ليعلم الجميع بأن الثورة هي وسيلة من وسائل العمل السياسي لتغيير النظام الباطش الظالم و قد تم ذلك بالفعل لقاء رتل عظيم من الشهداء عليهم رضوان الله و رتل أكبر من الجرحى شفاهم الله .. أيضا فإن الإتفاق الذي تم و أعقب الثورة المجيدة هو وسيلة لتحقيق غاية السلم و الاستقرار و التنمية و الرخاء و الإزدهار للوطن العزيز و ليس غاية ولا نهاية كما يظن البعض بل الغاية أسمى و أعظم و أجل .. الغاية تجملها الإجابة الصحيحة و السليمة و الحصيفة على سؤال المقال ثم ماذا بعد ؟! *(1)* *الشكر أولا :-* لزاما علينا شكر الله و حمده على ما تحقق ؛؛ ثم توجيه الشكر الثناء و التقدير للدول الإقليمية و الدولية الجارة و الشقيقة و الصديقة التي أسهمت في صناعة و تحقيق نصر الإتفاق بعد انسداد الأفق و بعد ازدياد ظلمة نفق التنافر و التدابر عقب الأحداث المؤسفة و المحزنة و التي كادت أن تفرط و تقطع حبل التلاقي بين الشريكين الذين صنعا معا ثورة ديسمبر المجيدة و حقنا الدماء التي كانت يمكن أن تسيل أنهارا عقب فتوى المخلوع المعزول المعتوه بإعدام ثلث الشعب السوداني ليبقى الدكتاتور .. الشكر أجزله لدولة أثيوبيا الجارة صاحبة مبادرة الوفاق و الإتفاق و الشكر للإتحاد الإفريقي الوسيط الشريك في صنع الوفاق و الإتفاق .. الشكر للدول الشقيقة التي كانت تعمل في صمت و هدوء وبلا ضوضاء ؛؛ الشكر للمملكة العربية السعودية حكومة و شعبا ؛؛ هذه الجارة الشقيقة التي وقفت إلى خيار أهل السودان و دعمت إرادة أهل السودان حتى تحقق الوفاق و الإتفاق وفق رؤية و رغبة و إرادة أهل السودان .. الشكر كذلك لدولة الإمارات العربية المتحدة التي وقفت أيضا خلف الدفع إيجابا مع كل الأطراف حتى تحقق هذا الإتفاق .. كان لهذه الدول الشقيقة دور عظيم و فاعل و دافع تم في صمت و في هدوء و خارج إطار أجهزة الإعلام و من لا يشكر الناس لا يشكر الله .. الشكر أيضا لجامعة الدول العربية التي شكلت حضورا كبيرا و موثرا .. الشكر موصول للولايات المتحدةالأمريكية و لبريطانيا فقد كانتا ضمن دول الدفع التي شاركت في الدفع إيجابا خلف الوساطة الأفروأثيوبية حتى تحقق نصر الإتفاق .. الشكر لدول الترويكا و لكآفة الدول الشقيقة و الصديقة التي سارعت إلى إصدار بيانات التأييد و الدعم المعنوي لما تحقق بين الطرفين و دعواتهم الصادقة للسودان و شعب السودان بالإستقرار و النماء و الرخاء و الإزدهار .. *(2)* *السلام الشامل ثانيا :-* لن يتحقق للسودان أمن ولا استقرار ولا نماء بدون تحقيق السلام الشامل و العادل و لذلك يجب على الجهاز التنفيذي و الجهاز السيادي السعي الجاد و الصادق لتحقيق السلام العادل و الشامل مع كل الحركات التي تحمل السلاح في جميع مواقع الإقتتال التي خلفها النظام الهالك.. يمكن للسودان توظيف و تسخير التعاطف الإقليمي الإفريقي و العربي و كذلك التعاطف الدولي لمصلحة السلام في السودان على أن يكون سلاما شاملا غير مجزأ ولا منقوص ولا مختزل و غير خاضع لسياسة الإستقطاب الثنائي القائمة على الترضيات بالمواقع الوزارية و