في ظل تدويل ملف دارفور وفي ظل التعقيدات التي نشأت مؤخراً من جراء انسحاب حركة العدل والمساواة من مفاوضات الدوحة بعد توقيعها سابقاً على اتفاق الإطار لوقف إطلاق النار مع الحكومة السودانية وذلك بسبب وقوع مواجهات عسكرية لاحقة بين الطرفين وحدوث تحولات سياسية في مواقف الدول المجاورة للسودان، تواصلت المساعي الخيرة للدبلوماسية القطرية للم شمل كل الفرقاء السودانيين وراح منبر الدوحة يدير بصبر وحنكة مفاوضات سلام معقدة بين الحكومة السودانية والحركات الدارفورية الموقعة على خارطة الطريق على الرغم من التشويش السياسي المتعمد على مساعي السلام القطرية والذي بدأ بزعم سخيف مفاده أن الحركات الدارفورية مجبرة على التفاوض مع الحكومة السودانية لأنها قد وُضعت تحت الإقامة الجبرية في الدوحة وأنتهى بإشاعة سياسية مغرضة مفادها أن قطر قد طردت ممثل ليبيا من مفاوضات سلام دارفور بالدوحة! من المؤكد لأي مراقب سياسي محايد أن تعدد منابر التفاوض في عدة دول يشتت جهود السلام المبذولة لحل أي قضية شائكة بسبب تعدد الاستقطابات السياسية وتضارب مصالح الدول الممسكة بملفات النزاع أو التي لديها تأثير سياسي على أطراف التفاوض ولهذا فقد أكدت الحركات الدارفورية الموقعة على خارطة الطريق وأكد ممثلو نازحي دارفور في الدوحة وممثلو الوساطة الدولية على دعمهم المطلق لمنبر الدوحة المدعوم بإرادة سياسية قطرية ، سودانية ودولية لتحقيق سلام دارفور لأنهم يدركون تماماً أن تعدد المنابر سيجعل مصير ملف دارفور مثل مصير ملف القضية الفلسطينية وملف القضية العراقية اللذان شهدا توقيع عشرات الاتفاقات في عشرات المنابر المختلفة ولم يتحقق أي سلام فعلي بشأنهما حتى تاريخ اليوم! ولأن الحكومة القطرية على أعلى مستوياتها قد قامت ، بصفتها وسيط دولي معتبر ، ببذل مجهودات فعلية مقدرة على الأرض ومنها السعي لحل المشكلة الاقتصادية في دارفور عن طريق إنشاء بنك إعمار دارفور وحل المشكلة الأمنية عن طريق ضم كل الفرقاء السياسيين السودانيين وممثلي دول الجوار والممثلين الدوليين لمنبر الدوحة، فإن جميع الفرقاء السياسيين السودانيين ، بما فيهم حركة العدل والمساواة ، مطالبون اليوم وليس غداً بوقف تبادل الاتهامات والمسارعة إلى المشاركة في مفاوضات الدوحة ، فليس من العقل السوداني وليس من الحكمة السودانية أن يتقاتل أهل البلد الواحد وأهل الملة الواحدة بالسلاح لحسم الخلافات السياسية بينما يفتح منبر الدوحة ذراعيه للمفاوضات السلمية التي تسعى إلى تحقيق هدف استراتيجي واحد هو تحقيق السلام الشامل والنهائي في دارفور عبر تحقيق الأمن والسلام والعدل لأهل دارفور عن طريق التفاوض السلمي لا عن طريق السلاح الذي لا يروح ضحيته إلا السودانيون سواء أكانوا من هذا الطرف السياسي أم ذاك! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي