*لم نكن نتصور ان ذلك اليوم من نهاية سبعينيات القرن الماضي عندما التقينا وباقر العفيف في منزل الاخوان الجمهوريين دال، وحضرنا يومها المرحوم متوكل مصطفى الحسين وكاتب هذه الزاوية ، لنكمل العمل في اصدار صحيفة الفكر لسان حال رابطة الفكر الجمهوري بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ، قابلنا على الباب شاب نحيل البنية ودود وشديد الحياء عرفني عليه متوكل بانه الباقر العفيف مختار يدرس بكلية التربية ومنذ ذلك اليوم وحتى اليوم ظل باقرا كالشجرة حيثما طل أظل ، فارس مواجهة ورجاحة عقل ، حسن سيرة ونقاء سريرة، وزاد عن ذلك الجيل من الجمهوريين بتنوع علاقاته وأدبه الذي ميزه بشكل خاص فلم نعرف عنه شيئا من معايب السلوك الامر الذي جعله قريبا من قلب كل من عرفه.. وجاءت الطامة ووقعت الجريمة النكراءباعدام الاستاذ /محمود محمد طه الذي ذهب مبغيا عليه. وبقيت جراحاتنا جميعا تعلن عن نفسها. *واختار الباقر المنافي ، حاملا الوطن الذي يسكنه برغم موانئ الرحيل المتعددة ، ورحلة البحث عن منفذ بعد اليتم الفكري الذي أصاب المجتمع الجمهوري وعندما استكان الجميع الي الاحزان والصمت المطبق انطلق الباقر مع نفر كريم فاسسوا حركة حق التي ملأت فراغا كبيرا عندما انزوى الكثيرين من سطوث الانقاذ وجبروتها ،وواصل الباقر مسيرته المتوحدة من خلال مركز الخاتم عدلان للاستنارة وحتي هذا المركز لم تحتمل الحكومة وجوده فتعرض للمضايقات الي ان تم اغلاقه ولم يستسلم الباقر بل خاض معركته القانونية وايضا تدخلت القوي الخفية التي سحبت القضية من المحكمة وظل مركز الخاتم عدلان مغلقا والقضية في الاضابير والباقر العفيف يواصل المناجزة،وتلاحقه الملاحقات ولايزداد الاصمامة وصمودا ويرد اسمه في القضية الاغرب لمركز تراكس والحكم الذي صدر ضد تراكس سيبقي في انتظار الانصاف عبر مراحل الاستئناف. *والباقر العفيف اليوم يدخل في معركة جديدة بعد ان قضي جل عمره في معركة الاستنارة وتحقيق حس العدل ونشر الفكر الجمهوري، كانت هذه المعارك محور حياته والان يدخل الباقر في معركة مختلفة الا وهي معركة مقاومة مرض السرطان الخبيث ، وهو يتلقي جرعات العلاج في مستشفي جون هوبكنز نتواصل معه مشفقين فتسبق الي مشاعرنا شجاعته التي تشعرنا باننا نحن المرضي وهو السليم،قويا كما عهدناه ومؤمنا كما عايشناه صامدا وصبورا لايزل ولايتزلزل ،فباسم الله وباسم الذين عاش الباقر لهم وباسم كل من يعرف للفكر قداسة نسألكم بكل هذا ان ترفعوا الاكف تضرعا لله الشافي الكافي المعافي ان يرفع الباقر العفيف ويعيده لنا بتمام كمال عافيته فاننا احوج مانكون اليه وهو الان احوج مايكون الي دعواتكم والي يدالله التي فوق ايدينا ..وسلام ياوطن.. سلام يا عبدالله سيداحمد رئيس اللجنة الاقتصادية بتشريعي الخرطوم يقول :(مكافحة الفقر غير جائزة ومن يحاربونه يحاربون الله) لم نفهم قول الرجل هل هو يدافع عن الله ام يسوق للفقر؟! وسلام يا.. الجريدة الاربعاء5/9/2018