بدأ التهافت الكبير بين مختلف القوى السياسية التي تتنافس على كراسي السلطة والحكم ، والكل يجمل نفسه ويزيِّنها بأبهى الصور حتى يخرج من غرف المكياج السياسي في زيٍّ مزيَّفٍ وبهي. الكثيرون من هؤلاء المساكين يدخلون في حالة الكسب الدنيوي الرخيص الذي لا يعطي الجانب القيمي والروحي أي إهتمام ، كأنه لم يكن هنالك تكليف رباني للإنسان بإقامة الدين وتطبيق الشريعة ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون ) ، ولعل هذا يبين لنا الفارق الكبير بين الممارسة السياسية الإسلامية والتجربة الديمقراطية المنفلتة التي لا تحكم بوازع الدين وضمير الأمة الواعية، كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون ما دام أنه يقول كما قال الطاغوت المتكبر قارون ( إنما أوتيته على علم عندي ) حيث ظن أن المال الذي في يديه والجاه والسلطة التي إبتلاه الله بها إنما هي كسبه الشخصي الذي ليس لله يد فيه ، ونسي قول الله تعالى ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ) . فالذين يقولون نحن فائزون شاء الناس أم أبوا يكونون قد تعدوا حدود الله الذي جعل الأمر كله إليه ، وكذلك الحال بالنسبة للذين يقولون كفانا من شعارات الدين فنحن نريد حكماً علمانياً لا وجود فيه للدين في أي مظهر من مظاهر الحياة فهم ضالون مضلون عليهم ان يعلموا أن الهدف من الترشح لقيادة الناس يجب أن يكون من اجل تقديم الخدمة الأفضل لهم في كافة المجالات ولكن الخدمة العظمى التي ليست فوقها عظمة هي أن تكون خادماً وعبدا لله سبحانه وتعالى تطبق كل دينه وتسعى لذلك في كل الأحايين ، لأن الديمقراطية في ثوبها الغربي البغيض ما هي إلا إشعال لروح الفتنة والصراع الطائفي الذي يجعل المرشح يستخدم كل الأساليب الفاسدة من بيع للأصوات ورشاوى وتناول أعراض الغير سيراً على جماجم الشعوب من أجل الوصول للسلطة والمال، إذن أصحاب الأساليب الفاسدة هم أهل الغايات والمشاريع الفاسدة التي تجعل من الحكم ساحة آسنة لنمو الطفيليات التي لا تعيش لمبدأ ولا قيمة . فأول ما يسقط فيه الناس يوم القيامة هو إمتحاني المال والسلطة حيث يقول الله تعالى ( ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ) . والقرآن ينهانا عن تزكية الذات والإطراء والبطر ( ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) ، فعلى كل حزب أن يعرض برنامجه الإنتخابي على الناخبين ليقرروا فيه ولكن يجب ويشترط للمسلم ان يجد في ديباجة البرنامج المقدم ( إن الحكم إلا لله أمر ان لا تعبدوا إلا إياه ) ، فلا يجوز لمسلم ان يدلي بصوته لمن ينادي بأن الدين لا يصلح لحكم الناس ويجاهر بهذا في كل مكان قال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ) . فإذا إعتقد الناخب أن فلاناً هذ أو ذلك رفع شعارات إسلامية ولم يطبقها فهذا لا يعني بأي حال من الاحوال أن يدفعه إلىأن يتنكرعن كل منهاج الله ويبحث عن علمانية بغيضة مضلة ومضللة تنادي بإباحة الزنا لكل الشعب السوداني وكذلك السعي لسن القوانين له من داخل البرلمان ما دام هنالك التراضي وكما يقال في باللهجة السودانية ( سيد الحق راضي شِن دخَّل القاضي )، فيا سبحان الله ( مالكم كيف تحكمون ) . اللهم إني أعوذ بك من خيانة الأمانة ومن الخزي والندامة ... ولي عودة . mahammed mahammed [[email protected]]