تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة الى دكتور عمر القراي .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 05 - 12 - 2019

هذه الرسالة ليس المقصود بها الدكتور عمر القراي بقدر ما هى للشعب السوداني . فأنا سعيدباختيار دكتور القراي لمنصبه التعليمي وأن العطاء قد سبق الانتماء . ومقدرات وشهادات الانسان وخبرته هى التي تقرر حق توليه المنصب . انا لا انصح ولن اتجرأ على التطاول على العلماء امثال القراي . انا اتكلم عن تجارب ومعلومات قد تكون مفيدة للجميع ، وهى مطروحة للنقاش .
في كتاب رواد الفكر السوداني للاستاذ محجوب عمر باشري نجد ان ابراهيم بدري الذي كان له اهتمام ادبي وثقافي وصالون للنقاش قد تطرق لمشروع المدرسة ذات المدرس الواحد . وكان ابراهيم بدري كما موجود في .... سودان نوتز آند ركورد بالانجليزية دراسة عن تاريخ الدينكا اقسامهم ، تنقلاتهم ،هجراتهم وميثالوجيتهم الديانة الخ . كما قام بتعلم لغة الدينكا لدرجة انه وضع لها القواعد والحروف وكان يقوم يتدريسها في كلية غردون .
فكرة المدرسة ذات المدرس الواحد معمول بها في اوربا . ولقد طبقها ابراهيم بدري في سنكات وجبيت عندما كان مفتشا في شرق السودان في الاربعينات وكانت حلايب جزء من منطقة مسؤوليته . الغرض كان تسهيل انشاء المدارس خاصة في المناطق الريفية وبسرعة . ولقد دعى ابراهيم بدري للتعليم المهني الذي لم يكن يجد اهتماما من الناس . الجميع كانوا يريدون ان يكون ابنهم موظفا في الحكومة جالسا في مكتب بغض النظر عن قلة العائد المالي او تدني الوظيفة المهم لقب الافندي .
هنا يجب تغيير فهم الناس في السودان . فالمدارس الصناعية تستقبل الفاشلين في دراستهم او من تحصل على اقل الدرجات , العكس هو الصحيح . احد الابناء السودانيين ومن حضر كمهاجر اخيرا ، اخبرني بأن زميله العربي قد طلب من رئيسهم ان يسمح له بترك العمل مبكرا
لانه سيذهب لمشاهدة شقة يريد ان يستأجرها وعلى الشقة منافسة شرسة ، وعليه ان يذهب الى المنزل لكي يغير ملابس العامل التي يرتديها ويقشر ببدلة وكرفتة . رفض الرئيس ان يعطيه اذنا لان ذهابه بملابس العمل لمتسخة سيكسبه الاحترام وسيتيح له فرصة اكبر للحصول على الشقة . وصدقت نبوءة الرئيس وتحصل الشاب على الشقة . في السويد ،، الاوفرول،، وملابس العمل تكسب الانسان احتراما . والحقيقة ان بعض ملابس العمال جميلة ومتينة ويتبخطر العمال في البنوك ومرافق الدولة بملابس العمل لان المجتمع يحترم العمل والعمال .
في سنة 1949 صار ابراهيم بدري مفتشا في سنجة عبد الله وكان العم حسن نجيلة الذي يصغر ابراهيم بدري باكثر من عقد ناظرا لمدرسة سنجا عبد الله . وفي هذه الفترة املى ابراهيم بدري المعلومات التي صارت كتاب ملامح من المجتمع السوداني وفترة بداية العشرينات . ووقت تلك الاحداث كان عمر العم حسن نجيلة حوالي العشرة اعوام .
فكرة المدرسة ذات المدرس الواحد طبقت وسط الرحل ولقد كان الاستاذ حسن نجيلة من روادها وفي كتابه ذكرياتي في البادية تكلم عن تواجده وترحاله مع الكبابيش كمدرس ، وهذا في زمن الادارى البريطانية ، وكتب انه تعلم الكثير من تلاميذه الصغار الذين حضروا للترحيب به على ظهور الخيل .
