الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل
قرارات اجتماع اللجنة التنسيقية برئاسة أسامة عطا المنان
تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية
عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟
شول لام دينق يكتب: كيف تستخدم السعودية شبكة حلفائها لإعادة رسم موازين القوة من الخليج إلى شمال أفريقيا؟
مناوي : حين يستباح الوطن يصبح الصمت خيانة ويغدو الوقوف دفاعآ عن النفس موقف شرف
الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية
ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية
ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع
الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية
نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق
السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م
كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك
محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا
شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!
شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)
وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي
سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟
"سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه
شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)
شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة
والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة
فيديو يثير الجدل في السودان
إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2
ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية
شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين
الكابلي ووردي.. نفس الزول!!
حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة
احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة
في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر
استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه
كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟
4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء
اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر
ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو
رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما
قبور مرعبة وخطيرة!
شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)
حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب
عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!
انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض
ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو
البرهان يصل الرياض
ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية
قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون
مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)
حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين
مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين
محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي
الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا
مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة
الشتاء واكتئاب حواء الموسمي
عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..
"كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!
ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟
حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)
حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
(04) تَخْرِيْمَاتٌ وَتَبْرِيْمَاتٌ فِي الحَالَةِ السِّيَاسِيَّةِ السُّودَانِيَّةِ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
سلام
نشر في
سودانيل
يوم 28 - 10 - 2019
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيْمِ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
البِدَايَةُ:
النَّظَرُ وَ التَّأَمُّلُ وَ التَّفْكِيْرُ فِي الحَالَةِ السِّيَاسِيَّةِ السُّودَانِيَّةِ فِي المَاضِي القَرِيْبِ وَ الحَاضِرِ يُورِثُ الهَمَّ وَ الغَمَّ وَ الإِحْبَاطَ وَ يُثَبِّطُ الهِمَمَ وَ العَزَائِمَ وَ يُثِيْرُ الكَثِيْرَ مِنَ التَّسَاؤِلَاتِ:
عَنْ مَاهِيَّةِ العَوَامِلِ وَ الظُّرُوفِ وَ المُسَبِبَاتِ الَتِّي أَدَّتْ إِلَىَٰ هَذَا المَآلِّ الكَئِيْبِ فِي الحَالَةِ السِّيَاسِيَّةِ السُّودَانِيَّةِ الرَّاهِنَةِ؟
وَ لِمَاذَا لَمْ يَنْجَحْ "الزُّولْ السُّودَانِي" بِصِفَاتِهِ الحَمِيْدَةِ (المُدَّعَاةِ) وَ مِيْزَاتِهِ الخَارِقَةِ (المَنْسُوبَةِ إِلِيْهِ) فِي خَلْقِ وَطَنٍ: نَبِيْلٍ ، رَاقٍ ، نَامٍ ، مُتَقَدِمٍ ، مُتَصَالِحِ المُكَوِنَاتِ وَ مُتَعَافٍ؟
وَ لِمَاذَا لَمْ يُثْمِرْ التَّنَوعُ وَ الغِنَىَٰ السُّكَانِيُّ وَ الجُغْرَافِيُّ وَ الثّقَافِيُّ فِي بِلادِ السُّوْدَانِ ذَاتِ المَوَارِدِ الهَائِلَةِ فِي خَلْقِ أُمَّةٍ: مُتَصَالِحَةٍ مَعَ نَفْسِهَا ، ثَرِيَّةٍ مُتَمَاسِكَةٍ ، خَلَّاقَةٍ وَ مُزْدَهِرَدَةٍ؟
وَ لِمَاذَا لَمْ يُؤَدِي الإِنْعِتَاقُ المُبَكِّرُ مِنَ الإِسْتِعْمَارِ البِرِيْطَانِيِّ مُقَارَنَةً بِدُولٍ فِي القَارَةِ الإِفْرِيْقِيَّةِ وَ العَالَمِ إِلَىَٰ: أَمْنٍ وَ إِسْتِقْرَارٍ وَ مَشَارِيْعَ عِمْلَاقَةٍ وَ تَنْمِيَّةٍ وَ رَفَاهِيَّةٍ يَعِيْشُهَا الشَّعَبُ السُّودَانِيُّ فِي حَاضِرِهِ وَ كَذَٰلِكَ فِي مُسْتَقْبَلِ أَيَّامِهِ؟
وَ لِمَاذَا يَهْرَعُ المُتَعَلِّمُ السُّودَانِيُّ عِنْدَ الإِخْتِلَافِ وَ الخُضُوبِ أَوَّلُ مَا يَهْرَعُ إِلَىَٰ: القَبَِلِيَّةِ وَ الطَّآئِفِيَّةِ وَ الجِهَوِيَّةِ وَ العَسْكَرِيَّةِ وَ أَحْيَاناً الدَّوَائِرِ الأَجْنَبِيَّةِ وَ الإِحْتِرَابِ عِوَضاً عَنْ: النَّزَاهَةِ وَ الشَّفَافِيَّةِ وَ الحِوَارِ وَ التَّصَالُحِ وَ التَّسَامُحِ وَ السَّلَامِ؟
تَجِدُ المُتَعَلِّمُ السُّودَانِيُّ يَسْتَقْوَىَٰ: بِالآخَرِ وَ القَبَِلِيَّةِ وَ الطَّآئِفِيَّةِ وَ الجِهَوِيَّةِ وَ العَسْكَرِ سِيَاسِيّاً وَ أَمْنِيّاً وَ إِجْتِمَاعِيّاً وَ إِقْتِصَادِيّاً وَ هَذَا الفِعْلُ يُؤَدِي إِلَىَٰ تَعْطِيْلِ الفَعَالِيَّةِ وَ إِلَىَٰ إِهْدَارِ المَوَارِدِ وَ يُعِيْقُ النُّهُوضَ بِالأُمَّةِ وَ يَحْجُبُ تَحْقِيْقَ رَفَاهِيَةِ الشَّعْبِ وَ تَرْسِيْخَ أَرْكَانِ حُكْمٍ أَسَاسُهُ العَدْلُ وَ المُسَاوَاةُ وَ يَزِيْدُ مِنْ: الإِرْتِهَانِ وَ العَصَبِيَّةِ وَ العُنْصُرِيِّةِ وَ الفَسَادِ وَ الفِتَنِ وَ الإِخْتِلَافِ وَ الإِقْتِتَالِ وَ الجَهْلِ وَ التَّطَرُفِ وَ الفَسَادِ وَ المَحْسُوبِيَّةِ عِوَضاً عَنِ: الإِسْتِقْلَالِ وَ الحِيَادِ وَ التَّعْلِيْمِ وَ المَعْرِفَةِ وَ التَّنْوِيْرِ وَ الصَّحَةِ وَ الرُّقِيِّ وَ التَّقَدُمِ وَ المَدَنِيَّةِ وَ الأَمْنِ وَ السَّلاَمِ وَ التَّسَامُحِ.
