منهم .
ولم اشاهد في حياتي رجلا يتقمص شخصية وشكل انسان حتى في لبسه ، مثل ابراهيم السنوسي والترابي .
من موضوع لمن القانون كان قانون
اقتباس
سمعنا عن ابن الوزير الذي اعتدي علي رجل البوليس , وقبل فترة سمعنا بالوالي الذي امر بأعتقال ريس البنطون وابنه . والسبب ان الريس سمح للآخرين بدخول البنطون مع الوالي الذي كان قد ذهب الي البلدة وسيكون عائدا من عزاء . والوالي كان يتوقع من الريس ان يوقف اعمال الرعية . وينتظر الوالي بالبنطون فارغا من البشر والعربات والدواب. واللستة تطول .
الصحفي اللبناني جبران حايل اشاد بالسودانيين في الخمسينات ، لانه عندما كان ينتظر دوره عند حلاق في الخرطوم ، اتي المهندس والوزير ميرغني حمزة وسلم علي الحضور وجلس منتظرا دوره عند الحلاق . ميرغني حمزة هو الوزير الوحيد الذي شغل ثلاثة حقائب وزارية احدها الاشغال ووزارة الري . وهو مصمم كثير من مباني الحكومة وماعرف هندسيا بطراز ميرغني حمزة في زمن الانجليز وهو بالرغم من انه اتحادي وقف بصلابة ضد جمال عبد الناصر في المفاوضات بخصوص اتفاقية السد العالي .
ما قام به ابن الوزير قديما كان سيواجه بالغضب من اهل الشاب في المكان الاول . وكان احدهم سيتبرع له بكف لمصلحته . ورجل البوليس كان سياخذ حقه حي . وسينتهي الامر بأبن الوزير في الحراسة ولن يطلق سراحه الا بضمان بتوقيع قاضي .
نهاية اقتباس
هؤلاء البشر لا يشبهوننا . لقد كنا حنينين مهتمين بحال الجار والبعيد نرحب بالغريب ونفرح لسعادة الآخرين . الكيزان مختلفون منا ، انهم مشبعون بالجشع والانانية والحقد . احد اهلنا الرباطاب عمل كمساريا لفترة طويلة . وفجأة استدعوه واعلموه انه قد تمت ترقيته ليكون ناظر محطة ويرتاح من السفر والتلتلة الخ . فرفض قائلا ... انا قلت ليكم رقوني ؟ انا ما عاوز ترقية . عندما قرأت عن رفض اثنين من الكيزان وظيفة الوزير تذكرت الرباطابي الكمساري . حتى التهامي جنايني ضيعة المغتربين رفض وظيفة الوزير . يكون يا ربي لانه يحب ان يضحي بالمنصب والفخفخة العربات المخصصات
من اجل المغتربين المساكين ؟ ولا فكر في اليوم الآخر وقال يزيد حسناته ؟ التهامي مالو ومال الجفاف والتصحر ، اخير يشوف الروا .
هؤلاء الكيزان تخلصوا من الاحساس بالوطنية الاباء القومي التراث وتاريخ الجدود الخ . فحتى الآثار لا تهمهم الا كمصدر للحلب والحصول على المال . اكثر ما يكرهه الكيزان هو الاشياء الني لا يستطيعون امتلاكها او حلبها . الخطوط الجوية والبحرية كانت ملك للدولة . وهذا يعتبر جريمة بالنسبة لهم . المستشفيات المدارس الجامعات التي لا تدخل عليهم فلوسا فلا تهمهم . فمشروع الجزيرة لم يكن تحت سيطرتهم فالمزارع يمتلك الارض .
من اخ وصديق عزيز ومن قامت الخطوط البحرية على اكتافه وآخرين ، عرفت ان حوادث السفن التي تعمل بين جدة وبورسودان تعتبر خردة ليس فيها سلامة للبشر الحيوان او البضائع . ولكنها تحت سيطرة الكيزان فاذا لم يمتلكوها فهم يستأجرونها بابخس الاسعار . فما يهمهم هو المال ، المال ثم المال . وبعد حوادث عديدة كانت الباخرة التي شب فيها حريق في 2010 ... اتلف حريق شب بباخرة تحمل حيوانات وكان الحريق في ماكينة الباخرة وكابينة الطاقم وجعلها غير قابلة للعمل في الوقت الحاضر . نجا طاقم الباخرة . نفقت 607 من الخراف ونجا 5851 و39 من الابل و 482 من التيوس وارجعت اسباب الحريق لالتماس كهربائي . كان الطاقم يضم 3 سودانيين و14 اردنيا . استغل بعضهم قوارب النجاة وبعضهم سبح في البحر ونجا . السفينة كانت على بعد اربعة اميال بحرية من ميناء عثمان دقنة .
