عاشت الميرم ام بشاير في داركيرني في (قُرني ) جهة( نيرتتي ) و ( قُرني ) هذه واحدة من مواضع المساجد التسعة والتسعين التي بناها السلطان تيراب رحمه الله . آثرت الميرم ام بشاير الرحيل الى منطقة ( ماتيلو سوي ) المعروفة بالملم حالياً والتي هي ضمن حاكورة كيلا حتى انها عُرفت بالملم كيلا . وكان يقوم على حاكورة كيلا مؤسسها الامير / يحي بن احمد بكر . في طريقها الى ( ماتيلو سوي ) مرت الميرم بمنطقة (جبره ) والتي كان يقيم فيها أختاها بنتا السلطان ابو القاسم بن احمد بكر رحمه الله ، الميرم ام نعيم والميرم شرفيه واللائي تربين بعد وفاة والدهن في كنف الامير يحي بن احمد بكر فاعطاهنّ تلك الناحية للعيش فيها . ولمّا كانت وجهة الميرم ام بشاير هي ( ماتيلو سوي ) للاستقرار فيها فقد تنازلت لأختها ام نعيم من ناحية( قُرني ) على ان تبقى الميرم شرفيه في ناحية (جبره ) ، وفعلا فقد مضت الميرم ام بشاير في وجهتها ، ومن الآثار البارزة لمسيرها هذا هو ما عُرف ب ( درب الميرم ) حيث شُق لها طريق ورصف جهة منطقة ( جُرل ) باتجاه كيلا الى ( ماتيلو سوي ) حيث نزلت الميرم واتخذت فناءاً وداراً واسعه بُنيت الى الجنوب الشرقي من نقطة شرطة الملم الحالية ، وعلى وجه التحديد فإنّ جزءا من تلك الدار تقع في قطعة الأرض التي تقيم فيها أسرة / محمد سعيد درل ولا تزال آثار أسوار منزل الميرم ام بشاير موجوده ولم يكن هناك ثمة احد يسكن في (ماتيلو سوي ) وقتها . ولانّ الميرم لم تكن قد تزّوجت حينها فقد خطبت ابن عمها الامير / علي بن يحى ابن احمدبكر ( والد لمجموعه من بينهم ام السلطان علي دينار -الميرم كلتومه نونو ) ، خطبته ولم يكن قد تزوج بعد إلا انّ تلك الخطبة لم تكتمل ، فلم يُطب المقام للميرم ام بشاير وسرعان ما انتقلت الى ناحية ( جينانج ) التابعة لدوبو بعد ان عرض عليها ابن عمها الامير / محمد بن طاهر بن احمد بكر الملقب ب ( محمد تندرو ) تلك الناحية للإقامة والعيش فيها ، وفعلا فقد انتقلت الميرم ام بشاير الى ( جينانج ) وعاشت فيها الى ان أُسقطت السلطنة على يد الزبير باشا بعد معركة منواشي التي استشهد فيها السلطان إبراهيم قرض ، وحصل انًه في اليوم الذي دارت فيه معركة منواشي كانت الميرم في مناطق زراعتها في منطقة (رهد الناقه ) فجاءت اجناد الزبير باشا في طريقهم الى الفاشر فقصدوا الرهد للسقيا فتصدى لهم جماعة الميرم ووقع عراك أُستخدمت فيه أعيرة نارية أدت الى استشهاد مجموعة من بينهم الميرم ام بشاير رحمها الله ، فدفنت في منطقة ( رهد الناقه ) . بعد وفاة الميرم ام بشاير صاحبة الشأن في ناحية ( جينانج ) اصبح يدير الشأن الأهلي هناك اتباع الميرم الذين بقوا واستقروا هناك ونزعوا الى الاستقلالية من إدارة ( دوبو ) والتي كان يدير شأنها الامير / صابون بن آيات بن محمد بن طاهر بن احمد بكر للحد الذي امتنعوا فيه عن دفع الضرائب والأتوات والعشور لإدارة( دوبو ) . في هذا النزاع التف أهالي (جينانج ) حول احد الأقطاب يُسمى الزين في مقاومتهم لإدارة دوبو ، لكن سرعان ما انحاز هذا القطب للإدارة الأصيلة معترفا بحقها في إدارة ناحية ( جينانج ) . وقد انتهى الامر بان تقدم الامير صابون بشكوى الى السيد /كريست المفتش الإنجليزي في الفاشر وبعد وقوفه على الحجج والبيّنات أمضى المفتش الإنجليزي أمرًا بإخضاع (جينانج ) لإدارة ( دوبو ) . ومع ذلك لا تزال حتى اليوم هناك ميول لدى البعض لتحقيق قدر ما من استقلالية الإدارة