مدخل اسمع كلام الببكيك ما تسمع كلام البضحكك قبل الموكب. 1/ قبل الموكب بيوم اصدرت قيادة الجيش السودانى بيانا بانه يحترم حرية التعبير وانه يقف على مسافة واحدة من الجميع!! كذلك فعل الامن فى بيان مشترك معه فى سابقة لم تحدث من قبل !! وفيها من الاشارات والضوء الاخضر لأهل الموكب ما فيها ، خصوصا ان وضعنا فى الاعتبار أن كلا من الجيش وجهاز الامن لازالا بقبضة ضباط التمكين من ابناء الحركة الاسلامية بنسبة مائة فى المئة !! 2/ قبل ايام أعلنت داعش عن وجودها فى السودان ،مستغلة الاعلان عن عرض فيلم فيلم ستموت فى العشرين ،حيث اطلقت تهديدها الاول ضد عارضى الفيلم ،داعش التى ظل وكلائها فى السودان يقومون بتجنيد الاغرار من الشباب وارسالهم الى حقول الموت والانتحار الداعشية فى سوريا و ليبيا،وكانت تلك العمليات المعقدة تتم بتغطية سياسية كاملة ورعاية ودعم لوجستي من نظام الانقاذ وباشراف اجهزة امنه ،داعش التى كان شيوخها يعقدون الندوات فى الميادين العامة ،ويخطبون فى الجوامع ومقاتليها يسيرون فى الشوارع وكانت الخرطوم امنة من ارهابهم ، ها هى اليوم يتم تخليقها بعد سقوط النظام فى خطوة مفضوحة تشير بوضوح الى من هو ورائها. 3/ الارتفاع الكبير فى سعر صرف الدولار أمام الجنيه السودان ايضا ليس امر معزولا عن ذلك التآمر ، فقطاع المال والاعمال لازال بيد الاسلاميين وشركاتهم وبنوكهم وكنوز غسيل الاموال وكل ما نهبوه من مال لم تنقص مثقال ذرة . كذلك لا ينقصهم التخطيط ولا الخبرة ولا اللؤم وسوء الطوية لخلق ازمات مستمرة. الموكب: يجب أن ندرك حقيقة اساسية ونبنى عليها ، وهى أن الحراك السلمى لم يكن فى أى يوم من الايام اداة من ادوات اى فصيل من فصائل الاسلام السياسى على مدى التاريخ ، وهذا ينطبق قطعا على الحركة الاسلامية فى السودان التى يمكننا وصف تاريخها وبمصداقية تامة انه عبارة عن سلسلة مستمرة من الدسائس والتآمر والعنف ، ولا اظن ان هنالك دليل لإثبات ذلك اكثر من انقلابها على نظام ديمقراطى كانت تملك فيه 51 مقعدا نيابيا شكلت بموجبها الكتلة البرلمانية الثالثة من حيث الحجم ،فالهدف من الموكب ليس حشد الملايين كما يدعون فهم يعرفون اكثر منا انهم ليسوا سوى فئة منبوذة لفظها كل الشعب رغم كل التطاول والضجيج الذى صنعوه ، نعم لم يكن هذا الموكب هو هدف فى حد ذاته ولن تكون المواكب القادمة ولا اعداد المشاركين هى الهدف الحقيقى، بل الهدف من هذا الحراك هو استعادة التواجد فى ساحة معركة فقدها الاسلاميين منذ انطلاقة الثورة ،كخطوة اولى تليها خطوات تصعيدية على كافة المستويات الاخرى ،فالشارع - ان لم يتم حسم امرهم بالحزم المطلوب – سيجرى استغلاله لتفجير الوضع الامنى وارباك الحالة الاقتصادية المتردية اصلا، بالتنسيق مع منظوماتهم الاخرى التى لازالت على حالها لم تمس فى الجيش والامن والشرطة ودواوين الخدمة المدنية ، وفى قطاع الاعلام و الأعمال والمصارف ، وباشراف ورعاية نفس المنظومة التى تجيد التآمر والتى ظلت تقود التنظيم طوال عقود من الخراب والتدمير . نعم فالاسلاميون اضافة لعدم ايمانهم بالديمقراطية والحراك السلمى، يعرفون ان اللجنة الأمنية للنظام السابق التي أصبحت الجزء الفاعل في النظام الانتقالى ، هى التى تحميهم الان فى ظل هذا الوضع ،كما انهم يعرفون يقينا ان التجربة الديمقراطية التى ستاتي بعد اكتمال الترتيبات الانتقالية ستطيح بهذه المعادلة للأبد ،وحينها سيتم سوقهم كالمجرمين الي اتون محاسبة عادلة على كل قطرة دم