ان العلاقات التشادية السودانية هذه المرة لم تكن مناورة سياسية وكسب الوقت لاعداد تجريدة اخري وبل عملا دبلوماسيا صادقا وكل المعلومات التى تسربت حتى الان لم تكن لصالح حركة العدالة والمساواة والمعارضة التشادية فحركة العدالة التى نفذت قرار الطرد وتوجهت الى السودان بعد اسبوع من الاتفاق قدرها ان تواجه جملة من الاعداء دفعة واحدة او فرادى وفى كل الاحوال هناك عدو تحت كل شجرة هذه المرة تواجه اعداء صنعتها بنفسها بعضها فقط لتخلو لها منبر الدوحة وبعضها لتخلو لها دارالزغاوة وبعضها لاسباب لا تذكر وفي كل الاحوال ' الحصاد هو ما يحدث في جبل مون حربا ضروسا لا احدا يريد الاعلان عنها ولا عن نتائجها لان ما بين المتحاربين ليس كسبا اعلاميا بل تصفية الحسابات القديمة والجديدة بعدما صارت حركة العدالة والمساواة يتيما وبدأت تبحث عن مخبأ في جبل مون بداية القصة وصلت لقناعه الادارة الامريكيةالجديدة لا جدوى من الرهان علي مواقف الشتات فالافضل قبول حركة العدالة والمساواة علي علاتها ويتم اعدادها وفرضها علي الحكومة عندما يتم معالجة قضية الجنوب حسب الاولويات الامريكية في السودان وبذلك منحت الادارة الامريكية المرونه الكافية لحركة العدالة للتحرك داخل الولاياتالمتحدةالامريكية ومقابلة بعض المسؤليين بمستوى الرفيع الى ان وصلت مرحلة تفكير رئيس الحركة في مقابلة الرئيس الامريكى. بيد ان هذا الموقف الامريكى فسرها مهندسي الحركة بأعتباره واقع لابد لامريكا الاقرار به باعتبارها القوة الوحيدة في المنطقة ورفضت الحركة الاقتراحات الامريكية التى قدمتها مبعوث الريئس الامريكى لدى السودان سكوت قريشن بان تقدم حركة العدالة التنازلات الضرورية للحركات الاخري ليتم توحيد الحركات ورفضت الحركة التصور الامريكى وقد جاء اعادة التقييم بان هذا الرجل لايقود دارفور الى بر الامان لانه مازال يحمل بذرة الاصولية التى لا تؤمن بالرأي الاخر ولا يخدم التصور الديموقراطى المتوقع. وبدأت تتعامل مع المبعوث الامريكى بالازدراء مثل معاملتها لجبريل باسولى الوسيط الدولى الذى كان يعتقد ان نجاح مهمته مرهون برضا قيادات الحركة وظل يعمل كسكرتير للحركة الى ان اصطدم مع الموقف الدولى والاقليمى وفضل ان يخرج من الحلبة بكرامته وبدا ت الحركة في العمل من اجل ابعاد المبعوث الامريكى من السودان وهنا بالطبع جهل غير مسبوق لان الرجل يمثل دولة تعمل لمصالح بلاده ويعمل معه اكبر جهاز للمخابرات فهو يعرف في دارفور اكثر من الحركة نفسها والرجل ليس وسيطا وان ما يسعى ليس بالضرورة حتى فائدة دارفور او حتى السودان والجهل بهذه الحقيقة وضعت الحركة نفسها في مواجه غير ضرورية مع امريكا كدولة وليس في شخصه كما يعتقدون. وكان اول رد فعل الامريكى طرد الناطق باسم الحركة من المطار في نيويورك وبعد وصوله من اوروبا وبالرغم من انه يحمل جواز سفر اوربى يسمح له بدخول الولاياتالمتحدة بدون اذن مسبق وهو موقف في قمة العداء كما ان الولاياتالمتحدة ليست في حاجة الى اتلاف علاقة الحركة مع الدول الاقليمية مثل مصر لانها خربة في الاساس بالرغم من ان مصر هي الدولة العربية الوحيدة وقفت مع الحركة عندما هاجمت امدرمان ومع ذلك سفه رئيس الحركة علنا الجهود المصرية لتوحيد الحركات بسبب