عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. في ظل الضبابية وانكفاء المجلس العسكري على ذاته لا يسعنا إلا اللجوء إلى التحليل وتحديدا في تحركات المجلس الأخيرة، ومن خلال التحليل ندرك ان هنالك أزمة مكبوتة اما بين قادة الجيش في المجلس العسكري وبين حميدتي اما بين الجيش بقياداته الأقل وبين قوات الدعم السريع، وذلك الاصطدام لابد منه نتيجة لوجود جيشين في دولة واحدة ولكل قيادته فالدعم السريع لا يأتمر بأمر وزير الدفاع ولكن بأمر حميدتي فقط، وحميدتي لا يمتلك مليشيات ولكن جيش بكل وحداته من شرطة عسكرية وقوات خاصة وأخرها ما رشح من تدريب لقوات جوية وكذلك الحديث عن دبابات قادمة للدعم السريع، كل ذلك مع ظهور معلومات عن إيقاف الدعم السريع للطيران الحربي، كل ذلك سيقود ان آجلا أم عاجلا إلى نشوب صراع بين الطرفين إذا لم يكن هنالك عقلاء يزيلون التشوهات التي صنعها النظام السابق عن الدولة السودانية. التحليل الأول وهو وجود خلاف بين قيادات الجيش في المجلس العسكري وبين حميدتي يرجحه اعتذار برهان عن الذهاب إلى السعودية وإرسال حميدتي بديلا عنه ولكن برفقة كباشي، ورغم اعتذاره عن الذهاب إلى السعودية إلا انه ذهب في زيارة إلى مصر غير معلنة بعد يوم واحد فقط من زيارة حميدتي، وفي هذه النقطة نتذكر التصريح الذي أوردته مونتي كاروو عن السيسي بمحاولة الدول الخليجية تفكيك الجيش السوداني وإحلال مليشيات مكانه وهو ما يعني إبعاد الجيش وإحلال حميدتي وقواته مكان الجيش، وبالتالي تصبح زيارة برهان إلى مصر محاولة من جانب مصر لشرح خطة السعودية في تفكيك الجيش السوداني، وبالتالي تكون زيارته للإمارات جاءت من كاقتراح من السيسي للتوسط بين المجلس والسعودية التي يظهر انها تتبني ذلك الخيار. ومن هنا نقرا تحركات قادة المجلس العسكري ولجوؤهم إلى وحداتهم في امدرمان وبحري وكذلك إرجاع الاستعداد إلى 100% في جهاز الأمن بأنه استعداد من المجلس العسكري للمرحلة القادمة. اما إذا كانت تحركات قادة الجيش قد جاءت نتيجة لتململ وسط الجيش السوداني الذي يريد ان ينهي الوضع الشاذ لحميدتي وقواته في الدولة السودانية وهي بالتالي تحاول إسكاتهم، فان من الواجب على الجميع تنوير الجيش بما يحدث فترك حميدتي وقواته بوضعهم الحالي سيقود إلى دمار السودان لا محالة، وكل دقيقة تمر تستثمرها السعودية في تقوية شوكة حميدتي وقواته وبالتالي تزيد من شدة الدمار القادم، وهذا التنوير ليس دعوة للحرب، ولكنها دعوة لتصحيح الأوضاع في كل مؤسسات الدولة، فلم تخرج الثورة من اجل الدمار ولكن من اجل الاعمار وبناء سودانا فضل للأجيال القادمة. اما من جانب حميدتي فقد استلم الرسالة إذا كانت من قادة المجلس العسكري أو من جانب الجيش ورد عليهم رد واضح بان الحرب هذه المرة ستكون في الخرطوم وسيجعل من الخرطوم دارفور أخرى يتشرد أهلها ويلجئون إلى المعسكرات، وهي محاولة للتخويف ليس إلا، فعلى حميدتي إدراك ان الأزمة تكمن فيه وفي قواته وان الثورة حاولت وتحاول ان تستوعبهم ضمن منظومة الدولة السودانية ولكن إذا رفض سيكون هنالك من داخل الدعم السريع من هو أبقى على الوطن من حميدتي ولا ياتمر بأمر السعودية وسيقود قواته إلى ان يتم دمجها مع مؤسسات الوطن، فقد أوضحت الثورة ان لا وجود لقوات تتبع لفرد فكل المؤسسات تتبع للوطن وانتهي زمن الأفراد بانتهاء عمر البشير.