مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تشعل مواقع التواصل بلقطة مثيرة مع المطربين "القلع" و"فرفور" وساخرون: (منبرشين فيها الكبار والصغار)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حضرة الكروان عبد العزيز المبارك وذكريات من هولندا... بقلم: عادل عثمان جبريل/أم درمان/الواحة
نشر في سودانيل يوم 24 - 02 - 2020

أمستردام ..... يناير 1996.... كان الشتاء قاسي جدا في تلك السنة و الثلوج تغطي كل أنحاء المدينة و في أشهر مسارح حي البيرت كايب بالقرب من فندق سافوي شعرنا بالدفء يا للغرابة !!!!! فقد كان الكروان عبد العزيز المبارك كعادته يعطر إحدي ليالي هولندا التي أحبها و أحبته بعمق. ذلك الحفل البهي الذي أقامته الجالية السودانية ما زالت حلاوته تعطر جخانين ذاكرتي ... كان يرأس تلك الدورة الأخ ناجي نصيف... و كانت نسبة الحضور عالية من السودانيين و أخوتنا من أريتريا و أثيوبيا و الصومال و أخوة المنافي من أكراد العراق و غيرهم إضافة إلي مجموعة من الهولنديين..... كان مكان إقامة ذلك الحفل البهي بالقرب من منزل حبيبنا محمد يونس الراجل الكلس الذي أعطيناه أمارة أمستردام عن طيب خاطر ليس بحكم أقدمية بل بما يحمله من قيم سودانية أصيلة.
ضمت الفرقة الموسيقية مجموعة متميزة من العازفين أشهرهم الراحل حمودة عازف الساكسفون الذي حضر من كندا و ماهر تاج السر وغيرهم من العازفين ..... غني الكروان و أبدع كما لم يغني من قبل و إنتشي بتفاعل الجمهور الكبير و حسناوات أهل الهضبة الذين تعودوا أن يسكروا بخمر الموسيقي السودانية.
الكروان كان يصر أن تبادلها الانس و الذكريات في الإستراحات المتعددة حيث كان الحضور البهي من الأخوان منصور دهب و نادر عمر و الراحل صالح الحلفاوي و غيرهم ....و كان شاعر الزمن الجميل عثمان خالد حاضرا بيننا بذكرياته العذبة و أشعاره الساحرة المدهشة و أصر الكروان لحبه العميق لعثمان أن يكرمني بالكثير من حكايات الزمن الجميل مع عثمان خالد خاصة و انه يعرف العلاقة التي تجمعني به.
2
و ما أن بدأت الفرقة الموسيقية تبدأ في طقوس النقرشة الموسيقية للدخول إلي بداية تلك الأغنية الخالدة حتي غمرتني رهبة لا يمكن وصفها .... رهبة قبائل بدائية قبل التاريخ أرجعتني في لحظات و ثواني معدودة من ثلوج المنفي في أمستردام إلي دفء ودنوباوي و حي القلعة و الحيشان العامرة ....حوش الجعلي و حوش عوض جبريل ....و الجلسات العامرة مع عثمان خالد و محمد عبد الله مازدا و رفاقه من قبيلة المريخ....
إذ كان عثمان خالد ملهما و بارعا عندما صاغ كلمات تلك الأغنية و كان الفاتح كسلاوي في كامل عبقريته الموسيقية عندما وضع لها اللحن العذب بتلك المقدمة الرائعة ....فقد تفوق الكروان عبد العزيز المبارك في الأداء الذي وضع لتلك الأغنية مكانتها في تاريخ الموسيقي السودانية.
أبكتني تلك الأغنية كأنني أسمعها اول مرة...كما أبكت الكثيرين..... فقد فتحت لنا الكثير من بوابات الذكريات لوطن كان يئن خلفنا و لأحزان غضة برحيل أحباء لنا أولهم والدتي امنة حامد و عثمان خالد نفسه..... لنكمل الطقس و نشرب كأس الحزن حتي الثمالة تعمد الكروان الإنسان لإعادة أجزاء كثيرة من الأغنية عدة مرات .... فطربنا و تمايلنا و بكينا و تركنا دموعنا تنساب كما النهر لنشفي من أوجاع المنافي....و لهذا كله تحكرت تلك الأمسية في ذاكرتنا و ذاكرة الكروان نفسه.