التي تنهك إقتصاد السودان بلا سلام فاعل على أرض الواقع كما هو نهج النظام الهالك .. *(3)* *تحقيق الإستقرار السياسي و الأمني و خلق الوفاق الشامل ثالثا :-* لزاما على الحكومة السودانية ممثلة في الجهاز السيادي و الجهاز التنفيذي و كذلك الجهاز التشريعي القادم و أيضا السلطة الإعلامية التي تمثل السلطة الرابعة في الوطن و كذلك السلطة الخامسة المتمثلة في الشارع السياسي الذي يشمل كل أهل السودان الثوار الأحرار شبابا و شيبا نساء و رجالا و الذي أصبح سلطة حازمة و حاسمة تحرس مكتبات و توجهات الثورة المجيدة ؛؛ هؤلاد جميعا مطلوب منهم بل لزاما عليهم تحقيق وفاق كامل و استقرار شامل لتحقيق و تجسيد و ترسيخ و تجذير مصالحة وطنية شاملة و كاملة لا تستثني غير المجرمين الذين ظلموا و بطشوا و نهبوا و سرقوا و قتلوا و أجرموا في حق السودان و شعب السودان عندما خططوا و نفذوا إنقلابهم المشؤوم و ما تلاه و ما أعقبه من دمار و تخريب و ظلم لأهل السودان استمر ثلاثة عقود .. هؤلاء جميعا يحالوا إلى القضاء ليقول فيهم كلمته و حكمه دون أن نشغل أنفسنا بهم و لدينا ما هو أهم من هؤلاد المجرمين القتلة الفاسدين السارقين و القضاء وحده كفيل برد كل ما سرقوه و إنفاذ الأحكام العادلة تجاه ما اقترفوه من جرائم و فظائع .. إضاعة كل الوقت مع هؤلاء سيصرفنا عن همنا و عن قضيتنا تجاه وطننا العزيز استقرارا و نماء و رخاء .. استقرار السودان سياسيا و أمنيا مهم للسودان و للدول الإقليمية التي يتقاسم معها السودان الحدود عبر البر أو عبر البحر و هي أكثر من عشر دول تتأثر سلبا بأي إضطراب سياسي أو أمني في السودان ناهيك عن الدول الكبرى التي تعاني من تداعيات الإرهاب و الإضطراب و تصدير الإرهاب .. *(4)* *معالجة الدين الخارجي الذي يثقل كاهل السودان رابعا :-* الدين الخارجي الذي خلفه نظام الإنقاذ نظام الطاغية المخلوع يبلغ حوالي 55 مليار دولار أكثر من نصف هذا الدين عبارة عن فوائد على أصل هذا الدين و تلك كارثة أخرى .. مصيبة الدين الخارجي أنه يمنع أي أمل في الحصول على قروض أخرى من البنوك الدولية و الإقليمية و الصناديق المالية المانحة لأن الدين الخارجي موزع على كل تلك البنوك و الصناديق و الدول المانحة ولا بد من إيجاد وسيلة لإعفاء الجزء الأكبر من هذا الدين و جدولة الجزء المتبقي حتى يتأهل السودان للتعامل مع البنوك الدولية و الإقليمية و بغير ذلك فلن يحصل السودان على أي قروض أخرى و هو حق مشروع لأي دولة في العالم ولا استغناء عنه في ظل العجز الإقتصادي الذي يعانيه السودان الآن .. *(5)* *التنمية الشاملة و إعادة الإعمار للمناطق المتأثرة بالحرب خامسا :-* الجميع يعلم بأن خزينة السودان الآن خاوية على عروشها بالرغم من أن السودان غني بموارده الإنتاجية الزراعية النباتية و الحيوانية مع غزارة موارده المائية و موارد الذهب المنهوب جهارا نهارا و معلوم بأن الذهب مورد قومي و ثروة قومية مثلها مثل البترول ولا يمكن أن يستغل هكذا بواسطة شركات داخلية و دولية و كل ما تقوم به هو رشوة المسؤولين