توافد آلاف المواطنين، الى الساحة الخضراء بالخرطوم أمس، في ختام مواكب (العدالة أولاً) المطالبة بالقصاص للشهداء وتسليم السلطة للمدنيين، وأعلنت قوى الحرية والتغيير تحويل مسمى الساحة الخضراء الى (ساحة الحرية)، وسط هتافات تطالب بمدنية السلطة. وأشار القيادي بتجمع المهنيين اسماعيل التاج خلال مخاطبته الحشود أمس، إلى أهمية تحقيق العدالة، وأنه دون ذلك ستفشل أهداف الثورة، ورهن تحقيق العدالة بقيام مؤسسات حقيقية تتمثل في وزارة العدل والسلطة القضائية النزيهة المستقلة، وتمسك بضرورة الاصلاح المؤسسي في الدولة بدءاً بالقضاء، وتعهد بالعمل على اسقاط القضاء في حالة عدم تحقيق معنى الحرية والعدل. ولفت التاج الى حرصهم على عدم افلات المجرمين من العقاب، ورفضهم للحصانة المطلقة للمسؤولين، على ان تكون اجرائية، ورأى أن ذلك من مطلوبات دولة القانون. وشدد التاج على أنه في حالة عدم الاستجابة لتلك المطالب فإن الشارع هو الفيصل، وجدد تمسكهم بحق التجمع والتظاهر في الشوارع والميادين للمطالبة بالحقوق والدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية. ومن جانبه نوه القيادي بقوى الحرية والتغيير جعفر حسن، إلى أن وزير العدل في الحكومة المرتقبة التي سيتم تشكيلها وفقاً لمطلوبات الثورة، مطالب بتحقيق العدل والقصاص للشهداء، ودعا الثوار لحراسة ثورتهم، وتعهد في الوقت ذاته بالسعي لتحقيق مطالب الثورة دون انتقاص ومنها القصاص، وأبان أن مسؤولية تحقيق تلك المطالب تكافلية بين فئات المجتمع. ودعا جعفر لجان الأحياء بالشروع في بناء الدولة السودانية الديمقراطية، واعلن تطهير الساحة الخضراء وتحويل اسمها الى ساحة الحرية، ونبه الى انه لولا الشهداء لما كانت الوقفة في تلك الساحة. وتمت كتابة عبارة (العدالة أولاً وفاءً لشهداء الثورة) على جانبي منصة مسرح الساحة، كما كتب المسمى الجديد (ساحة الحرية) في منتصف المنصة. ووقف الحاضرون حداداً على أرواح شهداء الثورة السودانية، ورددوا الهتاف الشهير (مدنيااااو)، بجانب هتافات تطالب بعدم الثقة في المجلس العسكري، وتم عرض أفلام وثائقية عن ساحة الاعتصام امام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، واحداث الثورة والاحتجاجات. وتحرك موكب من منزل أسرة الشهيد عبد السلام كشة بالخرطوم شرق، الى ساحة الحرية سيراً على الأقدام، وسط تفاعل من المارة وسائقي المركبات، وأعلن تجمع المهنيين اعتراض ما أطلق عليها قوات المجلس العسكري لموكب بميدان جاكسون بالخرطوم المتجه لساحة الحرية، بالغاز المسيل للدموع. وتوجهت مواكب من السوق العربي بالخرطوم وشارع الستين وجامعة الزعيم الأزهري ببحري وجامعة الرباط الوطني الى ساحة الحرية. ومن جهته اعلن والد الشهيد عبد السلام كشة في ذات المخاطبة الجماهيرية، تفويضهم لتحالف المحامين الديمقراطيين للتقاضي لتحقيق العدالة والقصاص في قضايا الشهداء منذ العام 1989م وحتى الوقت الراهن. //////////////////////////