منذ أن نجحت ثورة ديسمبر المجيدة في تخليصنا من نظام الانقاذ البائد، وتشكيل حكومة الثورة، كل ما يفتح الصادق المهدي خشمه، نسمع العجب العجاب ..! فعلا من شب على شيء عليه . الصادق المهدي الذي فضل إنشقاق حزبه في الستينات بعد ثورة إكتوبر ، بتحالفه المخزي مع غريمه، لإسقاط رئيس وزراء منتخب وهو محمد احمد محجوب، الرجل المثقف والبليغ وصاحب الكاريزما، الذي خاطب الجمعية العامة للامم المتحدة بعد العدوان الإسرائيلي عامي 1956، والهزيمة التي سميت نكسة في 1967، وألقى خطبة عصماء بأسم الدول العربية، التي يتطاول علينا بعض رجرتها وحثالاتها هذه الأيام ...! ولنا عودة في مقالات قادمة لهؤلاء الجهلاء والمتخلفين إن شاء الله. لذلك دعونا نركز على الصادق المهدي الذي أطلق تصريحات غريبة ضد حكومة الثورة، وهي لم تكمل ستة أشهر ... لكنها ليست غريبة عليه وعلى سلوكه وأنانيته . . ! مضمون تصريحاته، الدعوة لإنتخابات مبكرة .. ! تصريحات ينطبق عليها المثل الشعبي السوداني الذي يقول: الناس في شنوا ..؟ والحسانية في شنوا ....؟ الصادق المهدي يبدو أنه لم يتعلم من ماضيه، ولا من حاضره، لذلك ظل وسيظل محل سخرية وإستهزاء من قبل الشعب السوداني، لاسيما الشباب الذين صنعوا ديسمبر المجيدة بدمائهم وأرواحهم . بسبب تصريحاته المشاترة التي علاقة لها بالواقع، ولا بحاجات الشعب الأساسية، ولا بأولويات المرحلة، كل هذا مقرونا بفشل تجاربه السياسية سواء في الحكم أو المعارضة. لذلك أتعجب من تصريحاته المتكررة، التي يدعوا فيها لإنتخابات مبكرة . . ! ما الذي في جعبته من أفكار وحلول فشل في تقديمها في الماضي، ويستطيع أن يقدمها للشعب السوداني الآن ...؟ هل هو ذات الشخص الذي وصل لرئاسة مجلس الوزراء مرتين أو ثلاثة، دون أن يقدم شيئا واحدا مفيدا للشعب . لذلك أتساءل كيف يفكر هذا الإنسان ...؟ والى ماذا يطمح ...؟ الذي يسمع تصريحاته المتكررة يعتقد أن القبة فيها فكي .. ! أدري في أي عالم يعيش هذا المخلوق ...؟ أم بكبك شنوا يا جماعة الخير .. ؟ متين نخلص منها .. ؟ الصادق المهدي نسى تاريخه السياسي، وتجارب حكمه الفاشلة، التي قادت السودان إلى كوارث فادحة، كان آخرها كارثة إنقلاب نظام الإنقاذ المقبور الذي أستغل ضعفه وتردده، بل تشكيكه المتواصل في نصائح الوطنيين الذين حذروه من تآمر الكيزان على الديمقراطية في حينها، بجانب وقوفه غير المبرر عقبة كاداء أمام الإتفاق الذي وقعه، الحزب الإتحادي الديمقراطي، مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة د. جون قرنق في 1989، الذي نص على وقف لإطلاق النار إلى جانب رفع حالة الطواريء بغية عقد المؤتمر الدستوري، على أن يتم تجميد قوانين سبتمبر أو إستبدالها بقوانين جديدة مماثلة . الصادق المهدي تجاهل الإتفاق، ومذكرة قوات الشعب المسلحة التي طالبته بتزويد الجيش بالعتاد العسكري الضروري، أو وضع حد للحرب الدائرة في الجنوب حينذاك . لم يفعل شيء، فشل في توفير الحاجات الأساسية للشعب السوداني، وفشل في عقد مؤتمر دستوري، وفشل في وقف الحرب . . ! بل قضى وقته كله كلام في كلام، وإطلاق التصريحات الفارغة، والإتهامات الباطلة ضد قيادة الجيش متهما إياه بالتدخل في السياسة ...! وظل يماطل ويسوف ويراوغ إلى أن وقع إنقلاب الكيزان المشؤوم 1988/6/30، الذي غطس حجر السودان وأدخله في نفق مظلم، تعمل حكومة الثورة، إخراجه منه، فبدلا من مساهمته في ذلك، مع إعتذاره للشعب السوداني نتيجة لتقصيره وفشله في المحافظة على الديمقراطية، نراه يفعل العكس تماما، يصر على وضع العراقيل، وإطلاق والإتهامات الباطلة والتصريحات المشككة في توجهات وقدرات حكومة الثورة، مصرا على تكرار أخطائه. ووصلت به الأنانية حدا أن دعى في أخر تصريحاته مجلس السيادة للتدخل لمنع دخول الأممالمتحدة السودان بناءا على الخطاب الذي وجهه السيد رئيس مجلس الوزراء د عبدالله حمدوك للأمين العام للأمم المتحدة للتدخل تحت البند السادس، وكأن السودان ليس عضوا في هذه المنظمة وليس حقه الإستفادة منها لتطوير قدراته ، بعد أن تم عزل الشعب السوداني عن مراكز الحضارة والمدنية، وتجهيليه بأفكار ظلامية، لا مكان في هذا العصر الحديث . تصريحاته الأخيرة هي في الواقع، تصريحات تحريض للمكون العسكري ومن خلفه الجيش ...! فبدلا من مطالبته بإقالة البرهان ومحاكمته بجريمة الخيانة العظمى، نراه يغض الطرف عن هذه الجريمة . . ! ويطلق الإتهامات ضد حكومة الثورة، للأسف أمثال الصادق المهدي لا يثورون ولا يهتمون بمعاناة الفقراء، لأنهم ليس فقراء بل هم يعيشون على ظهورهم . . ! إنها الأنانية التي ضيعت السودان ستون سنة . . لذلك يتساءل المرء أين يعيش هذا الإنسان وأمثاله ، وبإي عقول يفكرون هؤلاء ...؟ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.