بتقولى لا.. بتقولى لا
بتقولى لا لقليب عليك يقطر حنان ويذوب وله
بتقولى لا لقليب رهيف ماظنو لالالا بيحمله
بتقولى لايا بهجة ياغاليه ياست القلوب يامذهله
وحياة شبابك ذبت في عينيك حنان ومغازله
سافرت فى رحلة مشاعر ملهمه ومتامله
شفت الورود من وجنتيك غيرانه جات متوسله
حتى القمر غار من صفاك واصبح يردد فى الصلاة
جاك المساء ادى الفروض داعب شفايفك وغازله
شال لون جميل من وجنتيك مسح خدودك وبلله
اصبح يلملم فى النجوم وينظم عقوده ويغزله
طرز لى جيدك بالحريراحلى العهود وبتقولى لا
انا بيك بدغدغ فى القلوب ياحلوه احرف واشكله
املاها رقه ودندنة وعناق حنان ومبادله
اسقيك حنان ماظنو كان فى الدنيا او كانت صله
انا بيك لو قلبك يحن عالم يجن من الوله
اسقيك حنان ما اظنوا كان دى الدنيا او كانت صله
وازرع هواك بين النجوم روضة حنان وادللة
واحكيك لحون يا غالية لو سالت والعود غازله
واخلى كل الكون اقول فنان ادوب و اغزله
بتقولى لا يا لهفة المشتاق و يا طعم الحلا
3
و يصر الكروان أن يصيبنا بالتخمة الفنية بأغنية عثمان خالد الخفيفة ذات اللحن الراقص من إبداع ود الحاوي .....أحلي جارة
و أسألكم سادتي من منكم لم يحب و يعشق بنت الجيران و يطرز لها أحلي الكلمات ؟!!!
احلي جارة يا احلي جارة
عطرتي كل الدنيا وانتي مارة
وحات حرير خديك وحات نضارا
سالمينا لو بالعين او بالاشارة
الدنيا امست فرحة وليلا نور
وكل الوجود انصفوا في احلي منظر
إيقاع ورقصة خطوة والكون معطر
وقف الزمان وقلوبنا مشت وراكي
وعيوننا من الشوق زادت تباكي
ما كفانا يا جارة يا جارة
عذاب معاكي
احلي جارة يا احلي جارة
عطرتي كل الدنيا وانتي مارة
وحات حرير خديك وحات نضارا
سالمينا لو بالعين او بالاشارة
و ما زال الليل طفلا يحبو ....و تبدأ الفرقة الموسيقية في نقرشة الأغنية الإثيوبية ....نانو ....حتي أصابت القاعة مس من جنون و تعالت الأصوات تردد مقاطع الأغنية قبل الكروان و تندهش جموع الحاضرين من حلاوة الفرحة و أهتزاز أجساد الخلاسيات من أرض الهضبة الذين تركنا لهم حلبة الرقص عن طيب خاطر و إنضممنا إلي جوقة المشاهدين......و تمادي الكروان كعادته في إعادة مقاطع الاغنية و الموسيقي تهز أرجاء المكان و القبلات تنهار علي الكروان كالمطر ..... و يصيح باعلي صوته محمد يونس من شدة الطرب .....شى شين....شي شين يا خال و هي عبارة كان يرددها باستمرار شيخ العرب د. منصور العجب في ليالي السمر بهولندا و هي كناية عن قمة الجمال و الروعة..
4
يعتبر الثلاثي حمد الريح و الكروان عبد العزيز المبارك و عبد القادر سالم أكثر المغنين السودانيين ارتباطا بهولندا منذ الثمانينيات و ذلك بسبب وجود جالية أثيوبية و ارترية كبيرة في هولندا و ألمانيا. و إرتبط الكروان بصداقات وطيدة مع قدامي السودانيين بهولندا. و عند قدومي لهولندا في نهاية ثمانينيات القرن الماضي وجدت الكثير من الأشرطة الخاصة للكروان مع صديقه الاخ عثمان محمد علي بلاهاي. و تعود الكروان في إقامة العديد من الحفلات في مدينة روتردام للجاليات الإثيوبية و الارترية و لن ننسي حفلاته الجميلة في مطعم أستير بروتردام. و كان الكروان يشارك أيضا في العديد من المهرجانات الموسيقية الهولندية خاصة في فصل الصيف و من أشهرها مشاركاته المتعددة في مهرجان الفير داخن في مدينة نايميخن. و كان أيضا له الكثير من المعجبين في أغلب المدن الألمانية. و بإستقرار شقيقه الحبر بمدينة ليدن بهولندا زاد الكروان في الارتباط بهولندا و ساعده وجود الكثير من العازفين إضافة إلي تزايد أعداد المهاجرين السودانيين منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي.
و في السودان إرتبط الكروان كثيرا بأحبته القادمين من هولندا ليصبح الصديق الوفي لهولندا و جمعية الصداقة الهولندية حيث شارك كثيرا في مناسباتها و أشجانا بصوته علي ضفاف النيل الازرق بنادي الكشافة البحرية و علي ضفاف النيل بأمدرمان و لعب الصديق المهندس مزمل مصطفي دورا كبيرا في تعميق التواصل الحميم لنا مع الكروان. كان عبد العزيز يسعد بسرد ذكريات الزمن الجميل ...حكيت له عن مناسبة أحياها الأهل في بداية الثمانينيات بشارع الدومة بأمدرمان لال عبد الوهاب الأسد و محمد سعيد الأسد...ففي أثناء الغناء لاحظ أن العم أحمد محمد سعيد الأسد يتناول العشاء و هو في قمة الطرب جالسا علي حافة المسرح و كان الكروان يؤدي رائعة خالد أبو الروس ...فما كان منه إلا انا يحرف في كلمات الأغنية و يغني
يا جميل ما بصحي ليك تاكل هنا...ليضحك كل الحضور ...... حكيت له عن فترة الشباب الأولي و قميص تحرمني منك الذي كنت اعتني به جيدا مع عطر...البروت الراقي الذي اهدتني له عمتي بت باب السنط كلثوم عوض جبريل....و لم أنسي أن أعيده لأجمل حفلات شارك بالغناء فيها بحي الوابورات و حلة حمد و اهلي الشلالية الذين يكنون له محبة خاصة..
5
كانت البداية الفنية للكروان مع أغنية ليه يا قلبي ليه .
وهى من نظم الشاعر الراحل الأستاذ " محمد جعفر عثمان " ..
ليه يا قلبي ليه تانى رجعت ليه
ليه أيام زمان ... عدت تحن ليه
وحيات الشجن ...وأحلى الذكريات
ما تردد كلام يحي الفات ومات
وعلي الرغم من اجازة صوته من قبل اللجنة لم تجاز كلمات الاغنية و في المحاولة الثانية تم اجازته كمطرب وملحن معتمد حيث بداء تعاونه مع الاذاعة و بعدها التلفزيون
و لاحقا إلتحق بمعهد الموسيقى والمسرح .. حيث التقى هناك بالموسيقار الأستاذ عمر الشاعر حيث أسهم هذا التلاقي كثيرا في مسيرة الفنان عبد العزيز المبارك .. إضافة لما أكتسبه من معارف ومعلومات ومهارات ورؤى جديدة نتيجة دراسته بمعهد الموسيقى .. وسرعان ما شق طريقه بكل جدارة واقتدار .. فجعل القلوب تنبض بحبه و شق سلم النجومية بإقتدار و ثقة و خطف قلوب المعجبين والمعجبات بصوته الشجي وكلماته الرقيقة وإلحانه الجميلة فغني العديد من الأغنيات منها : " آخر العشرة .. أحلى عيون .. بصراحة .. بتقولي لا ....أحلي جارة .... بصراحة .. ليه يا قلبي .. بعد الشفا .. يا عسل .. طريق الشوق .. تحرمني منك .. ما كنت عارف .. يا ماري ببيتنا .. يا عزنا .. والرائعة "حلوة الصدفة" للشاعر المبدع " عزمي أحمد خليل " والحان" فتحي المك " .. نانو نانو .. عفرا الحلوة .. الكوكب الفضي .. آه من جور زماني .. أحلى جاره .. أرخي الرمش .. أفراح الحلوة .. أنا والحبيب .. آنة المجروح .. أوصيك يا المفارق .. إذا ما أقبل الليل .. الغربة شينة .. بتقول وداع .. صابحني دايما مبتسم .. صدفة .. طريق الشوق .. كل السنين .. ليل الغريب .. يا نجوم الليل ... وغيرها من الروائع و الدرر .
