عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. تأملات الفعل المضارع (يجهض) في العنوان لم يأت لمقتضيات العنونة، بل يفيد استمرارية العمل الذي نرجو ونتعشم في ألا يصل به صاحبه إلى مراده. كثف حميدتي من نشاطه وجولاته بالأمس، وفي الأيام الماضية عموماً. رأيناه تارة يهدد من يفكرون في الاضراب بالجلوس في منازلهم للأبد إن هم فعلوا! وفي أخرى يحاول رشوة موظفي الطيران المدني، في محاولة لم توت أؤكلها فيما يبدو بسبب حضور بعض الكنداكات الجسورات. أكثر من الأحاديث الخطيرة إن دققنا جيداً مع كل كلمة فيها. ففي سجن كوبر شكى قائد الدعم السريع للحضور من ظلم إدعى أن المؤسسة العسكرية ( التي صار بحكم الواقع جزءاً منها) تتعرض له. ولم ينس تذكير حضوره (الذي تم اختياره بعناية) بأنهم يريدون المساواة ولا شيء غيرها. ذكر أنهم يحاولون بجدية التوصل مع جماعة التغيير للحلول المرضية. لكنه أضاف أن قوى الحرية حصلت على 67٪، بالمقارنة مع 55٪ كانت لحزب المؤتمر اللا وطني فيما مضى. وقال صراحة أن المؤتمر اللا وطني يعد أفضل من جماعة الحرية والتغيير بلغة الحسابات. والمقصود هنا واضح وخطير. المستفز في الأمر أن حميدتي يخاطب في كيزان سمعناهم يهللون ويكبرون وفي ذات الوقت يقول ليهم " الجماعة المشوا ديلك كانوا كذا وكذا" ، وهم مرة يضحكون وفي أخرى يُكبرون ويُهللون!! لسنا أغبياء يا حميدتي، فالكيزان الذين تشير لهم لم يذهبوا، بل ما زالوا يشكلون حضوراً طاغياَ في المشهد. ولك عزيزي الثائر أن تتأمل جيداً خطب حميدتي التي زادت كثيراً في اليومين الماضيين. واستصحب معها تصرفات المجلس العسكري المريبة من يوم توليه زمام الأمر. وركز أكثر مع تراجع هذا المجلس العسكري عن بعض قراراته التي أصدرها في الأيام الفائتة. وفكر جيداً في ما فعلته قواتهم بالأمس ببعض الإعلاميين بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، ووقتها فقط ستدرك أنه ليس مستبعداً أن يفكر هؤلاء القوم بجدية في فض الاعتصام بأي شكل. الموضوع لم يعد يحتاج لدرس عصر، فهو واضح وضوح الشمس. فمحاولات حميدتي لاجهاض الثورة لم تعد خافية إلا على من في عينه رمد. يحدثنا كل يوم عن شراكتهم في الثورة ويتظاهر ببساطة الشخص البدوي (التي كان عليها حقيقة) قبل أن يعاشر الجماعة لأكثر من أربعين يوماً فيصير منهم، وفي نفس الوقت يأتي بما لم يسبقه عليه الآخرون. ويبقى السؤال: هل قمنا بما يكفي لمواجهة الخطر الداهم الذي يعبد له حميدتي الطريق هذ ه الأيام؟! لا أظن. فخطابنا الاعلامي ضعيف. وما زلنا نصر على ألا نرتقي لمستوى تضحيات الشباب (الصابنها) أمام أبواب القيادة. وردة فعلنا لا تواكب التطورات المتسارعة. فبينما يتحرك حميدتي بخطوات محسوبة جيداً ما زلنا نحن نكتفي بالسخرية والاستخفاف به وبمقولاته وتهديده ووعيده. الثورة تمر بمنعطف خطير للغاية. وهي مرحلة لا تحتمل الهزل وتبادل القفشات. ولن نفلح في قلب الطاولة على رجل يستغل كل دقيقة لتهيئة الأجواء لمخططات مجموعته عبر سخريتنا وتناقل الرسائل حول ماضيه. المطلوب في مثل هذا الوقت الصعب أن يحكم قادة الثورة التخطيط. عليهم أن يُسرعوا من وتيرة تحركاتهم لمواجهة التطورات المتسارعة في الجانب الآخر. أما القروبات والمجموعات المساندة فعليها أن تلتزم بالجدية حتى تقدم الدعم الاعلامي اللازم بشي من الذكاء. كفانا اهداراً للوقت في تبادل الأخبار دون تمحيص. يحاولون هزيمة الروح المعنوية ببعض الكتابات فننشرها لهم نحن بكل طيب خاطر. يبثون الشائعات، فنوسع لهم نطاق تداولها باستعجالنا واصرارنا على النقل قبل التأمل. فمتى ندرك حجم الخطر.. متى!! سؤال أخير: أين الفريق البرهان وما هو دوره فيما يجري؟!