السيدة افا فيبرق تعرفت بها وهي في سنتها الاولى في جامعة لوند وصارت مدرسة ارتبطت بي لاكثر من عشرين سنة . في هذه السنين صرت ملتصقا بالمدرسات والمدرسين والمدارس السويدية . وكانت المدرسة او المدرس يدرس كل المواد فيما عدي الموسيقي والاعمال اليدوية كالخياطة النجارة البرادة الخ فهذه تحتاج لمدرس متخصص . وهذا في الفترتين الأولى والثانية وكل فترة عبارة عن ثلاثة سنوات . وهذا يتيح فرصة كافية للمدرس لكي يتعرف على مستوي تلميذه في كل المواد . واذا كان هنالك ضعف في مادة معينة يكون هنالك مدرسين متخصصين في تلك المادة يستعين بهم المدرس لتطوير التلميذ في تلك المادة . في المرحلة الثالثة يكون هنالك مدرسين متخصصين ففي عمر الرابعة عشر الى السادسة عشر يحتاج الطالب لمدرس متخصص في الرياضة مثلا وهذا قد يشمل الهوكي التنس الجماظ كرة القدم الباسكت الخ وهذا يحتاج لمدرس متخصص. وبما ان الطالب يترك فترة الدراسة الاجبارية وهو في السادسة عشر فمن الواجب ان يتقن لغتين بجانب السويدية . وهنا تتوفر المدرسة او المدرس المتمكن من اللغات الاجنبية
لاحظت في الفترة الاخيرة ان بعض الطلاب من الخليج والسودان ينهون الدراسة الثانوية وهم في السادسة عشر او السابعة عشر ، وهذا خطا كبير والغرض منه التباهي والفخر السخيف بواسطة الوالدين بنبوغ طفلهم وتفوقه على اطفال الآخرين بدون ان يهتموا بأنهم قد يصيبوه بتشوه نفسي او شعور بالنقص لان فرق سنة واحدة بين الصغار يعني الكثير جدا . عقل الطفل يجب ان لا يرهق بالتعليم المكثف قبل السابعة .
ان العن شئ يمكن ان يمارسه المدرس مع تلاميذه هو الضرب الشتم والجلد .التعليم بين السادسة والسابعة ما عرف عندنا قديما بتحضيري او مدرسة اللعب في اوربا حيث يتعلم الطفل اشياء بسيطة جدا مثل الحروف والاعداد وبعض المحفوظات والاغاني ويمكن تحفيظهم الآيات البسيطة من القرآن
عندما عرفت ان اكثر من اطفال السودان لايذهبون الى المدارس كتبت موضوعا تحت عنوان ...... السودانيون كألأيتام على موائد اللئام
اقتباس
بينما العالم يسعد بالتطور والرفاهية والتخلص من كثير من الامراض وتوفر امكانيات التحصن والعلاج المتطور . صار التعليم يفرض في اغلب الدول بالشرطة . ويحظي الجميع باجازات وفرص لتجديد طاقتهم الانتاجية . وينعمون بالامن . نجد انفسنا في هذه الدنيا مثل الضيفة التي اهملها اهل الدار . فقالت ,,لا موية ليمون ولا كركبة كانون ,, . وحتي الدول التي استقلت بعدنا بسنين عديدة قد فاتتنا بسنين ضوئية .
قبل فترة حضرت محاضرة من بروفسر سنغافوري كان يحاضر السويديين . وذكر انهم تعلموا من التجربة السويدية وكانوا يحضرون الي السويد في الستينات والسبعينات . فبعد ان انفصلت سنغافورة من اتحاد الملايو في 1965. وكان البروفسر يقول انه اكبر عمرا من جمهورية سنغافورة . الجميع كانواعلي اقتناع بان جمهورية سنغافورة ستنهار في اقل من سنة واحدة . فكل الجزيرة لا تزيد من710 كيلو متر مربع وليس لها مقومات الدولة . وهذه المساحة اقل من بعض تفاتيش مشروح الجزيرة التي شتمها البشير . وليس في سنغافورة سوي 2 في المئة من اراضيها صالحة للزراعة . وكان دخل الفرد فيها يعادل 511 دولارا في السنة . بمعني ان الانسان كان يعيش علي اكثر قليلا من الدولار في اليوم .
اليوم سنغافورة هي رابع اهم مركز مالي في العلم . وتمتلك تاسع اكبر احتياطي في العالم . ولقد صنفت في عام 2006 اكثر الدول عولمة في العالم . وجوازها هو السادس في العالم يسمح لهم بدخول 167 دولة بدون تأشيرة . ونحن لانقدر علي دخول مصرالا بشق الانفس . ووتيرة التطور قد تصل الي 17 في المئة في السنة .
وما حيرني جدا هو ان لسنغافورة قواعد عسكرية في دول عظمي . فلهم قاعد جوية لسلاح الجو في بيرس في استراليا التي تربطها بها علاقات اقتصادية ضخمة ، وفي فرنسا . ولهم قاعدة في كوينزلاند في الولايات المتحدة . ولهم اكثر جيش متطور تقنيا في آسيا .,, قد يخطر للبعض ان الجيش الياباني من المفرض ان يكون الاحسن , ولكن الجيش الياباني مكبل بقيود مابعد الحرب العالمية ,,
وتستمر المعجزة لان لهم اقل نسبة لموت الرضع في العالم . وهذه معجزة لان الجزيرة علي خط الاستواء ولا تتوقف الامطار . ونحن نتلقي بعض امطار في السنة وتصير عاصمتنا مثل مدينة البندقية . ومن المفروض ان تكون موبوءه بالحميات والملاريا …. الخ وتشتهر سنغافورة بالنظافة . واذكر ان شابا بريطانيا قد تعرض للجلد امام عدسات التلفزيون قبل اكثر من ربع قرن بسبب قذفة باشياء في الطريق . ومتوسط عمر الرجال 79 والنساء 83 سنة . واذكر في السبعينات كان متوسط عمر السودانين اكثر قليلا من الاربعين .