وَ الظَّاهِرُ أَنَّ العَوَامِلَ وَ المُسَبِبَاتِ كَثْيَرَةٌ وَ مُتَدَاخِلَةٌ لَكِنَّ يَبْدُوا أَنَّ بِدَايَةَ السُّودَانِ عِنْدَ الإِسْتِقْلَالِ كَانَتْ غَيْرَ مُوفَقَةٍ فَقَدْ وَضَعَتْ هَذِهِ البِدَايَةُ اللَّبِنَةَ لِمَا سَوفَ يَأَتِي لَاحِقاً مِنْ عَبَثٍ سِيَاسِيٍّ فَجَلَاءُ الإِسْتِعْمَارِ البِرِيْطَانِيِّ وَ "شُرَكَاءِهِ" مِنْ المَصْرِيِيْنَ عَنْ السُّودَانِ رُبَمَا تَمَّ عَلَىَٰ عُجَالَةٍ وَ كَانَ قَدْ صَاحَبَتْهُ مُنَاوَرَاتٌ (مُكَايَدَاتٌ) سِيَاسِيَّةٌ إِتَّسَمَتْ بِالسَّطْحِيَّةِ وَ أَقَلَّ مَا تُوصَفُ بِهِ هَوَ إِنَّهَا كَانَتْ "مُرَاهَقَةً" بَلْ بِالأَحْرَىَٰ "طُفُولَةً" سِيَاسِيَّةٌ فَضَحَتْ عَدَمَ النُّضُوجِ السِّيَاسِيِّ لِمُكَوِنَاتِ المَسْرَحِ السِّيَاسِيِّ حِيْنَئِذٍ ، وَ مَا عَلَىَٰ البَاحِثِ فِي تَارِيْخِ السُّودَانِ الحَدِيْثِ إِلَّا مُرَاجَعَةَ أَحْدَاثِ الإِسْتِقْلَالِ بَعَيْنٍ فَاحِصَةٍ وَ تَحْلِيْلَ الكَيْفِيَّةِ الَتِّي يَتِمُّ بِهَا إِتِّخَاذَ القَرَارَاتِ وَ تَغَيُّرَ الوَلَاءَاتِ الحِزْبِيَّةِ بِالإِشَارَاتِ المُنْبَعِثَةِ مِنْ الدَّوَائِرِ الدِّيْنِيَّةِ الطَّآئِفِيَّةِ رَاعِيَّةِ الأَحْزَابِ السُّودَانِيِّةِ التَّقْلِيْدِيَّةِ فَقَدْ إِفْتَقَرَتْ الكَثِيْرُ مِنْ تِلْكَ القَرَارَاتِ وَ التَّقَلُبَاتِ المُبَرِرَاتِ إِلَىَٰ المَنْطِقِ المُرْتَكِزِ عَلَىَٰ أُسُسٍ وَ أَهْدَافٍ ، وَ كَيْفَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ مَا يُمَيِّزُ هَذَا الحِزْبَ عَنْ ذَاكَ وَ ذَٰلِكَ لِأَنَّ الأَحْزَابَ خُصُوصاً الأَحْزَابَ الطَّائِفِيَّةَ ذَاتَ السَّنَدِ الجَمَاهِيْرِيِّ العَرِيْضِ كَانَتْ لَا تَمْلُكُ البَرَامِجَ وَ الخُطَطَ وَ التَّوجُهَاتِ وَ تَفْتَقِرُ إِلَىَٰ المَنْهَجِيَّةِ وَ كَيْفَ أَنَّ مُعْظَمَ الأَحْزَابِ كَانَتْ مُجَرَدَ مَنَابِرَ إِجْتِمَاعِيَّةٍ وَ نَوَادٍ لِنُدَمَاءٍ إِسْتُغِلَّتْ لِإِظْهَارِ فَنِّ الخَطَابَةِ وَ الفَهْلَوَةِ السِّيَاسِيَّةِ.
كَانَتْ الإِشَارَةُ الآتِيَةُ مِنْ "جِنِيْنَةِ" "السَّيِّدِ" المُرْشِدِ وَ الزَّعِيْمِ وَ الإِمَامِ تَتَنَزَّلُ أَوَامِراً عَلَىَٰ (الحِيْرَانِ السِّيَاسِيِيْنَ) المُهَرْوِلِيْنَ مِنَ: الخِرِّيْجِيِيْنَ وَ غَيْرِ الخِرِّيْجِيِيْنَ و أَنْصَافِ المُتَعَلِمِيْنَ وَ الجَهَلَةِ ، وَ جِنِيْنَةٌ هِيَ تَصْغِيْرٌ لِكَلِمَةِ جَنَّةٍ وَ هِيَ الحَائِطُ أَو البُسْتَانُ أَو المَزْرَعَةُ ، وَ الجِنِيْنَةُ وَ الإِشَارَةُ القَادِمةُ مِنْهَا مَعْرُوفَتَانِ فِي أَدَبِ السِّيَاسَةِ السُّودَانِيَّةِ بَعْدَ الإِسْتِقْلَالِ وَ فِي حِقَبِ الدِّيْمُقْرَاطِيَاتِ: الأُوْلَىَٰ وَ الثَّانِيَةِ وَ الثَّالِثَةِ فَقَدْ كَانَتْ إِشَارَاتُ الزَّعِيْمِ تَتَحَوَّرُ إِلَىَٰ: هَرْوَلَاتٍ سَيَاسِيَّةٍ وَ قَرَارَاتٍ وَ تَحَالُفَاتٍ كَثِيْراً مَا تَهِزُّ المَوقِفَ السِّيَاسِيَّ ، وَ كَانَ إِنْتِقَالُ السَّاسَةِ بَيْنَ المُعَسْكَرَاتِ السِّيَاسِيَّةِ وَ التَّكَتُلَاتِ البَرْلَمَانِيَّةِ المُخْتَلِفَةِ كَثِيْراً مَا يَحْدُثُ وَ لَيْسَ لَهُ مَا يُبَرِرُهُ سِوىَٰ المَكَاسِبِ الشَّخْصِيَّةِ وَ المُكَايَدَاتِ فَهَاهُمُ السٌّاسَةُ الإِتِّحَادِيْوَنَ يَنْتَقِلُونَ مِنْ مُعَسْكَرِ (وُحْدَةِ وَادِي النِيْلِ) الَّذِي يُنَادَى بِالإِتِّحَادِ مَعَ مِصْرَ وَ رَاعِيْهُ السَّيِّدُ (الشَّرِيْفُ) عَلِي المِيْرْغَنِي إِلَىَٰ مُسَانَدَةِ المُعَسْكَرِ الآخَرِ الَّذِي يَتَزَعَّمَهُ الإِمَامُ عَبْدُالرَّحْمَٰنْ مُحَمَّدْ أَحْمَدْ المَهْدِي زَعِيْمُ طآئِفَةِ الأَنْصَارِ الدِّيْنِيَّةِ وَ رَاعِيُّ حِزْبِ الأُمَّةِ السِّيَاسِيِّ ، الَّذِي يُنَادَي (بِالسُّودَانْ لِلسُّودَانِيِيْنْ) وَ (الإِسْتِقْلَالْ التَّامْ أَو المَوْتُ الزُّؤَامْ).
وَ يَبْدُوا أَنَّ المَكَاسِبَ الطَّآئِفِيَّةَ وَ الحِزْبِيَّةَ وَ رُبَمَا المَنَافِعَ الشَّخْصِيَّةَ كَانَتْ هِيَ الدَّوَافِعَ الرَّئِيْسِيَّةَ فِي (اللَّعْبَةِ السِّيَاسِيَّةِ) الَتِّي صَاحَبَتْ الإِسْتِقْلَالَ ، وَ يَبْدُوا أَنَّ الهَدَفَ الأَسَاسِيَّ مِنْ المُنَاوَرَاتِ هُوَ إِحْرَازُ السَّبْقِ وَ نَيْلُ المَكَاسِبِ ، هَذِهِ اللُّعْبَةُ السِّيَاسِيَّةُ جَسَّدَتْهَا الصُّورَةُ التَّارِيْخِيَّةُ لِمَرَاسِيْمِ تَسَلُّمِ رَايَةِ الإِسْتِقْلَالِ مِنْ المُسْتَعْمِرِ وَ مُمَثِلِيِّ التَّاجِ البِرِيْطَانِيِّ وَ "شَرِيْكِهِ" المِصْرِيِّ فَحِيْنَهَا تَقَدَمَ زَعِيْمُ الأَغَلَبِيَّةِ مِنَ الحِزْبِ "الإِتِّحَادِيِّ" المُنَادِي بِوُحْدَةِ وَادِي النِيْلِ وَ الإِتِّحَادِ مَعَ مِصْرَ السِّيِّدُ إِسْمَاعِيْلْ الأَزْهَرِي لِيَتَوَلَىَٰ رَفَعَ عَلَمِ الإِسْتِقْلَالِ عَنْ مِصْرَ وَ بِرِيْطَانِيَا عَلَىَٰ السَّارِيَةِ فِي سَاحَةِ القَصْرِ الجَمْهُورِيِّ بِيْنَمَا وَقَفَ زَعِيْمُ المُعَارَضَةِ السَّيّْدْ مُحَمَّدْ أَحْمَدْ المَحْجُوبْ وَ هُوَ مِنْ حِزْبِ الأُمَّةِ الَّذِي نَادَىَٰ (بِالسُّودَانْ لِلسُّودَانِيِيْنْ) وَ بِالإِسْتِقْلَالِ التَّامِّ "المَا فِيْهُو شَقَةْ وَ لَا طَقَةْ" وَ هُوَ الحِزْبُ الَّذِي لِعَبَ دُوراً بَارِزاً فِي مَنْعِ إِبْتِلَاعِ مِصْرَ (لِلقُطْرِ السُّوْدَانِيِّ) ، وَقَفَ السَّيّْدْ مُحَمَّدْ أَحْمَدْ المَحْجُوبْ رَصِيْفاً مُتَفَرُجاً يُعَايِنُ عَلَمَ السُّودَانِ (الإِسْتِقْلَالِ) يَرْتَفِعُ إِلَىَٰ أَعْلَىَٰ السَّارِيَةِ عَلَىَٰ يَدِ "الزَّعِيْمِ الإِتِّحَادِيِّ" الَّذِي خُلِّدَ بَعْدَ ذَٰلِكَ وَ صَارَ (أَزْهَرِي الرَفَعْ العَلَمْ) ، جَاءَ ذَٰلِكَ التَّحَوِلُ عِنْدَمَا عَلِمَ الإِتِّحَادِيْونَ أَنَّ رَغْبَةَ غَالِبِيَةِ الشَّعَبِ السُّودَانِيِّ مَعَ الإِسْتِقْلَالِ عَنْ مِصْرَ وَ بِرِيْطَانْيَا فَجَارَوْا المَوجَةَ وَ "قَلَبُوا المَكَنَةْ جَازْ" فَتَخَلَوْا عَنْ المُطَالَبَةِ بِوُحْدَةِ وَادِي النِيْلِ وَ صَارُوا إِسْتِقْلَالِيْونَ (إِنْفِصَالِيْونَ) فِي "رَمْشَةِ عَيْنٍ" أَو بِالعَرَبِي الفَصِيْحِ بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَ ضُحَاها وَ أَعْلَنُوا الإِسْتِقْلَالَ مِنْ دَاخِلِ البَرْلَمَانِ عِوضاً عَنْ الإِسْتِفْتَاءِ المُتَّفَقِ عَلَيْهِ وَ المُزْمَعِ الإِقْتِرَاعَ عَلَيْهِ حَتَّىَٰ يُحْسَمُ الخِلَافُ حَولَ مَسْأَلَةِ الوحْدَةِ مَعَ مِصْرَ أَو الإِسْتِقْلَالِ (الإِنْفِصَالِ).
وَ كَانَ الإِسْتِقَلَالُ ، وَ اسْتَمرَتْ المَكَايَدَاتُ وَ المُنَاورَاتُ السِّيَاسِيَّةُ ، وَ كَانَ الإِنْجَازُ فِي مَجَالَاتِ التَّنْمِيَةِ ضَئِيْلاً بَعْدَ نَيْلِ الإِسْتِقْلَالِ فَقَدَ غَابَتْ البَرَامِجُ وَ المَشَارِيْعُ المَدْرُوسَةُ الَتِّي تَهْتَمُ بِالتَّعْلِيْمِ وَ الصَّحَةِ وَ الأَمْنِ وَ التَّنْمُيَةِ الإِقْتِصَادِيَّةِ وَ الإِجْتِمَاعِيَّةِ وَ التَّطْوِرِ وَ الرُّقِيِّ وَ أُمُورِ (رَفَاهِيَّةِ عُمُومِ الشَّعْبِ) وَ الَتِّي إِسْتُعْوِضَ عَنْهَا بِالصَّرِفِ عَلَىَٰ الإِمْتِيَازَاتِ الوَظِيْفِيَّةِ الَتِّي تَضْمَنُ (رَفَاهِيَّةَ) مَوَظَفِي الدَّولَةِ مِنْ "الخِرِيْجِيِيْنَ" مِنْ "جِيْلِ السَّودَنَةِ" ، إِمْتِيَازَاتٌ جَعَلَتْ "الخِرِيْجِيِيْنَ" يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ قَدْ إِكْتَسَبُوهَا مِنْ الأَسْيَادِ البِرِيْطَانِيِيْنَ إِسْتِحْقَاقاً بِالكَفَاءَةِ وَ التَّأَهِيْلِ مَعَ العِلْمِ أَنَّ ذَٰلِكَ التَّأَهِيْلَ كَانَ عَلَىَٰ عُجَالَةٍ بِالنَّظَرِ إِلَىَٰ المَنَاهِجِ وَ السُّلَمِ التَّعْلِيْمِيِّ فِي ذَٰلِكَ الزَّمَانِ وَ مُقَارَنَةً بِالمَنَاهِجِ فِي بِرِيْطَانِيَا وَ مِصْرَ.
