بعد طول ترقب وانتظار ، أورد مراسل الجزيرة النبأ العاجل الذي كان ينتظره الجميع والذي مفاده توقيع اتفاقية الإطار ووقف إطلاق النار بين مندوبين من الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في قاعة المؤتمرات بفندق شيراتون الدوحة بحضور رؤساء ارتريا ، تشاد والسودان وأمير قطر وممثلي الدول الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، كندا ، بريطانيا، فرنسا واليابان! من المؤكد أن التوقيع النهائي على اتفاقية الإطار في العاصمة القطرية الدوحة بعد أن تم توقيعها بالأحرف الأولى قبل أيام في العاصمة التشادية انجمينا يعتبر بكل المقاييس انجازاً غير مسبوق للدبلوماسية القطرية الهادئة التي عرفت كيف توظف الخيوط الإقليمية والدولية وتحقق اختراقاً حاسماً لمشكلة دارفور الشائكة عبر فرض معطيات سياسية جديدة على أرض الواقع مكنت الفرقاء السياسيين السودانيين من تجاوز خلافاتهم وتوقيع اتفاق الإطار القاضي بوقف إطلاق النار بعد أن تعبت دولتا تشاد والسودان من حروب الوكالة التي عصفت بأمن الشعبين وسببت اضطرابات سياسية وعسكرية كبرى في كلا البلدين! ومما لا شك فيه أن الاتفاق النهائي على وقف إطلاق النار في دارفور هو مكسب لكل أهل السودان بصفة عامة ولأهل دارفور بصفة خاصة قبل أن يكون مكسباً سياسياً للحكومة السودانية أو لحركة العدل والمساواة فالذي يهم كل السودانيين هو حقن الدماء في دارفور ومن هنا تأتي القيمة الكبرى لاتفاق الإطار إذ أنه سيؤدي إلى وقف الاقتتال العبثي وإيقاف نزيف الدم السوداني بسبب الخلافات السياسية العابرة! لقد تأكد لكل العالم أن طريق سلام دارفور لا يمر إلا عبر الدوحة القطرية المسنودة بمباركة دولية وإقليمية من الأممالمتحدة، جامعة الدول العربية، منظمة الوحدة الأفريقية ومنظمة المؤتمر العالمي الإسلامي ، ومثلما نجحت الدبلوماسية القطرية في تحقيق السلام النهائي في لبنان بعد جهد جهيد فسوف تتمكن في نهاية المطاف من تحقيق أكبر الاختراقات في ملف دارفور ومن ثم سوف تدفع كل الفرقاء السودانيين إلى التوقيع النهائي على اتفاق سلام دارفور الشامل وليس ذلك بمستحيل رغم كل الصعوبات والعقبات الواقعية التي تكتنف مفاوضات السلام الشاقة والمعقدة بطبيعتها! لهذا لا بد أن يجري العمل من اليوم فصاعداً على ضم كافة الحركات الدارفورية إلى اتفاقية الإطار عبر استغلال النفوذ الاقليمي والدولي ومن ثم اشراك كل الفرقاء السودانيين في مفاوضات الحل النهائي حول إعادة النازحين إلى قراهم، والتعويضات وتقاسم السلطة والثروة ودفع عجلة التنمية في دارفور ونحن لا نتخيل ولا نحلم بل نتوقع أن يطل علينا في القريب العاجل خبر عاجل آخر من مراسل الجزيرة مفادة التوقيع النهائي على اتفاقية سلام دارفور الشامل بين مندوبين من الحكومة السودانية وجميع الحركات الدارفورية بدون فرز! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر