في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    ((المدرسة الرومانية الأجمل والأكمل))    من يبتلع الهلال… الظل أم أحبابه؟    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالفيديو.. رجل سوداني في السبعين من عمره يربط "الشال" على وسطه ويدخل في وصلة رقص مع الفنان محمد بشير على أنغام الموسيقى الأثيوبية والجمهور يتفاعل: (الفرح والبهجة ما عندهم عمر محدد)    كامل إدريس يصدر توجيهًا بشأن الجامعات.. تعرّف على القرار    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حضرة الكروان عبد العزيز المبارك وذكريات من هولندا... بقلم: عادل عثمان جبريل/أم درمان/الواحة
نشر في سودانيل يوم 24 - 02 - 2020

أمستردام ..... يناير 1996.... كان الشتاء قاسي جدا في تلك السنة و الثلوج تغطي كل أنحاء المدينة و في أشهر مسارح حي البيرت كايب بالقرب من فندق سافوي شعرنا بالدفء يا للغرابة !!!!! فقد كان الكروان عبد العزيز المبارك كعادته يعطر إحدي ليالي هولندا التي أحبها و أحبته بعمق. ذلك الحفل البهي الذي أقامته الجالية السودانية ما زالت حلاوته تعطر جخانين ذاكرتي ... كان يرأس تلك الدورة الأخ ناجي نصيف... و كانت نسبة الحضور عالية من السودانيين و أخوتنا من أريتريا و أثيوبيا و الصومال و أخوة المنافي من أكراد العراق و غيرهم إضافة إلي مجموعة من الهولنديين..... كان مكان إقامة ذلك الحفل البهي بالقرب من منزل حبيبنا محمد يونس الراجل الكلس الذي أعطيناه أمارة أمستردام عن طيب خاطر ليس بحكم أقدمية بل بما يحمله من قيم سودانية أصيلة.
ضمت الفرقة الموسيقية مجموعة متميزة من العازفين أشهرهم الراحل حمودة عازف الساكسفون الذي حضر من كندا و ماهر تاج السر وغيرهم من العازفين ..... غني الكروان و أبدع كما لم يغني من قبل و إنتشي بتفاعل الجمهور الكبير و حسناوات أهل الهضبة الذين تعودوا أن يسكروا بخمر الموسيقي السودانية.
الكروان كان يصر أن تبادلها الانس و الذكريات في الإستراحات المتعددة حيث كان الحضور البهي من الأخوان منصور دهب و نادر عمر و الراحل صالح الحلفاوي و غيرهم ....و كان شاعر الزمن الجميل عثمان خالد حاضرا بيننا بذكرياته العذبة و أشعاره الساحرة المدهشة و أصر الكروان لحبه العميق لعثمان أن يكرمني بالكثير من حكايات الزمن الجميل مع عثمان خالد خاصة و انه يعرف العلاقة التي تجمعني به.
2
و ما أن بدأت الفرقة الموسيقية تبدأ في طقوس النقرشة الموسيقية للدخول إلي بداية تلك الأغنية الخالدة حتي غمرتني رهبة لا يمكن وصفها .... رهبة قبائل بدائية قبل التاريخ أرجعتني في لحظات و ثواني معدودة من ثلوج المنفي في أمستردام إلي دفء ودنوباوي و حي القلعة و الحيشان العامرة ....حوش الجعلي و حوش عوض جبريل ....و الجلسات العامرة مع عثمان خالد و محمد عبد الله مازدا و رفاقه من قبيلة المريخ....
إذ كان عثمان خالد ملهما و بارعا عندما صاغ كلمات تلك الأغنية و كان الفاتح كسلاوي في كامل عبقريته الموسيقية عندما وضع لها اللحن العذب بتلك المقدمة الرائعة ....فقد تفوق الكروان عبد العزيز المبارك في الأداء الذي وضع لتلك الأغنية مكانتها في تاريخ الموسيقي السودانية.
أبكتني تلك الأغنية كأنني أسمعها اول مرة...كما أبكت الكثيرين..... فقد فتحت لنا الكثير من بوابات الذكريات لوطن كان يئن خلفنا و لأحزان غضة برحيل أحباء لنا أولهم والدتي امنة حامد و عثمان خالد نفسه..... لنكمل الطقس و نشرب كأس الحزن حتي الثمالة تعمد الكروان الإنسان لإعادة أجزاء كثيرة من الأغنية عدة مرات .... فطربنا و تمايلنا و بكينا و تركنا دموعنا تنساب كما النهر لنشفي من أوجاع المنافي....و لهذا كله تحكرت تلك الأمسية في ذاكرتنا و ذاكرة الكروان نفسه.
بتقولى لا.. بتقولى لا
بتقولى لا لقليب عليك يقطر حنان ويذوب وله
بتقولى لا لقليب رهيف ماظنو لالالا بيحمله
بتقولى لايا بهجة ياغاليه ياست القلوب يامذهله
وحياة شبابك ذبت في عينيك حنان ومغازله
سافرت فى رحلة مشاعر ملهمه ومتامله
شفت الورود من وجنتيك غيرانه جات متوسله
حتى القمر غار من صفاك واصبح يردد فى الصلاة
جاك المساء ادى الفروض داعب شفايفك وغازله
شال لون جميل من وجنتيك مسح خدودك وبلله
اصبح يلملم فى النجوم وينظم عقوده ويغزله
طرز لى جيدك بالحريراحلى العهود وبتقولى لا
انا بيك بدغدغ فى القلوب ياحلوه احرف واشكله
املاها رقه ودندنة وعناق حنان ومبادله
اسقيك حنان ماظنو كان فى الدنيا او كانت صله
انا بيك لو قلبك يحن عالم يجن من الوله
اسقيك حنان ما اظنوا كان دى الدنيا او كانت صله
وازرع هواك بين النجوم روضة حنان وادللة
واحكيك لحون يا غالية لو سالت والعود غازله
واخلى كل الكون اقول فنان ادوب و اغزله
بتقولى لا يا لهفة المشتاق و يا طعم الحلا
3
و يصر الكروان أن يصيبنا بالتخمة الفنية بأغنية عثمان خالد الخفيفة ذات اللحن الراقص من إبداع ود الحاوي .....أحلي جارة
و أسألكم سادتي من منكم لم يحب و يعشق بنت الجيران و يطرز لها أحلي الكلمات ؟!!!
احلي جارة يا احلي جارة
عطرتي كل الدنيا وانتي مارة
وحات حرير خديك وحات نضارا
سالمينا لو بالعين او بالاشارة
الدنيا امست فرحة وليلا نور
وكل الوجود انصفوا في احلي منظر
إيقاع ورقصة خطوة والكون معطر
وقف الزمان وقلوبنا مشت وراكي
وعيوننا من الشوق زادت تباكي
ما كفانا يا جارة يا جارة
عذاب معاكي
احلي جارة يا احلي جارة
عطرتي كل الدنيا وانتي مارة
وحات حرير خديك وحات نضارا
سالمينا لو بالعين او بالاشارة
و ما زال الليل طفلا يحبو ....و تبدأ الفرقة الموسيقية في نقرشة الأغنية الإثيوبية ....نانو ....حتي أصابت القاعة مس من جنون و تعالت الأصوات تردد مقاطع الأغنية قبل الكروان و تندهش جموع الحاضرين من حلاوة الفرحة و أهتزاز أجساد الخلاسيات من أرض الهضبة الذين تركنا لهم حلبة الرقص عن طيب خاطر و إنضممنا إلي جوقة المشاهدين......و تمادي الكروان كعادته في إعادة مقاطع الاغنية و الموسيقي تهز أرجاء المكان و القبلات تنهار علي الكروان كالمطر ..... و يصيح باعلي صوته محمد يونس من شدة الطرب .....شى شين....شي شين يا خال و هي عبارة كان يرددها باستمرار شيخ العرب د. منصور العجب في ليالي السمر بهولندا و هي كناية عن قمة الجمال و الروعة..
4
يعتبر الثلاثي حمد الريح و الكروان عبد العزيز المبارك و عبد القادر سالم أكثر المغنين السودانيين ارتباطا بهولندا منذ الثمانينيات و ذلك بسبب وجود جالية أثيوبية و ارترية كبيرة في هولندا و ألمانيا. و إرتبط الكروان بصداقات وطيدة مع قدامي السودانيين بهولندا. و عند قدومي لهولندا في نهاية ثمانينيات القرن الماضي وجدت الكثير من الأشرطة الخاصة للكروان مع صديقه الاخ عثمان محمد علي بلاهاي. و تعود الكروان في إقامة العديد من الحفلات في مدينة روتردام للجاليات الإثيوبية و الارترية و لن ننسي حفلاته الجميلة في مطعم أستير بروتردام. و كان الكروان يشارك أيضا في العديد من المهرجانات الموسيقية الهولندية خاصة في فصل الصيف و من أشهرها مشاركاته المتعددة في مهرجان الفير داخن في مدينة نايميخن. و كان أيضا له الكثير من المعجبين في أغلب المدن الألمانية. و بإستقرار شقيقه الحبر بمدينة ليدن بهولندا زاد الكروان في الارتباط بهولندا و ساعده وجود الكثير من العازفين إضافة إلي تزايد أعداد المهاجرين السودانيين منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي.
و في السودان إرتبط الكروان كثيرا بأحبته القادمين من هولندا ليصبح الصديق الوفي لهولندا و جمعية الصداقة الهولندية حيث شارك كثيرا في مناسباتها و أشجانا بصوته علي ضفاف النيل الازرق بنادي الكشافة البحرية و علي ضفاف النيل بأمدرمان و لعب الصديق المهندس مزمل مصطفي دورا كبيرا في تعميق التواصل الحميم لنا مع الكروان. كان عبد العزيز يسعد بسرد ذكريات الزمن الجميل ...حكيت له عن مناسبة أحياها الأهل في بداية الثمانينيات بشارع الدومة بأمدرمان لال عبد الوهاب الأسد و محمد سعيد الأسد...ففي أثناء الغناء لاحظ أن العم أحمد محمد سعيد الأسد يتناول العشاء و هو في قمة الطرب جالسا علي حافة المسرح و كان الكروان يؤدي رائعة خالد أبو الروس ...فما كان منه إلا انا يحرف في كلمات الأغنية و يغني
يا جميل ما بصحي ليك تاكل هنا...ليضحك كل الحضور ...... حكيت له عن فترة الشباب الأولي و قميص تحرمني منك الذي كنت اعتني به جيدا مع عطر...البروت الراقي الذي اهدتني له عمتي بت باب السنط كلثوم عوض جبريل....و لم أنسي أن أعيده لأجمل حفلات شارك بالغناء فيها بحي الوابورات و حلة حمد و اهلي الشلالية الذين يكنون له محبة خاصة..
5
كانت البداية الفنية للكروان مع أغنية ليه يا قلبي ليه .
وهى من نظم الشاعر الراحل الأستاذ " محمد جعفر عثمان " ..
ليه يا قلبي ليه تانى رجعت ليه
ليه أيام زمان ... عدت تحن ليه
وحيات الشجن ...وأحلى الذكريات
ما تردد كلام يحي الفات ومات
وعلي الرغم من اجازة صوته من قبل اللجنة لم تجاز كلمات الاغنية و في المحاولة الثانية تم اجازته كمطرب وملحن معتمد حيث بداء تعاونه مع الاذاعة و بعدها التلفزيون
و لاحقا إلتحق بمعهد الموسيقى والمسرح .. حيث التقى هناك بالموسيقار الأستاذ عمر الشاعر حيث أسهم هذا التلاقي كثيرا في مسيرة الفنان عبد العزيز المبارك .. إضافة لما أكتسبه من معارف ومعلومات ومهارات ورؤى جديدة نتيجة دراسته بمعهد الموسيقى .. وسرعان ما شق طريقه بكل جدارة واقتدار .. فجعل القلوب تنبض بحبه و شق سلم النجومية بإقتدار و ثقة و خطف قلوب المعجبين والمعجبات بصوته الشجي وكلماته الرقيقة وإلحانه الجميلة فغني العديد من الأغنيات منها : " آخر العشرة .. أحلى عيون .. بصراحة .. بتقولي لا ....أحلي جارة .... بصراحة .. ليه يا قلبي .. بعد الشفا .. يا عسل .. طريق الشوق .. تحرمني منك .. ما كنت عارف .. يا ماري ببيتنا .. يا عزنا .. والرائعة "حلوة الصدفة" للشاعر المبدع " عزمي أحمد خليل " والحان" فتحي المك " .. نانو نانو .. عفرا الحلوة .. الكوكب الفضي .. آه من جور زماني .. أحلى جاره .. أرخي الرمش .. أفراح الحلوة .. أنا والحبيب .. آنة المجروح .. أوصيك يا المفارق .. إذا ما أقبل الليل .. الغربة شينة .. بتقول وداع .. صابحني دايما مبتسم .. صدفة .. طريق الشوق .. كل السنين .. ليل الغريب .. يا نجوم الليل ... وغيرها من الروائع و الدرر .
من أغنياته الجميلة " ما كنت عارف الريد " .. تلك التي كتب كلماتها الشاعر الراحل " محمد جعفر عثمان " ولحنها الموسيقار " عمرالشاعر " .. وتقول بعض كلماتها :
السنين ضاعت واحسرتي لا الطيبة أجدت لا دمعتي
وكم في الخيال زينت بيك دنيتي وإحتضنتو غرامك
خبيتو في مهجتي ما كنت متصور في يوم خداع
في هواك أصادف ياريت , يا ريتني كنت عارف
وفي مطلع التسعينيات حزم الكروان حقائبه وشد الرحال للمملكة العربية
السعودية فأستقر به المقام بمدينة " جدة " .. فأمضى في الاغتراب ما يناهز
العشرة أعوام .. حيث
قدم في الغربة العديد من الأعمال .. وسجل كذلك العديد من الألبومات
و التقى هناك بالفنان الطيب عبد الله الذي أهداه أغنية طريق الشوق مشيناه و قام بتلحينها له .....
طريق الشوق مشيناه
وبحر الريد عبرناه
وقلنا في يوم مصيرنا نوصل
خيالك ماوصلناه
6
و تمضي أمواج الفرحة في تلك الأمسية الأمستردامية الفريدة و لما لا و شهر يناير تنطلق فيه أعياد و احتفالات الزهور وخاصة العيد الوطني للتوليب و بينما تتعالي ضحكات د. سمية البشير و عاطف جلابي و د. متشا الهولندية و بكري بشير بضحكته المميزة يعاتب متشا التي أرهقته بالرقص المتواصل في أغنية أرخي الرمش فوق الرمش و إتدللي....... يبدأ الكروان في أغنية يا أحلي عيون بنريدا بمقدمتها الموسيقية البهية .....تصل فرحتنا و بهجتنا القمة و نحن نردد و نرقص ثملي بأداء الكروان و صوته الشجي .... و بكل جرأة نشير إلي الحسناوات الجميلات مع كل كلمات الأغنية و تشاهد في وجوههن أجمل إبتسامة صادقة تصادفها في حياتك ....
يا أحلي عيون بنريدا
في زول علمنا الريدة
فضلنا نعد في رموشا
و سرحنا في دنيا بعيدة
يا أحلي عيون بنريدا
يا غيمة بتسقي الفل
يا واحة بترمي الضل
يا نسمة تعطر لينا
يا غنوة نحب ترديدا
عينيك الضاحكة خجولة
برمشك سيرة نقولها
يا روعة و فيك طفولة
و فيك حلاة غرويدة
مرافئ عينيك يا مرسي
مراكبيي التايه بترسي
ضميني و فيهم أرسي
و أعيشك أحلي قصيدة
و تتناثر الورود علي الكروان من جهات المسرح المختلفة و تغمر الفرحة طلته البهية و تشاركه الفرقة الموسيقية الفرحة فيتناغم الأداء الموسيقي مع رقص الحضور المنتشي ليصرح مدير القاعة بأعلي صوته أنها ليلة تاريخية فريدة للقاعة لن تتكرر أبدا..
7
و قبل أن نهدأ و نلتقط أنفاسنا قليلا تتمادي الفرقة الموسيقية و الكروان أن تصل فرحتنا و بهجتنا سدرة منتهاها و ذلك باداء أغنية يا عسل للشاعر إسحاق الحلنقي و حينها تحولت ساحة الرقص إلي أمم متحدة من تعدد جنسيات المشاركين فيها و كالعادة كان أحبتنا من اهل الهضبة هم من يسكبون خمر الفرح و السعادة علينا بكرم لا يوصف و سعادة بالغة..
ﻳﺎ ﻋﺴﻞ ﺭﺍﻳﻖ ﻣﺼﻔﻰ
ﻳﺎ ﻋﻴﻮﻥ ﻛﺎﺗﻼﻧﺎ ﺇﻟﻔﺔ
ﻓﻴﻚ ﺷﻔﻰ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻧﺤﻦ
ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻚ ﺑﻨﺸﻔﻰ
ﻟﻮ ﻭﻫﺒﻨﺎ ﻋﻤﺮﻧﺎ ﻟﻴﻚ
ﻛﻠﻮ ﻣﺎ ﺑﻨﻠﻘﺎﻫﻮ ﻛَﻔّﻰ
ﺍﻟﺠﻮﺓ ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ ﺑﻴﻦ
ﻣﺎ ﺍﻇﻨﻮ ﻋﻠﻴﻜﺎ ﻳﺨﻔﻰ
ﺭﻭّﻕ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺷﻮﻳﺔ
ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻧﺎ ﻳﻼﻗﻲ ﺿﻔﺔ
ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻧﻚ ﻟﻴﻨﺎ ﻋﺰﺓ
ﻭﻓﻲ ﻇﻼﻟﻚ ﻟﻴﻨﺎ ﻭﻗﻔﺔ
ﺍﻱ ﺑﻬﺠﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻴﻮﻧﻚ
ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻣﺎ ﺑﻨﺤﺲ ﺑﻴﻬﺎ
ﺳﻜﺔ ﻣﺎ ﺑﺘﺪﻭﻱ ﻟﻴﻚ
ﺗﺒﻘﻰ ﺿﻠﻤﺔ ﺣﺮﺍﻡ ﻣﺸﻴﻬﺎ
ﺳﺎﺣﺔ ﻏﻴﺮﻙ ﻻ ﺑﺘﺰﻫﺮ
ﻻ ﺑﺮﺵ ﺍﻟﻐﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻧﺎ ﺑﻨﺸﺘﻬﻴﻬﺎ
ﺍﻧﺖ ﺑﺘﻀﻮﻱ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﻭﺍﻧﺖ ﺑﻈﻠﻞ ﻏﻤﺎﻣﻪ
ﻳﺎﻣﺎ ﻫﻮﻧﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺳﻲ
ﻳﺎﻣﺎﻛﻢ ﻓﺮﺣﺘﻪ ﻳﺎﻣﺔ
ﺍﻟﺘﺎﻳﻪ ﻋﻤﺮﻭ ﻛﻠﻮ
ﻳﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﺩﺭﺑﻚ ﺳﻼﻣﺔ
ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻗﺮﺑﻚ ﻳﻔﺮﻫﺪ
ﻭﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻳﺮﺣﻞ ﻏﻤﺎﻣﺔ
8
و تأتي لحظات الفراق المر و الرحيل ....تقول وداع كلمة وداع يا سيدي مين البيحملا ..... هكذا و بدون مقدمات تنوي الرحيل النهائي و يتمدد الحزن في كل أرجاء الوطن .... و ننوح و نبكي و نفشل بإمتياز في مداراة الحزن بإخفاء وجوهنا في المناديل و صوتك الشجي يحاصرنا من كل الإتجاهات...... و تتدفق صور اللوحات و بهاء اللحظات و انت تتوسد دواخلنا و وجداننا بصوتك الحلو الشجي المترف في البهاء يا كروان الزمن الجميل.....
و انت ترقد الآن هادئا مطمئنا في ملكوت الله يا عبد العزيز إبن المبارك حامد الحبر و إبن الحاجة أمنة بت القطيرة و والد منية و أمل ...... نترحم عليك بقدر ما أسعدتنا و لن ننسي طيب معشرك و طلتك البهية و ضحكاتك العذبة و هي تزين ليالي غربتنا الطويلة و شتاءاتها القاسية..... و أسمح لنا أن نهديك الآلاف من زهور التوليب التي كنت تعشقها بشدة...
عادل عثمان جبريل
أم درمان ....الواحة
20فبراير 2020م
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.