من أغنياته الجميلة " ما كنت عارف الريد " .. تلك التي كتب كلماتها الشاعر الراحل " محمد جعفر عثمان " ولحنها الموسيقار " عمرالشاعر " .. وتقول بعض كلماتها :
السنين ضاعت واحسرتي لا الطيبة أجدت لا دمعتي
وكم في الخيال زينت بيك دنيتي وإحتضنتو غرامك
خبيتو في مهجتي ما كنت متصور في يوم خداع
في هواك أصادف ياريت , يا ريتني كنت عارف
وفي مطلع التسعينيات حزم الكروان حقائبه وشد الرحال للمملكة العربية
السعودية فأستقر به المقام بمدينة " جدة " .. فأمضى في الاغتراب ما يناهز
العشرة أعوام .. حيث
قدم في الغربة العديد من الأعمال .. وسجل كذلك العديد من الألبومات
و التقى هناك بالفنان الطيب عبد الله الذي أهداه أغنية طريق الشوق مشيناه و قام بتلحينها له .....
طريق الشوق مشيناه
وبحر الريد عبرناه
وقلنا في يوم مصيرنا نوصل
خيالك ماوصلناه
6
و تمضي أمواج الفرحة في تلك الأمسية الأمستردامية الفريدة و لما لا و شهر يناير تنطلق فيه أعياد و احتفالات الزهور وخاصة العيد الوطني للتوليب و بينما تتعالي ضحكات د. سمية البشير و عاطف جلابي و د. متشا الهولندية و بكري بشير بضحكته المميزة يعاتب متشا التي أرهقته بالرقص المتواصل في أغنية أرخي الرمش فوق الرمش و إتدللي....... يبدأ الكروان في أغنية يا أحلي عيون بنريدا بمقدمتها الموسيقية البهية .....تصل فرحتنا و بهجتنا القمة و نحن نردد و نرقص ثملي بأداء الكروان و صوته الشجي .... و بكل جرأة نشير إلي الحسناوات الجميلات مع كل كلمات الأغنية و تشاهد في وجوههن أجمل إبتسامة صادقة تصادفها في حياتك ....
يا أحلي عيون بنريدا
في زول علمنا الريدة
فضلنا نعد في رموشا
و سرحنا في دنيا بعيدة
يا أحلي عيون بنريدا
يا غيمة بتسقي الفل
يا واحة بترمي الضل
يا نسمة تعطر لينا
يا غنوة نحب ترديدا
عينيك الضاحكة خجولة
برمشك سيرة نقولها
يا روعة و فيك طفولة
و فيك حلاة غرويدة
مرافئ عينيك يا مرسي
مراكبيي التايه بترسي
ضميني و فيهم أرسي
و أعيشك أحلي قصيدة
و تتناثر الورود علي الكروان من جهات المسرح المختلفة و تغمر الفرحة طلته البهية و تشاركه الفرقة الموسيقية الفرحة فيتناغم الأداء الموسيقي مع رقص الحضور المنتشي ليصرح مدير القاعة بأعلي صوته أنها ليلة تاريخية فريدة للقاعة لن تتكرر أبدا..
7
و قبل أن نهدأ و نلتقط أنفاسنا قليلا تتمادي الفرقة الموسيقية و الكروان أن تصل فرحتنا و بهجتنا سدرة منتهاها و ذلك باداء أغنية يا عسل للشاعر إسحاق الحلنقي و حينها تحولت ساحة الرقص إلي أمم متحدة من تعدد جنسيات المشاركين فيها و كالعادة كان أحبتنا من اهل الهضبة هم من يسكبون خمر الفرح و السعادة علينا بكرم لا يوصف و سعادة بالغة..