كل هذا الزخم خلفه خمسة مليون شخص . وبعد هونق كونق وماكاو التي كانت مستعمرة برتغالية هم اكثر مناطق الارض اكتظاظا بالبشر . والاغلبية من المهاجرين الصينيين ويمثلون 75 في المئة . الملالي او اهل الملايو 14 في المئه ويمثل الهنود 7 في المئة , والبقية من كل بقاع الارض والغريبة ان للارمن وجود منذ اكثر من 180 سنه ولهم اقدم كنيسة في الجزيرة وهنالك جالية يهودية صغيرة منذ وقت طويل يعد اعضائها بالمئات ولهم معبدان . وللمسلمين وجود كبير ولهم 80 جامعا .
اللغة الرسمية هي الانجليزية وهي لغة دواوين الحكومة والتعليم الجامعي ويتعلمها الجميع بجانب اللغات الاخري مثل الماندرين الصينية والتاميل والملاية . وهنالك عشرات الديانات وغير الدينيين . والبوذية هي الديانة الاكبر والاسلام والمسيحية . ولكن يفصل الدين تماما من الحكومة .
اهل سنغافورة من اشرس اللصوص اليوم . وهم احفاد من كانوا قديما قراصنة تلك المضايق والجزر . الا انهم اليوم يسرقون وينهبون الاراضي من البحر لكي يزيدوا رقعة ارضهم . ولقد سرقوا آلاف الافدنة من البحر . وهم علي مرمي حجر من ماليزيا و اندونسيا الي تنعم بالمساحات الضخمة و280 مليون من البشر وهم اكبر بلد اسلامي في العالم .
لقد كتبت بعض النقاط من محاضرة السنغافوري . ولكن علي عجل . وهو صيني متمكن من اللغة الانجليزية . وينطقها بدون اللكنة الصينية الثقيلة .
وتذكرت كلمات الشاعر تاج السر الحسن التي تغني بها الكابلي متعه الله بالصحة ، آسيا وافريقيا . وكنا نغني للصين الجديدة ونعزف لها الف قصيدة ، وللملايو واندونيسيا ولباندونق الفتية . والجميع قد انطلقوا وتركونا للهوس الديني والعنصرية والشوفينية والدجل والخرافة ولصوص الدين .
وقد قال ان سبب تطورهم هو استفادتهم من تنوعهم . ولقد استعمل كلمة تنوع . ولم يستعمل اختلاف . ومشكلتنا في السودان ان مصيبتنا هي تنوعنا . ولكن الانقاذ تريد ان تصهرنا في قالب العروبة والاسلمة بحد السيف . ونحن من ما يؤمنون بكذبة عروبتنا علينا ان نشرب من البحر. لماذا لا نكتفي بسودانيتنا الرائعة .وما ساعدهم في المكان الاول هو التعليم ثم التعليم واخيرا التعليم .
البروفسر كان يقول قديما عندما تسال اي طبيب عن دوره في المجتمع يتحدث باسهاب عن اهمية دوره واعتماد المجتمع
عليه في العيش والتواجد . ولا يتلعثم في الكلام عن دوره . وكذالك المهندس … الخ . ولكن المدرس كان يتردد وقد لا يجد الكلمات . ولكن الآن يقول المدرس ما تعلمه ,, انا اصنع الامة ,, وهذه حقيقة عرفناها قديما في السودان . وكان المدرس من اول المبعوثين للدراسية خارج السودان . ونذكر الاغنية ,, يالماشي لي باريس جيب لي معاك عريس من هيئة التدريس شرطا يكون لبيس ,, . والآن لا يستلم المدرس راتبه في بعض الاحيان . وعندما يستلم راتبه لا يكفي لقوته . وحتي البروفسيرات يجدون ضيق العيش . وقديما كان البروفسر يسكن في منزل حكومي حدادي مدادي . ودخله يكفيه ويساعد اهله وعشيرته . والآن يكسب اي سبابي اكثر من البروفسر .
