18 فبراير 2019م بيان حزب العموم (8) الثورة مستمرّة يدرك شعبنا تماماً أنه في معركة طويلة مع نظام الإنقاذ منذ يومه الأول، ويدرك أنه قد أعد العدة لتحمّل تبعات هذه المعركة مهما صعُبت أو طال أمدها، وأنه موقن بأن النصر فيها سيكون حليفه، لأنه يدافع عن حق، وأن النظام يدافع عن باطل بدأ به يوم انقلب على سلطة الشعب، ومضى فيه بتمكين نفسه على حساب الشعب، وسينتهي عليه لأنه لا يريد أن يستمع لصوت الشعب بضرورة رحيله. إن مرحلة النضال السلمي التى انطلقت في ديسمبر، كامتداد طبيعي لما سبقها من مراحل لنضالات مستمرّة لتحقيق الحرّية والسلام والعدالة، مرحلة تخضّبت مثل سابقاتها بدماء الشهداء الذين رسموا بها لوحة الوحدة الوطنية، وعطّروا بها أجواء المواطنة التي اختنقت بسياسات الفتنة التي زرعها ورعاها النظام في سبيل أن يسود. إذا كان النظام يُعوّل على ما يعتقده بأن نَفَس الثورة سيكون قصيراً، سينتظر كثيراً، لأنه عليه ساعتئذٍ أن يُحصي ويتجاوز أنفاس كل الشعب. وإذا كان يُعوّل على مساعدات قد تهبط عليه من حيث لا يدري يمكنه بها أن يخلق ضباباً إعلامياً كعهده السابق، فإنه بذلك يؤكّد عدم إستيعابه بعد معنى ومضمون عبارة "تسقط بس"، ولعله من الضرورة بمكان أن نشرحها له بأبسط التفاسير فنقول له، إملأ ورقة بكل ما يمكن أن تفعله من خير قولاً، وقدّمها على أرض الواقع فعلاً، وقل للشعب هذا قرباني لرضاكم، سيجيبوك بعبارة "تسقط بس"، ذلك أن أي حبال بينك وبين الشعب والوطن قد اهترأت وتقطّعت، وهي في الأصل لم تكن يوماً حبال ود. النظام اليوم أمام شباب، لم يعيشوا طفولتهم كما ينبغي للطفل أن يعيش، لأنه حرمهم براءتهم، ولم يعيشوا صباهم كغيرهم من الصبيان، لأنه سعى وعمد إلى غسل أدمغتهم وتحويلهم إلى دُمي يحرّكها حيث شاء. هؤلاء الشباب، يدركون الآن بأن استمرار هذا النظام، يعني أنهم لن يهنأوا بشبابهم بينما هم يتطلعون إلى تسخير طاقاتهم لبناء الوطن الذي سيتفاخرون به أمام الآخرين، وهم على قناعة بأنهم لن يبلغوا كهولتهم، لأن النظام سيقودهم إلى الفناء قبلها، سواء بالجوع أو المرض، وفوق ذلك يستمتع بنهايتهم. وفي كل هذه المسيرة، سيظل النظام يطأ بأقدامه على صدر الوطن غير عابئ بما يصيبه من دمار وتمزّق. لقد منح الشعب للنظام فرصة أن يُعلن التنحّي مِن أول يوم خرجت فيه الجماهير بعبارة "تسقط بس"، منحوه فرصة أن يُسجّل خطوة إيجابية واحدة تُحسب له مٍن بين سجلّ ليس فيه مساحة إلا وقد عطّنتها الآسان. لكنه من سخريات الأيام والتاريخ، أبى إلا أن يكون نظاماً مأخوذاً بالمكابرة والجحود، لشعب صبر على ضيم ما فعل به خلال ثلاث عقود، ويأمل فوق كل ذلك أن يسامحه ليستمر في حكمه مزيداً من السنين لأنه لم يتشبّع بعد من إذلاله. لقد جاء جواب القوى الموقّعة على إعلان الحرية والتغيير واضحاً في المؤتمر الصحفي الذي عقدته في الثالث عشر من فبراير 2019م، بدار حزب الأمّة، حيث أرادت أن ترسل إجابات واضحة للنظام الذي يتخبّط بالضربات المتتالية له من الحراك المتواصل، وبدأ يهزأ بتلويح عبارات التهديد بملاحقة القوى بالقانون، وهو أبعد من يكون عنه بدءاً بانقلابه، وانتهاءاً بقتله للمعبّرين سلمياً عن رأيهم. وكانت الرسالة الثانية للمجتمعين الإقليمي والدولي، ليعلما أن هذه الثورة ليست دعوة لإدخال السودان إلى المجهول الذي يدور في مخائل بعضهم، ذلك أن لهذا الشعب إرثاً فيما يفعله، وهو في نفس الوقت قادر على ضبط إيقاعه، وتحديد منتهاه. فاليعلم النظام وغيره، أن هذا الشعب قد اختار الحرية والسلام والعدالة، وأن الطريق إلى تحقيق ذلك، يمر من خلال تحقيق مضمون عبارة "تسقط بس"، ولطالما اختار النظام استمرار المنازلة، فإن الشعب هو الآخر قد خرج وقادر على إدارتها، وسيحسمها بوسيلة الثورة وسلاحه السلمي، لأنه على استعداد أن يضحّي بالملايين ليعيش من تبقّى حراً، ولكنه ليس مستعداً أن يحيا بالملايين مذلولاً. لا بديل لإرادة الشعب إعلام حزب العموم السوداني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. www.omompartysudan.org