ﻳﺎ ﻋﺴﻞ ﺭﺍﻳﻖ ﻣﺼﻔﻰ
ﻳﺎ ﻋﻴﻮﻥ ﻛﺎﺗﻼﻧﺎ ﺇﻟﻔﺔ
ﻓﻴﻚ ﺷﻔﻰ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻧﺤﻦ
ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻚ ﺑﻨﺸﻔﻰ
ﻟﻮ ﻭﻫﺒﻨﺎ ﻋﻤﺮﻧﺎ ﻟﻴﻚ
ﻛﻠﻮ ﻣﺎ ﺑﻨﻠﻘﺎﻫﻮ ﻛَﻔّﻰ
ﺍﻟﺠﻮﺓ ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ ﺑﻴﻦ
ﻣﺎ ﺍﻇﻨﻮ ﻋﻠﻴﻜﺎ ﻳﺨﻔﻰ
ﺭﻭّﻕ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺷﻮﻳﺔ
ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻧﺎ ﻳﻼﻗﻲ ﺿﻔﺔ
ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻧﻚ ﻟﻴﻨﺎ ﻋﺰﺓ
ﻭﻓﻲ ﻇﻼﻟﻚ ﻟﻴﻨﺎ ﻭﻗﻔﺔ
ﺍﻱ ﺑﻬﺠﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻴﻮﻧﻚ
ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻣﺎ ﺑﻨﺤﺲ ﺑﻴﻬﺎ
ﺳﻜﺔ ﻣﺎ ﺑﺘﺪﻭﻱ ﻟﻴﻚ
ﺗﺒﻘﻰ ﺿﻠﻤﺔ ﺣﺮﺍﻡ ﻣﺸﻴﻬﺎ
ﺳﺎﺣﺔ ﻏﻴﺮﻙ ﻻ ﺑﺘﺰﻫﺮ
ﻻ ﺑﺮﺵ ﺍﻟﻐﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻧﺎ ﺑﻨﺸﺘﻬﻴﻬﺎ
ﺍﻧﺖ ﺑﺘﻀﻮﻱ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﻭﺍﻧﺖ ﺑﻈﻠﻞ ﻏﻤﺎﻣﻪ
ﻳﺎﻣﺎ ﻫﻮﻧﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺳﻲ
ﻳﺎﻣﺎﻛﻢ ﻓﺮﺣﺘﻪ ﻳﺎﻣﺔ
ﺍﻟﺘﺎﻳﻪ ﻋﻤﺮﻭ ﻛﻠﻮ
ﻳﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﺩﺭﺑﻚ ﺳﻼﻣﺔ
ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻗﺮﺑﻚ ﻳﻔﺮﻫﺪ
ﻭﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻳﺮﺣﻞ ﻏﻤﺎﻣﺔ
8
و تأتي لحظات الفراق المر و الرحيل ....تقول وداع كلمة وداع يا سيدي مين البيحملا ..... هكذا و بدون مقدمات تنوي الرحيل النهائي و يتمدد الحزن في كل أرجاء الوطن .... و ننوح و نبكي و نفشل بإمتياز في مداراة الحزن بإخفاء وجوهنا في المناديل و صوتك الشجي يحاصرنا من كل الإتجاهات...... و تتدفق صور اللوحات و بهاء اللحظات و انت تتوسد دواخلنا و وجداننا بصوتك الحلو الشجي المترف في البهاء يا كروان الزمن الجميل.....
و انت ترقد الآن هادئا مطمئنا في ملكوت الله يا عبد العزيز إبن المبارك حامد الحبر و إبن الحاجة أمنة بت القطيرة و والد منية و أمل ...... نترحم عليك بقدر ما أسعدتنا و لن ننسي طيب معشرك و طلتك البهية و ضحكاتك العذبة و هي تزين ليالي غربتنا الطويلة و شتاءاتها القاسية..... و أسمح لنا أن نهديك الآلاف من زهور التوليب التي كنت تعشقها بشدة...
عادل عثمان جبريل
أم درمان ....الواحة
20فبراير 2020م
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.