أعزائي أبناء وبنات وطني رجائي ثم رجائي قراءة تلك الوثيقة والتفكر فيها فقط لمدة خمس دقائق ما قبل النوم ولمدة عشرة أيام متتالية ليس هناك أي إمكانية لإيجاد أي حلول لمشكلات سوداننا من خلال سلطة مركزية تقليدية .. ما تمارسه الجبهة الثورية من مفاوضات مع الحكومة الإنتقالية، بمجلسيها السيادي والوزراي، ما هو إلا إعادة تكريس السلطة في يد المركز وأعطائه ما نزعته منه الثورة الشعبية التي ما قامت إلا لإرجاع السلطة للشعب .. وكذلك حراك التذمر الي نشاهده في الشرق .. كان الأجدر بقيادات الحراك المسلح في الجبهة الثورية وقيادات الدعم السريع، التي نشأت في دارفور، وكذلك قيادات الشرق، العودة للشعوب التي وظفوا أنفسهم للدفاع عنها والتفاوض معها، قبل أي تفاوض مع السلطة المركزية، وحتى يتم نقل الثورة لمرحلتها الثانية والأهم وهي أن يشرع كل إقليم في عقد مؤتمراته الجامعة لكل القوى السياسية والقيادات والزعامات المجتمعية والنقابات المهنية والعمالية والشباب والطلاب من أجل: 1- خلق إبجديات وآليات الصلح المتجمعي وإزالة الخلافات أي كان نوعها 2- الشروع في محاربة الفساد والتخلص من آثار الإنقاذ وذلك بتفويض الجهات العدلية المحلية لسن القوانين وتشكيل النيابات والمحاكم الفورية للعدالة الناجزة 3- التوافق حول تحديد هوية إقليمهم ونوعية الدستور المحلي الذي يناسبهم 4- وضع التصورات لنظام الحكم المحلي في أقليمهم وعددية المحافظات والمحليات 5- تحديد نوعية العلاقة بالسلطة المركزية وهل هي فدرالية أم كونفدرالية ومن ثم الرابط ما بينها وبين بقية الأقاليم داخل سودان موحد 6- وضع المقترحات لبنود الدستوري الإتحادي القومي الحكم الفدرالي أو الكونفدرالي هو الحل الأمثل لخلق الوطن السوداني الموحد والقوي .. الفدرالية أو الكنفدرالية، في معناهما المبسط جداً، لا يعنيان أي شيء سوى تبادل المصالح الإستراتيجية وقد يعتقد الكثير من الناس أنهما يعنيان التقسيم والطريق إلي الإنفصال، ولكن ذلك التقييم يطلق من منظور عاطفي وغير عقلاني وغير علمي، والعكس هو الصحيح لأن الفدرالية أو الكونفيدرالية تعني: 1- قطع الطريق على أي إنقلابات عسكرية لإنتزاع السلطة والتحكم في وطن بأكمله من المركز بموجب أحلام مشروع آيديولوجيّ شمولي أحادي سلطوي ديكتاتوري كتجربة الإنقاذ ومنهجيتها العسكرية الدينية الإقصائية والتي هي خير دليل على ضرورة الفدرالية أو حتى الكونفدرالية لما أحدثته من دمار وإقعاد لكل الوطن بموجب أحلام وتخيلات لا تمت للواقع السوداني بأي صلة ولم يكن في مقدورها إحداث أي توافق قومي حول أي شيء سوى اللجؤ للحروب وتأصيل التمزق بآليات العنصرية ومصادرة حقوق الشعوب المتباينة في نوعياتها ومن ثم تحفيز على الإنفصال 2- تفكيك قوة السلطة المتراكمة في المركز وإعادة توزيعها لمكانها الطبيعي وإنتمائها الحقيقي حيث تكون في يد شعوب الرقعة الجغرافية صاحبة الحق 3- - ضرورة تجريب ممارسة السلطة في كل كونفدرالية أو فدرالية بموجب رؤية خصوصية لما يناسب أهل الإقليم من خلال دستور ذاتي ينبع من مكوناتهم الثقافية والعقائدية والتركيبة المجتمعية التي حتماً تختلف بمختلف مجتمعات السودان وأن يكون الدستور القومي الجامع لتلك الفدراليات والكونفدراليات هو ميثاق تنسيقي فيما بينها ويحفظ المصالح المشتركة فيما بينها كالعلاقات الخارجية والدفاع على سبيل المثال 4- تفسح المجال الأوسع لإعادة النظر في نوعيات الثروات المتاحة في كل إقليم من منطلق السيادة الحقيقة عليها وإستغلالها وذلك كفيل بخلق الروح التنافسية ما بين الأقاليم الفدرالية في الوطن الواحد وتحفيز الشعوب للنهوض بدل أن تكون عالة على المجتمع الدولي وإنتظار المعونات في بلد غني كالسودان 5- إنتاج النماذج الأفضل من مفاهيم للحريات وخصوصية الفرد بحسب بيئته ومكوناته الثقافية والوجدانية والعقائدية ونوعية التعليم المطلوب ومن ثم المقدرة على تمحيص وتطوير كل أوجه الحياة بموجب المعطيات المتاحة 6- كفالة الحرية الكاملة ليختار الفرد السوداني المكان الذي يناسبه في كل بقاع السودان بما يتوافق مع قناعاته والنمط الحياتي الذي يناسبه دون إبقائة سجين لتسلط لا فكاك منه (نشر في 2012/2/26 وعُدل اليوم) عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.