الخرطوم/العربي الجديد عبد الحميد عوض تعيش العاصمة السودانية الخرطوم حالة شلل تام في ثاني أيام العصيان المدني الشامل الذي دعت إليه قوى إعلان الحرية والتغيير المعارضة، ردا على المجزرة التي ارتكبها المجلس العسكري في حق معتصمي قيادة الجيش، والتي راح ضحيتها أزيد من 100 قتيل. وعاين "العربي الجديد" إغلاقا تاما لمعظم المحلات التجارية في العاصمة الخرطوم، وإغلاقا كليا للصيدليات، في تعبير قوي على الاستجابة الواسعة لدعوات المعارضة السودانية للعصيان. وذكر مراسل "العربي الجديد"، أن الحركة في شوارع الخرطوم صباح اليوم بدت أكثر مما كان عليه الوضع أمس الأحد بقليل، فيما لوحظ انتشار أمني كثيف في الخرطوم. يأتي ذلك وسط استمرار نصب الحواجز في أحياء العاصمة ومحاولات قوات الأمن إزالتها. من جهة ثانية، أفاد مراسلنا من الخرطوم، بفتح طريق القيادة العامة بعد "تنظيف" موقع الاعتصام تماما، حيث صار مفتوحا أمام العربات. فيما عاين طوابير طويلة أمام المخابز بسبب أزمة الخبز، إضافة إلى توافد مواطنين إلى منطقة السوق العربي، لابتياع حاجاتهم، نتيجة إغلاق المحلات التجارية. وفجر اليوم الإثنين، قال "تجمع المهنيين السودانيين"، أحد أبرز مكونات المعارضة السودانية، إن العصيان المدني الشامل، الذي دخل يومه الثاني، سيستمر "من دون تراجع حتى إسقاط مجلس القتلة والمجرمين ومليشيات الجنجويد، ونقل مقاليد الحكم إلى سلطة مدنية انتقالية". وأضاف التجمع، في بيان مهره بعبارة "الحل في الشلّ"، أن نجاح العصيان "إعلانٌ شعبي عن الرفض التام للمجلس العسكري الانقلابي ومليشياته المجرمة، والتي ما زالت تُمارس حرفة القتل المجاني المرذول، بل وتجاوزت كل القيم والأخلاق والأعراف بإطلاق الرصاص على مواكب تشييع الشهداء الذين اغتالتهم، صباح أمس، مع سبق الإصرار والترصد".