من أجل استخراج و سرقة و تهريب كميات مهولة من ذهب السودان اا حتى يصل السودان إلى الاستطاعة و القدرة على الإستفادة من موارده الزراعية و المائية و كآفة موارده الحيوية الأخرى فهو يحتاج و بصورة عاجلة إلى قيام مؤتمر مارشال إقتصادي للمانحين الإقليميين و الدوليين و كذلك البنوك الدولية و الإقليمية و الصناديق المالية المانحة لدى الأشقاء و لدى الأصدقاء.. أقرب القادرين على ترتيب و تنظيم و رعاية هذا الملتقى الاقتصادي للمانحين هي الدول الخليجية و على رأسها المملكة العربية السعودية الشقيقة لما لها من ثقل إقتصادي و سياسي كبير على المستويين الدولي و الإقليمي.. هذا الملتقى يمكن أن يحسم امر الدين الخارجي الذي يعاني منه السودان إعفاء و جدولة و كذلك المساهمة في أمر التنمية و إعادة الإعمار .. *(6)* *مراجعة علاقات السودان الخارجية لأجل التقويم و الإصلاح سادسا :-* لا زال السودان يقبع تحت عقوبات دولية نتيجة سياسات النظام السابق الخاطئة و الجائرة و نتيجة رعاية ذلك النظام لأعمال إرهابية صبيانية ترتبت عليها عقوبات قاسية سياسية و إقتصادية لا زالت سارية و تحتاج إلى السعي الجاد و بإرادة جادة لوضع الأمور في نصابها الصحيح و السليم حيث أن الدولة العميقة لا زالت تسيطر و تتحكم في السفارات الخارجية و في وزارة الخارجية بالخرطوم حالها حال بقية الدواوين الحكومية داخل السودان و التي لا زالت تنوء بفظائع الدولة العميقة و للأسف جل عناصر الدولة العميقة بلا مؤهلات حيث وصلوا إلى تلك المواقع عبر سلم الولاء و الإنتماء لا سلم العلم و الكفاءة ولا بد من مراجعة كل ذلك .. *(7)* *الإستفادة من العقول و الكفاءات السودانية المهاجرة في أرجاء العالم سابعا :-* سودان المهجر الذي شرده نظام الإنقاذ يذخر بكفاءات سودانية تعمل بمؤسسات دولية مانحة و لهؤلاء علاقات وطيدة و مؤثرة مع دول و مع مؤسسات مالية و إقتصادية مانحة و يمكن لهم تسخير تلك العلاقات و تلك الصلات لصالح السودان و لصالح أهل السودان.. يمكن أن يتم كل ذلك عبر عقد ملتقى لتلك الكفاءات على حسابهم و ليس على حساب الخزينة العامة حتى يتفاكر هؤلاء مع حكومة السودان في كيفية الإستفادة من خبراتهم و من علاقاتهم و من تأثيرهم الإقليمي و الدولي لخير السودان و لتنمية السودان .. هناك دول عديدة لديها تجارب ثرة في كيفية الإستفادة من خبرات و خيرات و مؤهلات و علاقات و صلات و استثمارات العقول المهاجرة يمكن الإستفادة من تجارب تلك الدول و التي وصل بعضها إلى تخصيص وزارة للماهجرين مختصة تهتم بهم و بدورهم في وطنهم .. لا بد من قيام مؤتمر إقتصادي دولي يعالج مسألة الديون الخارجية و يعالج كذلك أمر التنمية الشاملة و إعادة الإعمار للمناطق المتأثرة بالحروب وفق رؤية واضحة و برنامج عمل إقتصادي إسعافي و تنموي مدروس و متفق عليه حتى لا تهدر تلك المساعدات في غير ذلك ... *بقلم/* *مهندس/ حامد عبداللطيف عثمان* *السبت 6 يوليو 2019م* الحصول على Outlook for Android عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.