وكل انة معذب وكل فساد وجريمة، لهذا يجب التعامل بكل جدية انتباه مع ما يصدر من هذا الكيان والنظر الى الموكب على انه مجرد خطوة أولى، لها ما بعدها من خطوات تآمرية لاحقة . ادرك جيدا ككل متابع ان الثوار واللجان بالمرصاد لكل طارئى، وان الثورة لا زالت حية وانها أقوى وأمضي واحق وانها قد كنستهم وهم في عز سلطانهم ولن يعجزها ذلك الان ، لكن بشروط اولها الابتعاد عن التوهم بان قوانين َولجان وقرارات التفكيك ستفكك منظومة الاسلاميين المتآمرة ، وثانيها عدم الاتكاء على ما يجرى من محاكمات لمحاسبة للنظام ورموزه خلال الفترة الانتقالية ، فلا زالت هنالك اياد خفية تؤدى دورها القذر فى القضاء وثالثها عدم الامتثال للمثاليات المخادعة عن حق المخلوعين هؤلاء في الحرية والتعبير ،فما بيننا وبينهم ليست قضايا كبت سياسي وحريات تنتهي بحصو لنا على الحرية ، مابيننا وبينهم دم مسفوك وأرواح مزهقة وعروض مسفوحة وموارد منهوبة وحقوق مهدرة و وطن مغتصب و انتهاكات وعذابات وموت واغتيالات وابادة ،من رأى منكم امة تمنح قتلتها حرية التظاهر ضد ايقافهم عن قتل المزيد ، من منكم رأي شعبا سمح لمغتصبي نسائه بتسيير مسيرة احتجاجا على منعهم من ذلك . متى سمعتم بأن مجموعة فاسدة ظلت تنهب وتفسد قد خرجت للتعبير عن مظلمتها في كف يدها عن ارتكاب مزيد من النهب والفساد. نعم هذه حقيقة المشهد خرج موكب للقتلة والمغتصبين والفاسدين الانجاس في قلب عاصمة الثورة ، وبرعاية معلنة من قادة الأجهزة النظامية في اللجنة الأمنية الذين أمنوا لهم العودة إلى ساحة الشوارع التي هزموا فيها وغادر وها لاكتر من عام كانت خالصة فيه للثورة. وهنا ايضا علينا أن نتذكر جيدا تاريخ المجلس العسكري وحرصه الشديد منذ اليوم الأول لتوليه السلطة على تهميش القوي التى قادت الثورة الممثلة في تحالف قوي الحرية والتغيير ، وكان راس الرمح فى ذلك اللجنة السياسية برئاسة عمر زين العابدين ، وكان البرهان وكباشى يشاركانه الحقد والتآمر حين كانوا يصرون على وجود مائة حزب ومنظمة لديها نفس الحق فى طرح تصوراتها للفترة الانتقالية. وحين اجهضت تلك المحاولات بفعل الثورة وكاد ان يتم التوصل لاتفاق سياسى والتوافق على دستور يحكم الفترة الانتقالية ،قام سادة المجلس بارتكاب مجزرة فض الاعتصام فى ليلة العيد ،وفى اليوم الذى يلى المجزرة خرج البرهان متنصلا عن اى اتفاق مع قوي الحرية والتغيير ،ومعلنا عن عقد انتخابات مبكرة ،ولم يقبل المجلس بالرجوع للاتفاق الا مجبرا بعد مليونية 30يونيو ، ثم علينا الا ننسى التباطؤ في تحقيق متطلبات الثورة حتى بعد تشكيل الحكومة المدنية، وتهريب بغض من رموز النظام ،ثم الاعتقالات السينمائية التى تمجد القادة المعتقلين ،والتآمر المكشوف فى اجهزة الاعلام التى تملكها الدولة. كل هذه المؤشرات بل الادلة الدامغة ترسم ملامح وشكل المؤامرة التي يجرى الاعداد لها وحكومة الثورة لا تزال فى شهورها الاربع الاولى.. كخاتمة اكرر مرة اخرى التصديق والاعتقاد بان عودة الاسلاميين للشوارع هدفها قيادة حراك سلمى ومجابهة الثورة شارعا بشارع ،سيكون خطيئة كارثية كبرى فى ظل بقاء منظومة التمكين على حالها فى الجيش والامن والشرطة وفى ظل امتلاكهم لمفاصل الاقتصاد وعالم التجارة والاعمال و فى ظل سيطرتهم المطلقة على دنيا الاعلام الخاص وحتى الرسمى .لذا يجب ان تستعيد الثورة زخمها وعنفوانها الاول الذى لم يخبو وتجبر الحكومة القائمة على القيام بكل ما من شانه ان يجهض تلك المؤامرات عند حدها .