هذه المرة ليس هنالك مجال لسياسة المؤامرة والمخابرات المصرية كل المشكلة ان الباخرة خردة ولقد تعطلت المولدات الكهربائية وتوقفت التهوية ، وماتت الخراف في اسفل السفينة . وحاول البحارة اخراجها والقائها في البحر . ولكنهم خافوا على حياتهم بسبب نقص الهواء .
نحن الذين جنينا على انفسنا .كما نقول دائما ليس هنالك دولة محترمة اليوم ليس عندها ناقب وطني . اول طيارة عرفتها اثيوبيا كانت هدية من السودان لهايلاسلاسي . واليون تحتفل اثيوبيا بالطائرة رقم مئه في اسطولهم . ولهم خطوط بحرية . واول سيارة امتلكها ابن سعود كانت هدية من السودانيين ولا تزال موجودة في متحف القصر . نعم نحن نبكي على الماضي لاننا متألمون جدا من الحاضر . حتى ايسلندة وعدد سكانها ربع مليون لها خطوط وطتية . اين ذهبت الباخرة الضعين المصممة لنقل الماشية ؟ الكوز لا يفكر ابدا في الغد انه يريد أن يغتني البارحة لان اليوم بالنسبة له متأخر جدا ، والوطن والوطنية ليست من اولياته انها الانا ثم الانا ؟
نعم ان المصريين فرحون بموت مشروع الجزيرة لانه كان منافسا لهم في انتاج القطن طويل التيلة . ولقد عشت في الامارات كيف حارب المصريين التجار السودانيين في تصدير الفاكهة للامارات . خاصة المانقو . وكانوا يسيطرون على المعمل . وقامو بحرق المنقة السودانية زاعمين انه توجد حشرة صغيرة تعيش في داخل بذرة المنقة . وهذا لانهم يصدرون الفاكهة المصرية ، ولكن ليس لهم مصلحة في قتل الضان السوداني فليس عندهم الضان لكي يصدروه . ومن افظع الامراض واكثرها فتكا هو ما يعرف عندنا بابنيني . ولكنه لا يصيب الضان . والمثل يقول لوصف من يطمع في المستحيل ... عشم ابنيني في الضان . نحن من يجب ان نلوم انفسنا لاننا جعلنا انفسنا ملطشة .
الكيزان تعلموا من الامريكان كلما تحصل ليهم فضيحة يغطوا عليها بي مصيبة زي فضيحة مونيكا مع كلينتون ،ادونا علقة . في 1982 تم نسف اكثر من مئتين جندي امريكي في بيروت . ريقان علشان يغطي على الفضيحة قام ارسل حاملة طائرات كاملة لقرينادا وهى جزيرة طولها 30 كيلومتر سكانها اقل من ناس حمد النيل يوم الجمعة 110 الف مواطن . والاعلان والصحافة . وعملوا فيلم ببطولة كلينت ايسوود . كل ما تحصل مصيبة الكيزان يطلعوا بافلام واخراج . ونسمع ... انحنا مستهدفين وهذه مؤامرة . وهل في مؤامرة اكتر منكم ؟
قبل سنوات قليلة ارجعت السعودية باخرة ضخمة محملة بالخراف الاسترالية ، وهذا يحدث في بعض الاحيان بدوم مؤامرات . والاستراليون يمتلكون اليوم احدث واحسن السفن المخصصة لنقل الخراف . والسبب كانت تقرحات في الفم عانت منها كمية من الخراف . وللحفاظ على سمعتها حولت استراليا الخراف لاريتريا ودفعت مليون دولار كهدية لاريتريا . واريتريا قد كشفت على الخراف ولم تعارض على دخولها . ووزير التجارة ابو حريرة طيب الله ثراه ، قد استورد الخراف الاسترالية عندما تكتل التجار ضده . وهنالك فرق في ما تشتريه بمالك وما يدفع لك لكي تستلمه .
