بعد ان نامت نواطير الجنينة دار اندوكة وبشمت ثعالبها وهدأ الليل واستكن وارخي بسدوله علي الاباطح والربي وراحت المدينة في لباس عميق سري نسيم خفيف يداعب صفق اشجار المانجو المتساقط تحت الارض فترحل مغصوبة قبالة الصعيد حاملة معها حبيبات ناعمة القتها عليها الريح وانتاشتها من مكان بعيد .ظل الفجر ينازل الليل بنورة وضياؤه ويسدد له طعناته العجلي والليل يناوشه بظلامه المرعب وشهبه الراصدة واني له التناوش من مكان بعيد ولكن الفجر تمكن منه رغم رعبه وعدته وعتاده فسهامه كانت امضي وسيوفه كانت فاتكة ولم تصمد امامه جيوش الظلام ورحم الله من قال الصبح حق والحق آحق بالنصر فهرب الظلام تاركا وراء ه القتلي من الكواكب والنجوم ولم تنفعه جبروت القمر وراجمات الثريا وشهبها وشياطينها واستسلمت للفجر بقايا الانجم الزواهر بعد ان جرت الشمس لمستقرها وصار القمر عرجونا قديما ارهقته المعركة وبؤسها الشديد . وما ان انجلت المعركة وعادت الحياة الي طبيعتها وبينما الجميع مهموم بالخروج الي مقر عمله حزمت فاطمة امتعتها وودعت دارها واهلها واتجهت الي محطة المواصلات وحجزت مقعدا في احدي اللواري المتجه الي الجنينة مقر عملها الجديد كان ذلك في منتصف العام 1966حيث كانت الجننة ة في تلك الايام مدينة وادعة تجللها سحب الرفاهية ورغد الحياة مضيافة ترحب بالقادمين اليها من موظفين وعمال . استقبلها زميلاتها بالمدينة وكانت في مقدمتهم ايضا السلطان بحر الدين الذي تربطه علاقات حميمة مع ناظر عموم شرق دارفور ضوالبيت عبد الدائم وان فاطمة هي من بنات الدخيري التي تربطهم اواصر الاخوة والصداقة الممتدة بين هذه الاسر الثلاثة . كعادتها نهضت فاطمة وحملت مشعل نشاطها داخل المدينة وبدات حملات التوعية وسط البنات فبعد انتهاء يومها الدراسي تقوم بزيارات اسرية تقوم خلالها بتوعية الامهات عن اهمية الرضاعة الطبيعية ثم تعقد الندوات التثقيفية للنساء وتبشرهن باهمية التعليم وضرورة رعاية الاطفال ومحاربة الختان الفرعوني وانشأت جمعية ضخمة لربات البيوت وفتحت لهن فصول لمحاربة ومحو الامية ومحاربة غلاء المهور. وقد ساعدها في التغلغل داخ المجتمع صديقتها الاميرة ابنة السلطان منيرة بحر الدين وهي اول معلمة من بنات الجنينة تخرجت في العام 1953 ولما رات السلطات المحلية همة ونشاط فاطمة تم نقلها الي مدرسة هبيلة لترسيخ تجربتها هناك ثم تقدم مجموعة من اعيان اردمتا وطلبوا من ضابط التعليم ان ينقل اليهم فاطمة لتقود حملة النشاط التوعوي بها وظلت بذات النشاط والهمة وصار اسمها يترد في السنة الجميع وكانت تخرج في القوافل التوعوية الدورية التي تنظمها السلطات الصحية المحلية في مجال مكافحة الجدري والسحائي والحصبة وحملات التطعيم ،وكانت من سياسة الحكومة المركزية تتخير افضل الموظفين من ذوي الكفاءات للعمل بمنطقة الجنينة التي لها حدود مع الشقيقة تشاد ولها احتياجات خاصة في العلاقات الإدارية والاقتصادية وبالضرورة تختار لها المعلمين والمعلمات من أهل الجدارة والامتياز وكانت فاطمة من تلك الشاكلة . تم نقلها الي مدرسة السريف في العام 1973 وأقام لها أهل الجنينة احتفال وداع محضور شرفه السلطان واكابر وجهاء المدينة وأغدقوا عليها بالهدايا والأوشحة التذكارية وغادرتهم ولسان حال تلميذاتها لن ننسي أيام مضت لن ذكراها لن ننسي اياما خلت مرحا قضيناها . وكان في وداع مهيب من اهل الجنينة غا درت فاطمة متجهه الي مقر عملها الجديد وكان في استقبالها أعيان ووجهاء مدينة السريف وفي مقدمتهم الناظر ادم حامد ناظر البني حسين فأكرم وفادتها واقامت بمنزله أياما حتي هيئ لها السكن المناسب بالمدرسة وبدات فور تسلمها لعملها بصيانة فصول المدرسة واهتمت ببيئة الدراسة وأنشأت سياجا اخضرا من الأشجار والبساتين والزهور وتحولت المدرسة في سرعة قياسية الي حديقة غناء عامرة بالروض والزهر .ولكن الأيام عاجلت فاطمة وتم نقلها الي مدينة الفاشر وغادرت السريف تاركةً خلفها ذكريات وأشجان عطرت المكان وعبقت الزمان باويقاتها الجميلة . ظلت تتنقل في مدارس بنات الفاشر من بنات اولاد الريف الي الشرقية بنات الي الشمالية بنات حتي نهاية العام 1975 حيث تم نقلها للعمل بمعهد تدريب المعلمات بنيالا وأمضت عامين تدرس فيها مادة طرق التدريس الصفية بالمعهد . اتجهت بها المقادير هذه المرة الي مدينة زالنجي في العام 1979 ولم تبخل لتلميذاتها وزميلاتها بعصارة تجربتها وطورت تجربة التدبير والاقتصاد المنزلي فأنشأت مصنعا تقليديا لصناعة الفاكهة وزالنجي معروفة ببساتينها وفواكهها الكثيرة فعلمت التلميذات كيفية صناعة المربي من فاكهة المانجو والبرتقال والقريب فروت واستفادت أسر كثيرة من هذه التجربة وتحولت المراءة في زالنجي الي امرأة منتجة تعتمد علي نفسها نواصل عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.