وجود بحرابو قردة غريمه ونائبه السابق الذى اشق منه وصف خليل ابراهيم المحاولات المصرية بالعبث وبدأت اعلام الحركة في مهاجمة مصر في منبر الدوحة بشكل غير مسؤول مما دفعت مصر ان تنهي علاقتها مع الحركة وتطرد منسوبيها من اراضيها وتكررت الموقف مع الادارة الامريكية وهذه الاخيرة اتخذت اجراءات اكثر خطورة ضد للحركة عندما دعت الحركات للالتفاف حول الجبهه المتحدة للمقاومة العدو الاول لحركة العدالة والمساواة بالاعتبارها القوة الثانية ميدانيا ولديها برنامج مرن يصلح لوحدة الحركات وعقدت مؤتمر مصغر في ادس ابابا بوجود المندوب الامريكى ووضعوا خريطة للطريق وحدث مؤتمرا مماثلا في مصر بغرض التوحيد والتدريب باشراف شخصيات امريكية ومصرية . هذا فقد زار الدكتور الترابى الدوحة وعمل علي اسراع المفاوضات بعد ان استشعر الخطر وخاصة مع الموقف الامريكى الجديد و نمو الجبهه المتحده للمقاومة سوف تكون علي حساب حركة العدالة لمنافستهما للقاعدة السياسية للزغاوة وان كانت الاخيرة تحظى بدعم الحكومة التشادية لكن الاولى تحظى بدعم الشعبي. ولكن الخطأ السياسى الاخر قيام رئيس حركة العدالة والمساواة بزيارة سريعة وعلنية لمقابلة الدكتور الترابى في الدوحة ولا يعرف ما تم بالتحديد ولكن كانت بمثابة اعلان الزواج المنكور بالقسم الغليظ هو ما اثارث حفيظة المصريين والامريكان بل الاوربين معا ولذلك استخدموا نفوذهم لحرمان حركة العدالة والمساواة من الدعم التشادى وكان المدخل الجيد وغير محرج للحكومة التشادية هى اعادة العلاقات السودانية التشادية وقام مبعوث اباما للسودان بوساطة ناجحة بين السودان وتشاد وترتب علي ذلك زيارة الرئيس التشادى للسودان ووجد الرئيس السودانى هو الاخر في حاجة ماسة الي هذه العلاقات اكثر من تشاد بسبب جيشه المتمرد وجيش صلاح قوش الذى لا يأمن شره والانتخابات ومصيبة ياسر عرمان ومحكمة الجنايات الدولية كل يوم تضيف تهمة جديدة اكثر خطورة والحركات المسلحة بدأت تتوحد والاحزاب السودانية بدأت تدعو علي الانتفاضة اذا فاز المؤتمر الوطنى بالكذب و الصدق وبل كذبا في كل الاحوال ولم يصدق ان الرئيس التشادى امامه وهرع الي حضن ادريس دبي والدمع يرقرق عينيه وكان صدقا للعلاقة بل لا غبار عليها واول من ادرك هذه الحقيقة هى حركة العدالة والمساواة لقد رتبت نفسها واعلنت انها في طريقها الي العوينات بغرض التمويه عندما ضاقت بها الاراضى التشاديةوعينها في جبل مون ولكن عيونا غير معروفة رصدت تحركات الحركة داخل الاراضى السودانية ووقوع الحركة في عدة كمائن خرجت منها بخسائر كبيرة وكان من بين الجرحى القائد العام سليمان صندل شفاه الله وعلي كل بدأت الحركة في الصراع من اجل البقاء عندما قدمت ريئس الحركة اعتزارا للحركات المسلحة في اجتماعها في ليبيا ولكن الحركات المسلحة رفضت قبول الاعتزار وجاءت رغبة الحركة في الوحدة الاندماجية واستعدادها حتى تغير اسم الحركة وكل الخيارات مفتوحة وبالرغم من العرض السخى لم تجد استجابة من اي من الحركات وكرر الناطق باسم الحركة الدعوة الي الوحدة في الدوحة وقال الحركة تمد اياديها البيضاء وكان الرد ان الدعوة جاءت في غير وقته و ايادى الحركة لم تكن بيضاء ان شاءت ان تمدها حمراء وتنتظر اى لون من الاجابة