في 1981 وقعنا عقدا مع المؤسسة العسكرية التجارية في اليمن . وكنا نرسل لهم طائرتين في الاسبوع محملة بالعجول اليوغسلافية . وتعاقدنا مع شركة تاروم الرومانية لأن اسعارهم ارخص من شركة جات اليوغسلافية . والغالي بي غلاتو يضوقك حلاته والرخيص بي رخصتو يضوقك مغصتو . وقام واحد من الطاقم بقفل جهاز التهوية . ومات ثمانون عجلا ووزن العجل بين 500 الي 600 كيلو جرام . ووقتها كانت رومانيا في حالة فوضي . وعدنا لليوغوسلاف وكانوا جيدين . واخير تفركشت يوغوسلاقية التي كانت من احسن دول شرق اوربا . وهم من قام بتأسيس خطوطنا البحرية وعلم اولادنا . واليوم يعمل كباتننا ومهندسونا وادلائنا في قطر .
في ايام الحرب العالمية قام البريطانيون ببناء مصنع لتعليب اللحوم السودانية في طيبة خارج كوستي ولا تزال مباني المصنع موجودة . والغرض كان تصدير ما عرف شعبيا ب ,, البلفيف ,, او البلوبيف ,, كطعام جيد وعملى للجنود . وكان الكثير منه يصدر لاسرائيل مع الجلود وبذرة القطن التي لم يكن السودانيون يحبون زيتها . وكان لاسرائيل حاخامات لمراقبة الذبح الخ .
انتعشت تجارة الماشية من جنوب السودان خاصة شمال اعالى النيل . واذكر ان تاجرا في ملكال في الخمسينات يحكي انه قد كسب الكثير من المال . وبعد ان اشترى كل الابقار عرض علية رأسان . وتسببا في موت بقية القطيع لانهما كانا مصابين بطاعون البقر المعروف عالميا ب ,, فوت آند ماوث ,, ولهذا كان اليهودي يوصي ابنه بالابتعاد من تجارة الارواح . العمل في الماشية الفاكهة الخضروات الاسماك الخ يحتاج لسياسة طويلة الامد واستمرارية . لانه في حالة الانقطاع يذهب الزبون لمورد آخر وبسرعة .
من موضوع تجارة الارواح ... اقتباس
التجارة تنجح اذا اكتملت الدائرة . والعملية يجب ان تكون شراء وبيع . والا لن تكتمل الدائرة . قيل ان اليهودي قال لابنه ان عليه ان يبتعد عن تجارة الارواح . والحقيقة ان تجارة الارواح مثل الانعام والخضار والفاكهة . قد تأتي بربح وعائد جيد لسنين . وعندما تحدث المصيبة قد يختفي كل الربح القديم وربما كل رأس المال . وهذ التجارة قد يتسبب خطأ بسيط في خسارة فادحة .
قرأت اخيرا ان روسيا بعد حادثة اسقاط المقاتلة الروسية بواسطة تركيا ستتجه لاسواق جديدة . وقد يكون السودان احد البدائل . والسودان لن يكن احد البدائل لان الانتاج المحلي ضعيف ولا يكفي في كثير من الاحيان السوق السوداني . ولكن من الممكن ان يجد السودان ,, قرمة ,, اذا اجتهد المصدرون . الا ان السبهللية وعدم الانضباط في السودان يسبب كثيرا من الضيق للمستورد . الاستمراريه جد مهمه . وعندما يتعود الزبون علي صنف معين ويعجبه يبحث عنه بشدة واذا لم يجده يتحول لصنف جديد يصير مكملا لشخصيته ، ويرتبط به لا اراديا . والاستمرارية في المنتجات السودانية لا وجود لها . وتنهار الجودة لنفس الصنف بين ليلة وضحاها .
اذكر انني قد بعت الخروع لشركة المانية في 1974 وفي 1984 عرضت الخروع علي نفس الشركة وعرضوا علي ملغ 200 الف مارك للطن وهو نفس السعر القديم . وعذرهم ان الدولار كان اربعة ماركات وقد صار الدولار ماركين . ولكن الخروع السوداني كان الاجود في العالم . ولكن التوعية قد تردت . في ظرف عشرة سنوات . لماذا ليس الخروع الآن من ضمن صادرات السودان المهمة ؟
استثنت امريكا الصمغ السوداني من المقاطعة لانه يدخل في صناعة الكوكا كولا والاطعمة والادوية واشياء كثيرة . والمزارع السوداني يتحصل علي فتافيت والصمغ المصنع يباع بسعر 15 الف دولار . ولكن شركات الاطعمة والادوية لن تشتريه مصنعا من السودان خوفا من التلوث . ويكسب الآخروت 5 اضعاف سعر السودان .
