الشهداء مهما كتبنا عنهم لن نوفيهم حقهم، لأنهم حملوا أرواحهم في أكفهم، فداءا للوطن والحرية. حملوه نورا وأملا وقيماً ومبادئي، حملوه قضية حياة أو موت، ولبوا نداءه في وقت الحاره، حينما تقاعس من فرطوا في الوطن ومكتسباته . . ! في 28 رمضان، خرج الأبطال من عرين الاسود دفاعاً عن الحرية التي صادرها رموز الظلام، وماتوا بشرف، بعد أن رووا أرضه بدمائهم الطاهره التي كانت وهجا للعقل والروح والذاكرة. وهجا فتح نوافذ الأمل وأضاء عتمة الدورب ووضع حدا لليل البائسين والفقراء . بالأمس القريب إستمعت لأصوات أسر الشهداء، وهم ينتحبون ويذرفون الدموع في داخل القصر الجمهوري، بعد أن أعلن رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان عن تحديدهم مكان المقبرة التي دفن فيها الشهداء. عندها تعالت الأصوات بالهتاف ممزوجا بالفرح والنحيب، تفجرت مشاعر الحزن الدفين ، معبرة عن حجم الحزن وعمق الألم وفداحة الجراح ، فإختلطت الدموع بأوجاع القلب. القلب مستودع الأحزان والآلام، التي ظلت ثلاثة عقود حبيسة فيه، وهي تتطلع لإنبثاق فجر الحرية، لتتفتح الأحداق على نور يسري في أوردة الظلام. هنيئاً لكم، لقد عاهدتم الشهداء الأبرار وأوفيتم بوعدكم، إذ كُنتُم نبراساً في الصبر والنضال. وها هو شعبكم الجسور قد توج صبركم وصمودكم بثورة سلمية أذهلت العالم بوعيها وشعاراتها، ثورة إنطلقت شرارتها في هذا الشهر من العام الماضي، ثورة دخلت التاريخ الإنساني من أوسع أبوابه. بالأمس القريب إمتزج وهج أرواح الشهداء ، بملح دموعكم، إيذانا ببدأ فجر جديد، تحمله أمواج النيل بشرى للفقراء والكادحين أن ثورة ديسمبر المجيدة ستمزق كل ستائر الليل، وتمنح الأطفال وكل الضحايا، قناديلاً من الضوء، وفاءاً لمن دفعوا أرواحهم رخيصة، ورحلوا بصمت، دون أن تتلوث بضجيج الحياة وزبدها، لكنهم نقشوا أسمائهم في جبين القمر على إمتداد أرض الوطن . مرة، بل آلاف المرات نقول: هنيئا لكم صبركم وصمودكم الذي أنجب الصباحات الواعدة. الطيب الزين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.