ثُمَّ إِسْتَمَرَ ذَٰلِكَ الجِيْلُ وَ مَا تَلَتْهُ مِنْ أَجْيَالٍ تَخُصُّ نَفَسَهَا بِذَاتِ مُخَصَصَاتِ المُسْتَعْمِرِ الوَظِيْفِيَّةِ حَتَّىَٰ غَدَتْ كَأَنَّهَا حَقٌّ مُكْتَسَبٌ وَ جُزْءٌ أَسَاسِيٌّ مِنْ الوَظِيْفَةِ تَتَمَثَّلُ فِي الرَّاتِبِ المُجْزِي وَ مُلْحَقَاتِهِ مِنْ المُخَصَصَاتِ المَادِيَّةِ وَ العَيْنِيَّةِ: كَالحَوَافِزِ وَ العَلَاوَاتِ وَ السَّكَنِ وَ التَّرْحِيْلِ وَ بَدَلَاتِ المَأَكَلٍ وَ المَلْبَسِ وَ بَقِيَّةِ سُبُلِ الرَّفَاهِيَةِ "لِلخِرِيْجِ" وَ لِكُلِّ أَفْرَادِ الأُسْرَةِ القَرِيْبَةِ وَ المُمْتَدَةِ وَ قِيْلَ أَنَّهُ كَانَتْ التَّسْهِيْلَاتُ تَمْتَدُ أَحْيَاناً لِتَشْمَلَ المَعَارِفَ وَ الأَصْحَابِ ، يَفْعَلُ "الخِرِيْجُونَ" ذَٰلِكَ وَ البَنْدُ الأَوَّلُ فِي مِيْزَانِيَّةِ الدَّولَةِ كَانَ وَ مَا زَالَ يَسْتَهِلْكُ جَلَّ النَّاتِجِ القَومِيِّ رَغَمَ رِقَّةُ حَالِ البَلَدِ الظَّاهِرَةُ لِلعَيانِ وَ حُوجَتُهَا المَآسَّةُ إِلَىَٰ الإِسْتِثْمَارِ فِي بَرَامِجَ وَ مَشَارِيْعَ التَّنْمِيَّةِ المَدْرُوسَةِ وَ فِي رَفَاهِيَّةِ وَ أَمْنِ الشَّعْبِ المَغْلُوبِ عَلَىَٰ أَمْرِهِ.
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
فَيْصَلْ بَسَمَةْ
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
///////////////
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
تَخْرِيْمَاتٌ وتَبْرِيْمَاتٌ فِي الدِّيْمُقْرَاطِيَّةِ وَالسُّودَانِ وَالمِيْزَانِ .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
التَّهْمِيْشُ كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيْدَ بِهَا بَاطْلٌ .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
(03) تَخْرِيْمَاتٌ وَ تَبْرِيْمَاتٌ فِي قِصَةِ السِّيَاسَةِ السُّودَانِيِّةِ: الدَّعَارَةُ السِّيَاسِيَّةِ فِي السُّودَانِ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
تَخْرِيْمَاتٌ وَ تَبْرِيْمَاتٌ فِي الهَويَّةِ وَ الوَطَنِيَّةِ السُّودَانِيِّةِ .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
جِيْشْ الهَنَا .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
أبلغ عن إشهار غير لائق