كان للشيك كولا بيضاء اللون لان اللون يترسب في قعر الزجاجة ويجن رجها قبل الشرب. اسمها كوفولا . وبعد تعلمهم اضافة الصمغ صارت بلون واحد واسمها اراكولا .
تكون عندي رأس مال معقول في السبعينات لانه بعد قفل قناة السويس تضاعفت اسعار بعد البضائع لان السفن تاتي للسودان عن طريق رأس الرجاء الصالح . كانت عندي شاحنة بدفورد اردت ارسالها للسودان عن طريق المانيا . والصدفة ساقتني لتصدير اطارات السيارات المستعملة من المانيا التي كنت اتحصل عليها من محطات الوقود بالمجان . وكنت اشتري الماكينات وقطع الغيار المستعملة . وتلك كانت اول عملية لتصدير الاطارات المستعملة الي السودان وتمارس حتي اليوم .
ولكن المال يبقي في السودان ولا يمكن تحويله لاكمال الدائرة . وكعادة السودانيين بعد وصول الاطارات المستعملة ، انبهل الجميع علي المانيا بحثا عن الاطارات المستعملة . وكانت الخطوط البحرية السودانية تسمح لنا بدفع النيلون او الترحيل في السودان بالعملة السودانية .
بدات فكرة الخضروات والفاكهة . شرحت الفكرة لشركة ليمكا في كوبنهاجن ورحب بها صاحب الشركة . وكان له صديق لطيف اسمه كو في اندرسون الذي حضر لزيارتي في مكتبي الصغير المتواضع مع ابنه . شرح لي انه ينتج البصل المحمص الذي يضاف الي كل الهوت دوق والهامبرقر والسمك المحمر . ويريد ان يستورد البصل لكي يقوم ,,بحشه ,, وبيعة في اكياس مجمدة . وما علي ربة البيت الا ان تضيف البصل المحشوش للحمة المفرومة لكي تصنع الطبق الاكثر شيوعا في الدنمارك ,, فريكاديلا ,, وهي توع من الكفتة الضخمة . والطبق الاول في السويد هو كرات اللحم المفروم. وفي المانيا تعرف ب ,, بوليت ,, . وهي الطبق الذي اخذه الالمان الي امريكا وصار هامبرقير . والعملية ستريح الاسكندنافيين من تقشير وتقطيع البصل التي يكرههما الجميع .
قام اخي الاكبر محمد صالح عبد اللطيف بارسال جوال بصل كعينة بالطائرة الي مطار كوبنهاجن . وكلفت صديق العمر رحمة الله عليه الدكتور الاخصائي عبد الرحمن عبد الحميد بإستلام الطرد . وذهبت بعد يوم لمقابلة الدنماركيين. الذين فرحوا جدا بسرعة الرد . ولكن ارتسمت بعض الدهشة لان البصل كان شبه متجمد . لان الطبيب الاخصائي قد ترك الجوال في السيارة في شتاء اسكندنافية . واذكر ان الدنماركي كان يقول لنا ان البصل شئ حي يجب ان لا يتجمد ويعرض للحراة الشديدة. ولحسن الحظ كان عندهم اخصائي اسرائيلي متخصص في الخضروات والفاكهة . قام بالكشف علي البصل وكان يستنشقة كاجود عطر في العالم . وهو مفتون بالعيتة .وافتي ان البصل رائع ، وان مذاقه جيد وقوي وخال من المبيدات .
عرفت فيما بعد ان هنالك ما يعرف بخضرة المراعي وهي بالانجليزية سوليدج . والبصل الاوربي يحتوي علي 7 درجات والسوداني يكاد ان يكون ضعف ذالك .
وذهب مستر اندرسون الي السودان . وعاد فرحا خاصة بالاستقبال الجميل وروعة السودانيين في السبعينات . وكان يقول لي ان زوجته اندمجت مع النساء السودانيات وصارت حتي بعد حضورها للدنمارك تستلقي في فترة القيلولة كما تعودت في السودان بعد الاكل الشهي .
