( 1_ 3 ) [email protected] مقدمة في الدوحة يوم الثلاثاء 23 فبراير 2010م تم التوقيع علي اتفاقية اطارية ثنائية بين حركة العدل والمساواة ونظام الانقاذ . احتوت الاتفاقية علي رؤوس مواضيع , اتفق الطرفان علي المفاوضات حولها , والوصول الي اتفاق بخصوصها بحلول يوم الاثنين 15 مارس 2010م . استبشر الجميع خيراً بهذه الاتفاقية ! حتي جريدة الواشنطون بوست ( عدد الخميس 25 فبراير 2010م ) , التي يقرأها الرئيس اوباما , بشرت بان الاتفاقية تحمل بعض البشائر ! وربما كانت اول الغيث الذي يتبعه استعادة العلاقات الطبيعية والعادية الثنائية بين ادارة اوباما , وادارة جديدة يترأسها الرئيس البشير بعد انتخابات ابريل 2010م ! وتسألت الصحيفة : لم لا ؟ وقد عادت العلاقات عادية وطبيعية بين موسي ( ادارة اوباما ) والفرعون ( ملك الملوك ) ؟ وتم ازالة اسم ليبيا من لائحة الدول التي ترعي الارهاب ؟ من كان يصدق هكذا مزحة ؟ ملحوظة خارج النص : نرد علي صحيفة الواشنطوم بوست بان السبب الحصري وراء تطبيع العلاقات بين ادارة اوباما , وملك الملوك , كان نفض الاخير اياديه من دعم القضية الفلسطينية , وبالاخص حماس . هل سمعت ان ملك الملوك قد فر بجلده الي الصحراء . وبقي بها طيلة الاسبوع الماضي , بعد ان تم ابلاغه ان الرئيس ابو مازن في طريقه لمقابلته ؟ ومكث ابومازن في طرابلس يومين يقضم في اظافره باسنانه , قبل ان يتوجه من طرابلس الي باريس ... وملك الملوك لا يزال يتعبد في الصحراء ؟ كانت هذه تخريمة خارج النص . ولكنها تؤكد أن المحور الأسرائيلي _ الأمريكي أصبح يسيطر علي النظام العربي , بما في ذلك دارفور ؟ ولكن دعنا نعود للاتفاقية الاطارية . ونستعرض ما تم بخصوص تفعيلها وكسوها لحماً ودماً , كما كان متوقعاً بحلول يوم الاثنين 15 مارس 2010م .... الموعد المحدد لابرام اتفاقية سلام شامل بين نظام الانقاذ وحركة العدل والمساواة . دعنا نوجز ونختزل المستجدات التي حدثت علي الساحة الدارفورية , في وبعد , يوم الثلاثاء 23 فبراير 2010م وحتي تاريخه , في النقاط التالية : اولاً : في نفس يوم توقيع الاتفاقية الاطارية في الدوحة , والكل مبتهج وفرحان ، قصفت الطائرات الحربية الانقاذية بلدة دربات في منطقة جبل مرة ( من مناطق نفوذ حركة عبد الواحد ) . ومات وجرح المئات ، واضطر للنزوح القسري اكثر من مائة الف دارفوري . هذه الحادثة تؤكد ان نظام الانقاذ يعتبر الاتفاقية وما تحمله من الزام لوقف اطلاق النار , تسري حصرياً علي حركة العدل والمساواة , وعناصرها ( خصوصاً المحبوسين في سجن كوبر ) , ومنطقة نفوذها المحلية ! وليس علي دارفور الكبري , واهل دارفور الكبري ! وخصوصاً لا تسري علي القبائل الافريقية الاخري في دارفور , بخلاف فرع من قبيلة الزغاوة .... فرع قبيلة الدكتور خليل ابراهيم . اذا كان دكتور خليل ابراهيم يجاهد حقاً وفعلاً من اجل دارفور , وجميع اهل دارفور ، فكان الاحري به ان يحتج ويجمد توقيعه علي الاتفاقية ! بدلاً عن توقيعه عليها , ومعانقته الرئيس البشير , في نفس اليوم الذي تقصف فيه الطائرات الحربية الانقاذية اهله الدارفوريين من قبيلة الفور . ثانياً : هدد دكتور خليل ابراهيم بالانسحاب من اتفاقية الدوحة في حال توقيع نظام الانقاذ علي اتفاق سلام اطاري آخر مع حركة التحرير والعدالة ، حتي تحت اطار منبر الدوحة . تهديد دكتور خليل ابراهيم يعني , وبوضوح فيه كثير من الفضوح , ان دكتور خليل ابراهيم لا يقبل ان يشاركه آخرون في الوظائف والمواقع والمغانم وباقي الفتات , التي سوف يتفضل نظام الانقاذ بها عليه شخصياً ! وعلي عناصر حركته بعد التوقيع علي الاتفاق النهائي ! يريد الدكتور خليل ابراهيم ان يستأثر لنفسه ولعناصره بكل الكيكة ( المنصب والمغانم ) ! ولا يهمه انسان دارفور المعذب ولا محنة دارفور المتأججة . محنة دارفور لا تتحمل هكذا اتفاقية مبنية علي الانانية والمنفعة الشخصية وبالتالي اقصائية للاخر واحتكارية . محنة دارفور تستوجب اتفاقاً للسلام شاملاً : افقياً وراسياً ! السلام الافقي والرأسي : السلام الشامل علي المستوي الافقي يحتوي علي كل مكونات المجتمع الدارفوري : جميع الحركات الحاملة للسلاح ، جميع القوي والاحزاب السياسية الدارفورية ، جميع منظمات المجتمع المدني ، ممثلي اللاجئين والنازحين ، ممثلي الشباب والمرأة الدارفورية ، وممثلي القبائل العربية ! بدون هذا الشمول الافقي ، لا يمكن ان يكون اتفاق السلام الدارفوري مستداماً وشاملاً . كما يجب ان يكون اتفاق السلام شاملاً علي المستوي الرأسي لكل مطالب انسان دارفور : ترحيل القبائل الاجنبية الوافدة من النيجر ومالي ، نقل قوات الحدود الي خارج الاقليم ، نزع سلاح كل المليشيات الجنجويدية العربية ، التعويض الفردي والجماعي للمتضررين والمهجرين ، بناء قري نموذجية لتسهيل العودة الطوعية للاجئين وللنازحين ، تقديم المساعدات الاسعافية العاجلة لدرء خطر المجاعة الذي يلوح في سماء دارفور , واعادة تأهيل الفاقد التربوي لاطفال دارفور الذين لم يغشون المدارس طيلة السنوات السبع العجاف الماضية . بدون هذه الشمولية الافقية والرأسية سوف لن يكون سلام دارفور مستداماً . بل سوف يكون كسلام ابوجا الذي تمخض فولد مساعد حلة بدلاً من مساعد رئيس جمهورية ( مني اركوي مناوي ) ؟ ( مساعد حلة هو مساعد السواق في لواري دارفور, الذي يحضر حلة الملاح للسواق ؟) ؟ حلقة شيطانية النزاعات والمشاكسات الدرفورية - الدارفورية بدأت تتفاقم , وتدور في حلقة شيطانية تغذي نفسها من نفسها . وتحاكي كرة الثلج المتدحرجة , التي تكبر وتكبر , وهي تتدحرج , حتي تتفتت من كبر حجمها . وللأسف هذه الأختلافات الدارفورية – الدارفورية تجد , دائمأ , من شياطين الأنس , من يتبناها ويدعمها بالمال والسلاح والملاذ الامن , لأمر في نفس يعقوب ! وقد زال , وأن الي حين , شبح الشيطان التشادي , وتم تحييده ! ولكن يبقي علي المسرح المبوظاتي الأكبر , وكذلك الأصغر ( الأريتري ) , والفرعون الذي يجاهد لتكبير الحلقة الشيطانية , كيتن في الدوحة , ولتبويظ منبرها التفاوضى . ولاننسي الرئيس سلفاكير , الذي يسره سهر جداد الأنقاذ ولا نومه , ولأيجاد سبوبة اخري ( وان كان لا تعوزه الأسباب ؟ ) للأنفصال ؟ خلافات صبيانية اصطدم اتفاق الدوحة الاطاري بخلافات صبيانية حوله بين الفرقاء الدوليين والاقليميين . هكذا خلافات سوف لن تساعد في استدامته , بل في تقويضه وقتله في المهد . هاك بعض امثلة لهكذا خلافات تدعو للضحك ولكنه ضحك كالبكاء ! اختزلت ادارة اوباما اتفاقية الدوحة الاطارية في اتفاق بين فصيلين من فصائل الحركة الاسلامية ، لتقسيم المغانم بينهما , مع استمرار الابادة الجماعية في دارفور . سلاح ؟ سلاح ؟ سلاح ؟ أتهمت السفيرة سوزان رايس ( يوم الخميس 4 مارس 2010 ) نظام الأنقاذ بأنه ينتهك " بلا مبالاة " عقوبات الاممالمتحدة التي تهدف لتقييد تدفق الاسلحة للجنجويد والقبائل العربية المولاية لنظام الأنقاذ في اقليم دارفور , ولعناصر الانقاذ الملتزمين في باقي الولايات الشمالية ( بخلاف مليشيات الدفاع الشعبي التابعة لنظام الأنقاذ ) . وأكدت هذه الاتهامات تقارير الاممالمتحدة . كما أعترف مفوض نزع السلاح وأعادة الدمج بوجود اكثر من ثلاثة مليون قطعة سلاح في الولايات الشمالية . وزع نظام الانقاذ هذه الكميات المهولة من السلاح لمتنفذيه بعد صدور امر القبض ضد الرئيس البشير ( 4 مارس 2009 ) وفيما بعد , وذلك لمجابهة تداعيات : + امر قبض الرئيس البشير . + أحتمال فشل الرئيس البشير في الأنتخابات الرئاسية , والحاجة لأنقلاب عسكري لأستبقائه في السلطة , لمنع تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية . + أحتمال أنفصال الجنوب . + تدهور الأوضاع في أقليم دارفور . + لأحتواء أي تفلتات أمنية في الشمال بعد الانتخابات . وحسب ادعاء الجنرال غرايشون ، تصرف ادارة اوباما كل سنة حوالي ملياري دولار لاغاثة لاجئ دارفور ؟ وقد هدد الجنرال غرايشون بان هذه المبالغ سوف يتم تحويلها من دارفور للجنوب لضمان استدامة دولة جنوب السودان الجديدة , بمجرد ميلادها في يوم الاحد 9 يناير 2011م . وفي ذلك اليوم كل حشاش يملأ شبكته في دارفور ! وكل زول يغني علي ليلاه. اما الوسيط باسولي ( المدعوم من بان كي مون ) فهو يشكو لطوب دارفور , بان امبيكي يريد ان يخطف منه ملف الوساطة الدارفورية , ويجعله طرطوراً بل , صفراً علي الشمال ! ويتهم باسولي امبيكي بانه يحفر له في الحفر ! ويتهمه بانه يشيع بان اتفاقية الدوحة حفلة علاقات عامة , وفرقعة اعلامية , لا تسمن ولا تغني عن جوع ! ويتهم باسولي زميله امبيكي بانه بوق لنظام الانقاذ ! ذلك ان امبيكي يمثل الاتحاد الافريقي , الذي يعتبر نظام الانقاذ عضواً في الاتحاد يجب مؤازرته , والتضامن معه , والدفاع عنه ! بخلاف حركات دارفور الحاملة للسلاح التي ليست عضواً في الاتحاد الافريقي . رئيس الاتحاد الافريقي يتضامن مع نظام الخرطوم الذي سوف يصوت له عند اعادة انتخابه في يوليو القادم ! في حين لا تحمل حركات دارفور اي صوت انتخابي ( يضمن اعادة انتخاب السيد بينق ) , بخلاف حملها للسلاح . كلمة سوف ويذكرنا الوسيط باسولي بان الرئيس السابق لبروندي , واحد اعضاء لجنة امبيكي ، صرح في جوبا ( الاثنين اول مارس 2010م ) بان الانتخابات في ابريل 2010م سوف تكون نزيهة وشفافة وحرة . لاحظ كلمة ( سوف ) وضع تحتها الف خط وخط . لجنة امبيكي تختزل العملية الانتخابية بمراحلها المتعددة : ( احصاء سكاني ، توزيع الدوائر ، تسجيل الناخبين ، التصويت ، الفرز ) في عملية التصويت حصرياً ؟ ولهذا استعمال كلمة ( سوف ) بأعتبار ما سوف يكون ! في حين ان التزوير قد تم , وعلي عينك يا تاجر , في مرحلتي الاحصاء السكاني والتسجيل ... والمراقبون الدوليون غير موجودون ؟ ولن يكون هنالك اي داع للتزوير في مرحلة التصويت ( المراقبة دولياً واقليمياً ) . كما ذكرنا في مقالة سابقة فان واقع الحال في معظم الدول الصاحية لا يتطلب وجود فترة تسجيل سابقة لعملية التصويت ! فكل مواطن في تلكم البلاد الصاحية , مسجل في بنك المعلومات المركزي في بلده , ولا يحتاج لاعادة تسجيل كما الحال في بلاد الخرتيت ؟ لجنة امبيكي اما لجنة امبيكي ، فقد نشرت تقريرها ( يوم الخميس 22 اكتوبر 2010م ) . ووافق مجلس السلم والامن الافريقي التابع للاتحاد الافريقي ( ابوجا ، الخميس 29 اكتوبر 2009 ) علي جميع توصياتها ! كما وافق مجلس الامن الدولي , وحكومة الخرطوم علي هكذا توصيات , وبدون ادني تحفظ مكتوب . ورغم البصم بالعشرة علي جميع توصيات تقرير لجنة امبيكي من نظام الانقاذ والاتحاد الافريقي ومجلس الامن الدولي , ورغم مرور حوالي 15 اسبوعاً علي اعتماد هكذا توصيات بواسطة الاتحاد الافريقي ، نجد حمار امبيكي لا يزال في العقبة ! حرن حمار امبيكي ولم يتحرك شبراً واحداً للامام ؟ ويذكرنا امبيكي صباح مساء بان انتخابات الاحد 11 ابريل 2010م , لا يمكن ان تتم بدون الحل المسبق والكامل والشامل لمحنة دارفور ! وها انتم هؤلاء يا ناس امبيكي علي بعد مرمي اقل من شهر علي بدء هكذا انتخابات ، ومحنة دارفور تتفاقم وتزداد سؤاً علي سؤها . كلام ناس امبيكي كلام ساكت . كلام الليل يمحوه النهار . لا ينطلي الا علي السيد الامام الذي لا يعرف الهظار , ويأخذ كل الامور محمل الجد وغيره يلعبون ؟ وحتي لا نبخس الناس اشياءها فنقول ان اهم توصيات لجنة امبيكي هي من بنات افكار السيد الامام ! ونذكر علي سبيل المثال لا الحصر : المحاكم الهجين , والقمة السياسية السودانية , والتأمين علي جعل سلام دارفور شاملاً افقياً وراسياً ! الامر الذي لم يئاس السيد الامام من تكراره ... التكرار الذي علمنا جميعاً , رغم اننا شطار .