للمرة الثانية علي التوالي زار مساء اليوم الجمعة الموافق 7 ديسمبر 2018م ممثل وزارة الداخلية الغانية اللاجئين السودانيين الذين دخل إعتصامهم يومه الحادي عشر علي التوالي أمام مبني المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالعاصمة الغانية أكرا ، والذين يطالبون بتحسين أوضاعهم المعيشية والصحية والتعليمية والسكنية دون أن تلتزم أجهزة الأممالمتحدة المختصة بواجبها الإنساني والأخلاقي تجاههم. فقد توعد ممثل وزارة الداخلية إعتصام اللاجئين وهدد بفضه بالقوة بواسطة قوات الشرطة بعد أن رفض اللاجئون ركوب البصات التى جاء بها لنقلهم إلي معسكر (كريستيان كامب) والذي يبعد حوالي سبعمائة كيلومتر من العاصمة في غابة بالحدود الغانية مع جمهورية ساحل العاج دون ضمانات لتنفيذ مطالبهم التى إعتصموا لأجل تحقيقها ، إلا أن اللاجئين رفضوا العودة إلي المعسكر دون إقرار وتعهد مكتوب من المفوضية بتنفيذ مطالبهم في زمان معلوم ، وتحدوا تهديدات ممثل وزارة الداخلية وأمطروه بوابل من الأسئلة علي شاكلة : نحن لاجئين وغانا دولة محايدة والأممالمتحدة منظمة دولية لها ولاية علي اللاجئين في كل بقاع العالم فلماذا تدافع عن منظمة أممية وهى صاحب الشأن ؟!! ولماذا تحاول أن تبرر وتتستر علي تقصير منظمة دولية وترد بالإنابة عنها مع أن القضية فيما بيننا والأممالمتحدة وليست مع دولة غانا؟!! أليس من واجبك الإنساني والأخلاقي أن تقف في صف ضحايا الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري بدلا عن الدفاع عن منظمة أممية هي الأقدر والأجدر في الدفاع عن نفسها ؟!! ولكن ممثل وزارة الداخلية الغانية ترك الرد علي كل هذه الأسئلة الموضوعية والمشروعة وصب جام غضبه علي اللاجئين وإتهمهم بأنهم تركوا دولتهم وجاءوا لكسر وتحدي القوانين الغانية !! وتحدث إنابة عن الأممالمتحدة رغم إنه ليس موظفاً فيها وقال لهم: إن الأممالمتحدة ليس لديها شىء تقدمه لكم وعليكم بالعودة إلي حيث جئتم !! سوف أفض إعتصامكم بالوسائل السلمية أو العنيفة وغدا سوف أتعامل معكم بالقوة وهذا آخر ما عندي وعليكم الإختيار ما بين فض الإعتصام سلميا أو بالعنف. إنّ اللاجئين السودانيين في غانا يمرون بأصعاب إمتحان وبات تكرار مشهد مأساة اللاجئين السودانيين في ميدان مصطفي محمود بالقاهرة عام 2005م أقرب للحدوث ثانيةً ، ولكن هذه المرة في غانا بغرب أفريقيا. علي الأممالمتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية وكل الناشطين والقوي السياسية السودانية وشرفاء وأحرار العالم بالتحرك العاجل و العمل علي منع وقوع كارثة إنسانية وشيكة قد تحل باللاجئين السودانيين بدولة غانا وذلك قبل فوات الأوان. محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)