هذه في الوقت الذى استدرك المكتب التنفيذى لحركة العدالة والمساواة خطورة هذا الموقف واعتبرها مسؤلية ريئس الحركة في ضياع مجهود السنين ودماء الميئات من الشهداء بسبب انفراد برأيه ويجري في مدينة لندن اجتماعات للمكتب التنفيذى للحركة بشان مصير الحركة ولربما يكون عزل ريئس الحركة من ضمن الاجندة وهو اخطر ما تواجه الحركة اليوم وكان الارباك واضحا عندما قال احمد تقد ان المستفيد الاول من العلاقات التشادية السودانية هي حركة العدالة والمساواة وبالطبع لا يمكن فهم هذا القول بالفهم المجرد عندما يقول الانسان قولا هو نفسه يعلم ان المستمع لا يصدقه لا يعنى سوى التعبير عن موقف حرج للغاية وفي الوقت نفسه كان الرهان حركة العدالة والمساواة بفشل المجهود الامريكى المصري بأدانة بحرابوقردة من قبل محكمة الجنايات الدولية ولكن جاءت التوقعات في غير محلها عندما اعلنت المحكمة براءة ريئس حركة الجبهه المتحدة للمقاومة في زيارته للدوحة مما اعطت مساحة كبيرة في في تسويق موقف حركته و دور حركة العدالة والمساواة في الاتهامات الموجهه ضده وبالنظر الى الموقف الامريكى في قضية دارفور كما سبق ذكره لم يأت وقته وان حلها بعدمشكلة الجنوب ولذلك تري ان منبر الدوحة لم تكن سوى منبر للعلاقات العامة كما صرح به سكوت قريشن في الاعلام قبل زيارته للدوحة بيوم واحد واكثر من جهه امريكية اشارت بفشل منبر الدوحة هذا في الوقت ان التنظيم الاسلامى ( المؤتمر الشعبي ) علي عجلة من امره وبل في سباق مع الزمن والحكومة السودانية التى تدرك كل هذه الحقائق انها قدمت عروضا بالرغم من تواضعه كما جاءت في مجالس الانس لاهل السلطة تقول( ان خليل وقع في الشباك ومنهم من يقول خلي يجى ). فليست لحركة العدالة والمساواة التى ايله للانهيار خيارات اخري سوى قبولها علي علاتها وبالتأكيد سوف تكون شروطا قاسيا او عروضا متواضعا لان التى لم تجدها وظهرها علي تشاد بالتأكيد لم تجدها و ظهرها علي جبل مون و قائدها مجروح ومحاط بحلقة من الاعداء تحارب بالنيابة عن الحكومة ومحمول بكيد الامريكان وسخط المصريين واستياء الاوربيين. كل هذه الاخفاقات جعلت الحركة تسبق نتائج اجتماعات لندن وما تسفر عنه المواجهات العسكرية الميدانية واعلان الوحدة الاندماجية لمجموعة خريطة الطريق واثار المترتبة علي استقالة الباسولي الرجل الذى سهر علي تسويق موقف حركة العدالة والمساواة و دورا متوقعا لامريكا ومصر في افشال طبخة انجمينا. وكل من هذه المواقف الوحدة منها يقلب الامور رأسا عن عقب ولذلك ان هذه التطورات الدراماتيكية واعلان يوم الاثنين القادم توقيع علي اتفاق و المفاوضات نفسها لم تبدأ بعد والامر لم يعد سوي الهروب للامام بالقطع لم يعد هذا هو المخرج المناسب لا للحركة ولا لدارفور و ان الثورة يستحيل بيعها وحتما يحترق كل من يخرج من اهداف الثورة بالطبع ان العرض المقدم من الحكومة لحركة العدالة والمساواة لم يكن سوى محاولة ايجاد جنجويد جدد في دارفور فان طلب الحكومة من الحركة ان تترك المؤتمر الشعبي وتكون جزء من المؤتمر الوطنى هذا شأنهما غير ان تساعد الحكومة علي القضاء علي الحركات المسلحة مقابل نصيب معتبر فى سلطة الاقليم هذا امرا جلل يجب التنبه له mohamed fasher [[email protected]]