عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. * للمرة الثانية اكتب عن السفير محمد الطيب قسم الله مضوي، الشخص الذي وجد نفسه في غفلة من غفلات التاريخ في وظيفة سفير بوزارة الخارجية رئيسا لبعثة السودان ببوخارست. وهو شخص ليس في تصرفاته ما يربطه بمهنة دبلوماسي ناهيك عن سفير، فهو إنسان سطحي النظرة لما يجري حوله وضعيف في تشكيل رؤية لأشياء ابعد عنه قليلا، ولذلك تأتي قراراته سطحية وضعيفة، بعيدة كل البعد عن محددات منصبه وتكاليفه، بل هناك "بونٌ" شاسع بينه والعمل الدبلوماسي، هذا فضلا عن تناقض علاقاته الاجتماعية الهشة. * السفير الذي أتحدث عنه لا يجيد غير هلاميات الحديث عن الدعوة الدينية التي يتمسح بها في زيف واضح حيث لا يحمل معه في علاقاته مع الاخرين الآية (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)، وحتى الحِكَم والامثال التي يوردها فيما حفظه من أشعار فهو لا يمتثل لها. * كم تمنيت أن يعرف مهنة الدبلوماسية ومتلازماتها من المعرفة بالسياسة الدولية وغيرها، فهو لا يدرك ضرورة ان تكون له مبادرات يشتغل عليها حتى تؤتي أكلها، وفوق ذلك يفتقد توازن الرأي والمرونة، فقد تعامل محمد الطيب مع منصب السفير وكأنه لم يشغله قبله أحد، ولذلك لم يتعلم من غيره علما بان "ما لم تشاهده في بيت أبيك يخلعك" كما يقول المثل السوداني، ولعله اصدق مثل يشرح حالته ووضعه وعلاقته بمنصب سفير ومحدداته. * كانت الخارجية مليئة بسفراء عباقرة، فلم يتأمل في ذلك ولو للحظة، ويوجد بها حاليا سفراء ودبلوماسيين تشهد الخارجية والمحافل التي عملوا فيها بما قدموه ويقدمونه وسيقدمونه في خدمة الوطن السودان، ومع ذلك لا ينظر حوله ليقارن حاله بحالهم ويسال نفسه ماذا قدم وماذا أنتج؟ * عجبي للوزارة الموقرة التي أكن لها كل الاحترام، فما هو السبب الذي سمح لمثل محمد الطيب ورهطه دخول مبناها، ولذلك دائما أجد نفسي محاطا بالسؤال: من أين اتاها مثل هذا الشخص، وكيف اتاها، ومن الذي اتى به لها؟ انها حقا محن سودانية، مع ان التقديم الى العمل في وزارة الخارجية ليس سهلا ناهيك عن اجتياز كل مراحل الحصول على وظيفة فيها، حيث يتم اختيار خيار من خيار وفقا لشروط ومواصفات محددة. يبدو ان ذلك كان في زمن مضى غير زمن محمد الطيب الذي فَتحت له "سياسة التمكين" أبواب وزارة الخارجية، فقد تعيَّن بسياسة التمكين، وترقى بالتمكين، وصار سفيرا للتمكين ولا شيء غير التمكين، لعنة الله على التمكين وعلى من اخترعه وعلى من جعله أداة لتدمير الخدمة المدنية وبالأخص دبلوماسية السودان. * مع بالغ أسفي.. يحركني للكتابة عن هذا الشخص هو انه كان وراء اجراء فصلي من وظيفة قدمت فيها أجمل سنين عمري، ولا أدرى كيف أصف مَنْ لم يحركه ظلم تعرض له. ولذلك أجد نفسي مجبراً دائما لأسأل كيف تم فصلى من سفارة السودان ببوخارست، فيصعب عليَّ الركون الى إجابة، وأفشل في حل معادلة ربما لم انتبه لها مطلقا! لم أكن أعرف المحاباة يوما أو الزحلقة من المناصب لفئة على حساب فئة أخري، او لشخص لصالح آخر، لأني أعرف أن مثل هذه الممارسات تتكسر امام الاخلاق القويمة ومفهوم الوطن والوطنية. بيد ان تجربتي مع السفير محمد الطيب قسم الله اثبتت لي ان الامر قد يكون خلافا لكل ذلك وكيف لا وقد استغل منصبه كرئيس للبعثة السودانية ببوخارست خدمة لأهدافه الخاصة دون أي اعتبار للوطن، استغلال أقل ما يقال عنه أنه سيئ جدا، ومجرد من الأمانة والإخلاص في العمل والمعاملة، فماذا فعل بعيدا عما ارتكبه تجاهي؟ لقد عامل جاليته برومانيا معاملة السادة والعبيد وميّز بينهم، ومِثل هذه الممارسات لا علاقة لها البتة بالعمل الدبلوماسي ولا بأخلاق الإنسان السوداني، لأن الدبلوماسي السوداني لديه صفات رائعة ومميزة تجعله محبوبا لدي الآخرين وهذا ما لم يكن لسفيرنا في بوخارست أي حظ منه. ومن الأمثلة على ممارساته السيئة اسرد الآتي: 1- مشاكساته مع ملاك العقارات التي تستأجرها البعثة: وصل السفير محمد الطيب قسم الله إلى بوخارست في أبريل 2014 لاستلام مهامه كرئيس لبعثة السودان برومانيا وقد قمنا باستئجار شقة تليق به وبأسرته كسفير لمدة ثلاثة شهور، بعقد قانوني مع محضر تسليم وتسلم بين السفارة ومالكة العقار، وبعد انتهاء الفترة قمنا بتسليمها الشقة بمحضر مماثل كما هو معمول به ومتعارف عليه. كانت المفاجأة بالنسبة لنا وللمالكة تتعلق بحالة الشقة والوضع السيء الذي وصلت إليه، فلم تَعُد تشبه تلك التي سلمتها لنا واستلمناها منها في بداية الفترة، فقد حاق بها خراب كثير في تلك الفترة الوجيزة الامر الذي لم اصدقه عندما شاهدته، ولا عجب ان دخلت مالكة العقار في حالة ذهول عند رؤيتها للخراب الذي حدث في الشقة، وهو ما لم تكن تتوقعه ابدا، حسب قولها بل صراخها. قمنا بتهدئتها على أمل الوصول إلى تسوية مُرضية نحافظ فيها على سمعة البعثة برومانيا، فيما ذهب السفير محمد الطيب وأسرته بصورة فجة وجلفة كما الذين لم يسمعوا عن الحضارة والتحضر ولا الظلم ومرارته، ذهب مع أسرته وكأن شيئا لم يكن. ذهب الى مقر سكن السفير بعد ان غادرت اسرة من سبقه في المنصب، وهنالك أيضا حدث العجب فقد قام محمد الطيب - كيف ولماذا فعل لا ادري - بتغيير ملامح غرف المنزل من الداخل وطليها بألوان غريبة صارخة ولاحقا تحملت السفارة التكاليف الباهظة لإزالة العبث الذي قام به. وحول الخلاف مع مالكة الشقة وبصفتي رومانيا بالتجنس، وتلطيفا للجو وخفضا للإحراج والانطباع السيئ عن السودان والسودانيين في بلد نبقى فيه ويذهب عادة السفراء وغيرهم من الدبلوماسيين ويتبدلون، تواصلت مع مالكة الشقة لإيجاد حل وسط حتى لا تتأثر سمعة السفارة السودانية بذلك، فوجدت السفير محمد الطيب سدا منيعا من التعنت والإصرار لوقف البحث عن أي حل أو تسوية رافضا حتى نقاش المبدأ، متحدثا عن الحصانة التي يتمتع بها وحمايتها له ومتمترسا خلفها، وحاولت معه مرات عدة بأن الحصانة لا تحميه في مثل هذه الحالات وشرحت له بأن السفارة قد عانت من قبل من مثل هذا التصرف، ألا أن حديثي كان في وادٍ وهو في أخر كأنما في أذانه وقر. حينها صرت أتأمل ما تركه هذا الدبلوماسي او بالأصح "اللادبلوماسي" من انطباع وكل عشمي الَّا يبقى انطباعا لدي المسؤولين في الخارجية الرومانية خاصة الشباب منهم الذين لم يعاصروا دبلوماسيين سودانيين سابقين، وبالتالي يصير ذلك أيضا انطباعا لديهم عن السودانيين من المواطنين العاديين، في حين ان الجالية السودانية مشهود لها في رومانيا بجميل الخصال وحلاوة المعشر وحسن التعامل مع الاخرين، الامر الذي لم يتوفر مطلقا في محمد الطيب. فكيف السبيل للإحاطة بذلك؟ ومن يومها امسك بي سؤال كالحُمَّى: الى أين نحن ذاهبون بمثل هكذا دبلوماسي بل سفير؟ مرت الأيام ولم نصل مع السفير لحل الأزمة إلى أن تم استدعاءه من قبل الخارجية الرومانية حول الموضوع.. فيا للخجل، وبعدها بيوم رفعت مالكة العقار عن طريق مكتب محاماة كبير دعوى قضائية ضد سفارة السودان. قمت مسرعا إلى مكتب المحاماة لإيقاف الدعوة القضائية بالاتفاق مع مالكة الشقة وبحمد الله وتوفيقه تم التأجيل، وأخيرا تمت التسوية بعد التهديد، فلماذا لم يتم حل المشكلة من البداية؟ ولماذا كل ذلك التعنت والجلافة مع الاخرين؟ لا شك انها عدم خبرة وعنجهية وهما في مثل هذه الحالات كارثة لا افهم ان يرتكبها شخص يقال عليه دبلوماسي! كلما ذكرته أعلاه تؤيده مستندات طرفي، فقد كنت شاهد عيان واتصال.. اذهب لتليين موقف مالكة العقار، شارحا طارحا حلولا وتسوية، لأعود واجد صلابة وعنجهية وتبلد مشاعر عند سفيري، فهالني ما حدث لأنه لم يقف عند قصة تلك الشقة بل امتد ذات الأسلوب السيء مع مالك عقار مقر البعثة وسكن السفير، وتلك قصص اخرى. 2- مواد معرض السفارة: كان يوجد بالسفارة معرض مشغولات فلكورية عن التراث السوداني الجميل من كل الأقاليم والقبائل، وهو معرض راقي ومُشرف يستعمل في المناسبات الوطنية مثل عيد الاستقلال ويوم أفريقيا وبعض المناسبات الأخرى، وقد تم شراء محتوياته من السودان وتم ترحيله إلى رومانيا وكلف كل ذلك مبلغا كبيرا، فماذا فعل فيه السفير محمد الطيب قسم الله مضوى؟ هل يصدق أحد انه أخذ المعرض التراثي الجميل وسافر به للسودان ضمن مستلزماته؟ اعلم ان ذلك يصعب تصديقه ولكنها الحقيقة، وإن سأل أحد ما عن دليل لما أقول، فالسفارة موجودة ومستودع العُهد موجود، فاين المعرض؟ هل يا ترى تم بيعه في السوق العربي، ام هنالك من يقْشِر ويتبختر ببعض قطعه الغالية الاصلية.. والسؤال هو أين الأمانة والإخلاص في العمل وللوظيفة ولما تؤتمن عليه؟ 3- جهاز الموبايل الخاص برئيس البعثة: عندما وصل السفير محمد الطيب بوخارست طلب اول ما طلب شراء جهاز هاتف جوال لرئيس البعثة، فتم ما امر به، وقبل انتهاء فترة عمله بشهر طلب شراء جهاز اخر بديل ماركة "آيفون" بالتحديد، وكما طَلَب وتمت الاستجابة لطلبه، طُلِبَ منه قبيل سفره تسليم الجهاز الجديد فأعتذر بحجة أن به جهات اتصالاته، فإذا كان أمينا لماذا لم يشتر جهازا جديدا من حر ماله ليترك الموبايل عُهدة بالخزنة للسفير الذى سيخلفه، وتلك هي إجراءات التعامل مع العُهد العينية بوزارة الخارجية.. مرة اخرى أين الأمانة؟ 4- الجالية السودانية بروماني: برغم ان الجالية السودانية برومانيا وأسرهم رحبوا كعادتهم بالسفير عند قدومه، الا ان محمد الطيب لم يحفظ للعلاقة حقها وحقوقها، بل أهملها واختار شلة من المتدثرين بثوب الجبهة الإسلامية لا يعرفون غير مصالحهم ولا يعرفون غير القطيعة والنميمة والتحدث عن الآخرين بالباطل، ففرقوا وشتتوا الجالية إلى أكوام. كنا نعمل ونأمل في بناء جالية سودانية موحدة قوية مترابطة متعاونة في حل مشاكلها دون تفرقة بين أفرادها لأنهم سودانيون وينتموا للوطن الحبيب السودان إلا أن وزير الخارجية، حينها، نثر كنانته وعجم عيدانها عودا عودا ومع ذلك رمى السفارة في رومانيا بمحمد الطيب قسم الله فجعلها مسخا مشوها. أضع امام وزير الخارجية الحالي البلاغ الثاني عسى ولعل.. وللحديث بقية في مقال آخر،،،