ارسلنا الاكياس الشبكة لانها لم تكن متوفرة في السودان في السبعينات . والكمية الاولي كانت 100 طن وتلك اول كمية تصدر من السودان الي اوربا . وكان الجوال يساوي جنيهين او 6 دولاارات . وهذا سعر زهيد . وتلك الكمية الصغيرة جعلت سعر البصل يصل الي خمسة جنيهات . وبدا الجميع يتحدثون عن تصدير البصل . وكان يمكن ان نبيع البصل محليا ونكسب الضعف . فالسوق السوداني عجيب
وبالقرب من بورتسودان انقلب قندران بحمولة 30 طن . وسافر محمد صال عبد اللطيف الذي هو اداري وقاضي جنايات امدرمان قبل طردة لرفضه محاكمة ابو عيسي واحمد سليمان عليه الرحمة بالسجن في نهاية حكم عبود . واستطاع ان ينقذ حوالي 60 طنا واعاد التعبئة . وشحن البصل في الباخرو شندي . وكان عقد الشحن يشير الي .. ريفر .. ولم يتحصل البصل حتي علي التهوية المشار اليها في العقد . وبعد اسبوعين في عنابر السفينه وكانه خشب او طوب تعفن البصل لدرجة انه كان يضايق البحارة واتت اشارة من الباخرة شندي الي انهم اضطروا لقذفه في البحر . حدث خطأ في الشحن .
اندرسون قال لي انه وضع البصل السوداني في اكياس نايلون لاكثر من اسبوعين ولم يتأثر . ما الذي حدث في السفينة هل كان في قعر السفينة . ... هل كان بالقرب من الماكينة ؟
في نفس الايام حضر الاخ ميرغني عبد الله ميرغني لزيارة ابن عمه امين مبارك ميرغني . وتناقشت معه الامر لانه كان مدير البساتين في السودان . وسمعت منه العجب . وحكي عن شركة اسمها نوردين سويدية . كانت تحاول استيراد الفلفل السوداني . ومن مشاكلهم انهم كانوا يغسلون الفلفل في براميل قبل تعبئته . وكان هذا في موسم الكتاحات . وقبل وضع الفلفلة في الصندوق الجميل تتغطى بالغبار . والرحلة التالية ، اتوا في غير موسم الكتاحة . واتفقوا مع المصدر علي حمولة طائرة كاملة . ولكن اصحاب المزارع تنصلوا عن اتفاقهم ورفضوا تسليم الفلفل قبل مضاعفة الثمن . ورجعت الطائرة بشحنة هزيلة . وتوقف السويديون .
اذكر انني ذهبت لمستر اندرسون مع الدكتور عبد الرحمن عبد الحميد الرحمة للجميع معنا ميرغني عبدالله ميرغني . واخذنا الي المصنع الذي كان رائعا وجميلا ، الا انه كان يتبادل الابتسام مع ابنه . وعرفنا السبب عند دخولنا . لقد جرت دموعنا انهارا . والعاملات يجلسن بارتياح ويضحكن علينا .
وبعد الرجوع للمكتب لشرب القهوة وتذوق البصل المحمص . عرفنا ان العامل يحتاج لاسبوع وتتعود عيونه علي البصل . ويمزحون بعدها لان الانسان يدمن تلك الابخرة لدرجة انهم في الاجازة الاسبوعية يفتقدونها .
انتهت عملية البصل التي كتبت عنها دراسة ارسلتها لميرغني عبد الله ميرغني .والبصل السودان يتواجد في فبراير مارس ويكون السوق الاوربي خالي من الانتاج الجديد ويتيح فرصة للبصل السوداني . وما يجعل البصل السوداني منافسا هو انعدام المبيدات والكيماويات . وقوة الطعم تجعل البصل السوداني جيدا . من المشاكل السودانية هي .,, قريدينق ,, فلا يمكن ان تكون حبة الطماطم في حجم قبضة اليد والاخرى في حجم الليمونة . ونفس الشئ بخصوص البصل والفاكهة . وقبل الطعم يجب ان نكون التعبئة جميلة وشكل الخضار او الفاكهة مغريا , ولهذا تمسح الفاكهة وبعض الخضار بنوع من المياة المخلوطة بزيوت خاصة لجعلها لامعة وجميلة في السيوبر ماركت وترص وكانها لوحات
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.