فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر [email protected] لا يملك سكان دارفور وبقية سكان السودان داخل الوطن وخارجه سوى أن يتقدموا بالشكر الجزيل للدبلوماسية القطرية المدعومة دولياً وافريقياً والتي استخدمت كل هدوئها وحصافتها وسعة صدرها ولم يغمض لها جفن حتى تكللت جهودها بالنجاح وتمكنت من فتح كوة في جدار الخلاف السوداني السوداني خلال مفاوضات ماراثونية شاقة استمرت زهاء ثمانية أيام من الترقب المسكون بهواجس الخوف من الفشل الذريع! ولا يملك محبي السلام في كل أنحاء العالم سوى الاشادة بمفاوضي الحكومة السودانية ومفاوضي حركة العدل والمساواة الذين احتكموا لصوت العقل السوداني الكبير والصدر السوداني الرحب وقدموا تنازلات متبادلة من أجل تحقيق سلام دارفور ذلك السلام الذي بدأت تباشيره تلوح من الدوحة بعد توقيع الاتفاقية الإطارية التي حددت نقاط النزاع وحددت الإجراءات العملية والقيود الزمنية اللازمة لتحقيق الهدف النهائي من المفاوضات وهو تحقيق السلام العادل والشامل في دارفور وطي صفحة الحرب التي أدت إلى تدويل قضية دارفور واتاحت فرصة التدخل لأصحاب الاجندات الأجنبية الذين لا يهتمون إلا بتحقيق مصالحهم الخاصة ولو على حساب المصلحة الوطنية السودانية! إن مشوار الألف ميل لسلام دارفور قد بدأ بخطوة الدوحة وتبقت المهمة الأصعب وهي تحقيق اختراقات كبرى في المفاوضات القادمة بحيث تؤدي في نهاية المطاف إلى احراز نتائج ميدانية حاسمة تقود إلى وقف الحرب وعودة النازحين واللاجئين إلى قراهم وتقديم المساعدات المحلية والدولية لهم بغرض إعادة الإعمار ورفع الظلامات عن الضحايا بغرض تهدئة النفوس وجبر الخواطر ونزع فتيل ردود الأفعال الانتقامية! إن الأمل الأكبر الذي ينتظره كل أهل السودان وينشده محبو السلام في مختلف أرجاء العالم هو إنهاء الحرب وتحقيق السلام في دارفور ولا شك أن الخطوات التي ستؤدي حتماً إلى تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي تتمثل في التشخيص السليم لمشكلة دارفور ذلك التشخيص الذي جسدته رؤية الدبلوماسية القطرية القائمة على أخذ البعد الإقليمي في الاعتبار وإشراك ليبيا وتشاد في المفاوضات واستخدام أوراق الضغط الدولية والإقليمية لاشراك الحركات الدارفورية الأخرى في المفاوضات المرتقبة أما المفاوضون السودانيون فهم مطالبون بالتوصل لحقن دماء مواطنيهم واعادة الأمن إلى وطنهم ولن يتأتى ذلك إلا عبر استبعاد المصالح الحزبية الضيقة والتركيز على المصلحة الوطنية العليا فليس من المقبول أن تتطاول المفاوضات بينما يعاني انسان دارفور من انعدام الأمن ، وليس من المعقول أن تعاني قرى دارفور من العطش ويخرج أطفالها في لحظة هطول الأمطار لتجميع المياه القادمة من السماء بأقصى سرعة قبل أن تشربها الأرض الرملية الظامئة في إقليم تقول صور الأقمار الصناعية إنه ينام فوق أكبر بحيرة جوفية في العالم! ليعمل المفاوضون والوسطاء من أجل تحقيق السلام في دارفور وعندها سيشيد التاريخ بكل من قام بإنجاز هذه المهمة الإنسانية الكبرى ويقول عنه: يكفيه نبلاً أنه أدى الرسالة وانتهى!