[email protected] يقال والعهدة على الرواة أن المرحوم الرائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر عضو مجلس قيادة ثورة مايو الذي كان رئيسه جعفر نميري رحمه الله ( الأخيرة دي لأولاد هذا الزمان الذين لا يعرفون من الأمور العامة كثير شيء يا بختهم!). يقال أن زينكو قال لأعضاء مجلس قيادة الثورة حينها أنصحكم بتصليح سجن كوبر وتكييف القسم الشرقي – قسم السياسيين – ربما الزمان يدخلكم فيه.ولا أدري هل عمل مجلس قيادة ثورة مايو بنصيحة الزين أم لم يعمل.ولا أدري هل صلح حال ذلك القسم من سجن كوبر أم لا إذ آخر عهدي به في سنة 1973 م.يذكر أن رتبة رائد ظلت رتبة هذا العضو إلى أن فارق الفانية وكذلك الأعضاء الآخرون. ومعظمهم دخل القبر بكفن أبيض ليس فيه أزبليطة. نريد أن نخرج من وصية الرائد زين العابدين بوصية أخرى تناسب هذا الزمان.المعلوم أن هذه الدولة الآن تحتاج إلى كثير من الترميم وخصوصا في الإدارة.وبصفة أخص في إدارة المال العام. السارحون في البدلات بلا توصيف والهابرون في الحوافز بلا تقنين واللاغفون في بدل السفريات بلا سقوف كل هؤلاء يجب أن يتذكروا وصية الزين.البون ليس شاسعاً فقط بين أقل دخل شهري واكبر دخل شهري من الخزينة العامة بل يصل مرحلة العجابة. (بالمناسبة قلت دخل شهري ولم اقل راتب).إذ الرواتب محددة بلوائح ونظم ودرجات من ديوان الخدمة لكن العلة بل الداء في غير الرواتب مثل الحوافز، البدلات، النثريات، وكلها تحتاج توصيفاً وسقفاً إذ لا يعقل أن يكون عائد البعض من الخزينة العامة 81 جنيه وأحد وثمانون جنيهاً ( هذا ما اصرفه لقريبي المعاشي الأب لستة بنات بعد خدمة عشرات السنين في وزارة الري يعني اقل من 3 جنيهات في اليوم تخيل!) .وآخرون يقبضون عشرات الملايين شهرياً من مال هذا الشعب ولا يرف لهم جفن. هذه الأشياء الحوافز والبدلات والنثريات والإكراميات والتبرعات يجب أن توصف وصفا دقيقا ويكون لها سقف حتى لا تصبح بابا من أبواب الفساد، يحسبها البعض حلالاً بمجرد أن نفرا من الناس جلسوا وحددوا حافزاً لأنفسهم وبدؤوا بكبيرهم وكرروا ذلك عدة مرات في الشهر. ضعوا نظاماً أبنوا دولةً ذات أسس لا يهم بعد ذلك من الجالس عليها أي كان بل يحكمه القانون والتوصيف الدقيق والعقوبة الرادعة. عندها ستسير الأمور ولا يكنكش المكنكشون ولا يخافون من كشف مستور. أحمد المصطفى إبراهيم ما جستير تكنولوجيا التعليم http://istifhamat.blogspot.com كاتب صحفي