قررت سنغافورة ان تجعل المدرس في مستوي الطبيب والمهندس ماديا . وكانت المشكلة ان المدرسين لا يترقون لان ناظر المدرسة واحد . وحلت المشكلة بجعل التعليم في ثلاثة محاور مختلفة فليس لكل مدرس المقدرة علي التدريس الجيد . ولهذا يختار المدرس الوهوب ليقوم بالتدريس. ويترقي في مجاله . وهنالك من المدرسين من لهم المقدرة علي الادارة وهؤلاء يوضعون في الادارة وبشمل تعليمهم التخصص في الادارة . ومن المدرسين من يهتمون بالمناهج ولهم موهبة خلاقة لوضع المناهج التعليمية ، ويترقون باستمرار . ولا يتوقف تدريب وتأهيل المدرسين ابدا .
ونحن نعمل مع المدرس مايعمل الجزار في السودان كلو لحم يقطع ويترمي في الحلة . والمعروف ان اجزاء الثور مختلفة تحتاج لفترات مختلفة لكي تنضج . ونحن نطبخ المدرسين سويا . ثم نبدا في البحث عن عضم القصير والقرمشة . والمفروض ان نحدد موقع اهتمام وملائمة رسول التعليم منذ البداية .
احد المهندسين الذين تخرجوا من جامعة الخرطوم كمهندس كهربائي وعمل لسنين عديدة، اتي للسويد كلاجئ. واندهش السويديون عندما عرفوا انه مهندس بدون تخصص . وطالبوه ان يبدا من السنة الثانية . لانهم متخصصون منذ البداية.
وهنالك ستة حلقات لتطوير المدرس والمناهج في سنغافورة . ويضعون خطة تعليمية لعشرين سنة . ولكن كل خمسة سنوات تجدد المناهج واساليب التعليم حسب حوجة السوق والتطور . ونحن لا نزال نعلم الاطفال باسلوب الكرباج والحفظ بدون فهم .
ويقول البروفسر ان الآباء كانوا يذهبون وهم يترددون من الخجل بسبب العلامات الحمراء في شهادة ابنائهم . وهم منكسرون امام المدرس المتعالي . والآن يحس المدرس بالخجل امام الآباء بخصوص العلامات الحمراء. لان المدرس يحصل علي اعظم تعليم وتدريب ومرتبه ودخله عالي ويحظي بالاحترام . لماذا يفشل الطالب ؟ انها مسئولية المدرس .والنظان التعليمي لا يركز علي الممتازين كما كان يحدث قديما بل علي الجميع . وقديما كان عدد المقدمين لمهنة التعليم يقل ب 20 في المئة من المطلوب . والآن يحتاجون ل 2 الف مدرس في السنة . يتقدم لكليات التربية 15 الف طالب .
ويواصل البرفسر ويقول انه من الواجب ان تتغير اساليب التدريس مع الوقت والظروف. وانه يدعوا الي التحصيل الجماعي والعمل واستذكار الدروس في مجموعات . وكان يأخذ طلبته الي المكتبة ويتناقشون . وعندما اعترض مسئول المكتبة قال له ان مكتبته تنعم بالصمت لان الطلاب لا يحضرون الي المكتبات . والطلاب اليوم لا ينكبون علي الكتب . وكل شي موجود في الكمبيوترات . فليجتمع الطلاب مع البروفسيرات في المكتبات ويتناقشون . وقام بادخال الكافاتيريا في المكتبة . ولم تعد المكتبة صامته ولكنها فاعلة ومليئة بالناس والحياة . والانسان يتعلم اسرع عندما يكون مستمتعا . وكان سبب الصمت في المكتبات هو عدم وجود الطلاب . ويقول يجب ان لا نخشي التغيير . فالمعرفة يمكن الحصول عليها بسرعة وفي ثواني او دقائق . ولكن المهنية والتطور وفلسفة التعليم والاحساس بالمسئولية صعبة وشاقة تحتاج لوقت .
وركز البروفسر علي التربية الوطنية التي يحس فيها كل مواطن بالرغم من اختلاف موطنه الاصلي بانه ينتمي الي كيان معين وهو فخور به . وهو سنغافوري فقط بغض النظر عن دينه لغته لونه. ونحن في السودان يريد البعض ان يجرنا الي كيان لا يعترف بنا . ولا يحترمنا . وفصلنا الجنوب . ويحرم حفيد البطل عبد الفضيل الماظ من الحصول علي الجنسية الشمالية . وقانون الجنسية الذي وضعه الانجليز كان يشمل كل انسان وجد في البلد منذ 1900 . ثم عدل الي 1929 . عبد الفضيل ضحي بحياته مع رفيقه كودي في المستشفي تحت الانقاض في 1924 .
لم يتطور التعليم في السودان لكي يلائم حاجة السوق . وعندما حضر قاسم بدري لزيارة جامعات اسكندنافية ، تحدث عن الفهم المغلوط في السودان في ان المعاهد المهنية هي للفاشلين او من لم يتحصلوا علي درجات عليا . وهنا المشكلة . والعكس هو الصحيح . التعليم المهني هو ما يطور البلد وليس الجلوس في المكاتب .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.