الدعوة التي أطلقها دكتور حمدوك اليوم هو ما ظللت أنادي به في هذه الزواية منذ الأيام الأولى لتشكيل حكومتنا الإنتقالية. . فقد كان رأيي وقتها أن يتدافع السودانيون بتقديم ما يستطيعون تقديمه من أموال لحل الضائقة الإقتصادية الخانقة لكي نملك قرارنا، شريطة أن تلتقط الحكومة أنفاسها بعد ذلك لإسترداد أموالنا التي نهبها (المقاطيع). . وقد تأخرت الدعوة كثيراً، ليعلن عنها رئيس الوزراء بعد مرور هذه الأشهر الطويلة التي كان من المفترض أن نسترد خلالها جزءاً مقدراً من الأموال المسروقة. . لكن أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي مطلقاً. . وكل العشم أن يكون دكتور حمدوك قد وصل لقناعة راسخة بالمثل الرائج ( ما حك جلدك مثل ظفرك). . هي ليست (شحدة) كما رآها البعض. . فقد ظللنا نتداعى طوال أيام الثورة وجُمعت الأموال بالداخل والخارج لتوفير متطلبات الثوار. . فما الذي يمنع المقتدرين منا من دعم حكومة الثورة متى ما توفرت الثقة في توجيه هذه الأموال بالصورة الصحيحة، و تأكدت الرغبة والعزيمة على محاسبة اللصوص وإسترداد ما سرقوه طوال الثلاثين عاماً الفائتة. . جميل أيضاً أن تصادف هذه الدعوة (البل) المعتبر لعدد مقدر من المفسدين والمجرمين الذين خربوا البلاد وأشقوا أهلها. . فقد سعدت كثيراً بإقالة من لقبه المنافقون والفاسدون ب (الجنرال) وما هو بجنرال ولا يحزنون. . لعب حسن فضل المولى وقناته دوراً قذراً كثيراً ما كتبنا عنه خلال سنوات حكم الطاغية وبعد زواله دون أن يجد ذلك الآذان الصاغية. . كان الهدف واضحاً من معظم ما قدمته القناة التي صنعت المئات من مطربي ومطربات الغفلة حتى ينشغل الشباب بالفارغة ويطول أمد الفساد والظلم والطغيان. . وأتمنى أن يتوسع (البل) الذي شهدته القناة ليشمل عمكم السر قدور وبرنامجه الذي استنفد أغراضه تماماً. . فقد سوق هذا الرجل وهم التوثيق للغناء السوداني، لكن لا أظنه كان يجهل حقيقة كونه أحد أدوات نظام المخلوع لإلهاء الناس، وإلا لما كان من زوار (الساقط) في صالونه بكافوري. . شمل (بل) اليوم أيضاً عدداً كبيراً من المفسدين في وزارة الشباب والرياضة التي كان رأينا أيضاً أن يتم تنظيفها سريعاً بالنظر لأهمية دور والشباب، والفساد الكبير الذي شهدته الرياضة في العقود الماضية. . المالية والتخطيط والأراضي كلها مؤسسات استحق الكثيرون فيها (البل). . وقد تداول الناس كشفاً كبيراً لمجموعة من المفسدين بوزارة الخارجية، لكن لم يُعلن حتى اللحظة رسمياً عن إقالتهم، بالرغم من أنهم استحقوا الإقالة منذ يوم تنصيب الحكومة الإنتقالية، وأرجو ألا يكون هناك مسعىً من المكون العسكري لتعطيل إقالة هؤلاء. . بِلوهم جميعاً (بلا يبلاهم) فقد أفسدوا حياتنا وأحالوها لجحيم لا يُطاق. . شيء أخير يتعلق بالإعتداء على الأطباء. . فهذا الأمر لن تجدي معه المناشدات لأن الواضح أن وراءه بعض المفسدين في الشرطة. . وبما أن البلد يمر كسائر بلدان العالم بأزمة صحية تتطلب حركة الكوادر الطبية بحرية، وتفرض على الجميع أن يرفعوا لهم القبعات، فليس أقل من إحراج العسكر ومطالبتهم بأن يحشدوا للدوريات الشرطيين الأنقياء الذين يؤمنون بهذه الثورة. . مثلما استبدلتم العساكر الوطنيين ببعض الخونة ليلة فض الاعتصام، يمكنكم يا عسكر السيادي أن تفعلوا العكس في هذه الأيام، فالكورونا لن تميز بين السودانيين وفقاً لتوجهاتهم السياسية. . أبعدوا بعض (المقاطيع) وصعاليق الكيزان عن نقاط التفتيش وأختاروا لها (أولاد ناس) يفهمون معنى أن تسهر الليالي لتجنيب أهلك شرور الأوبئة والأمراض. . تمنيت أن يكون الأخ الإعلامي معتصم محمد الحسن حضوراً في يوم إقالة مدير قناة النيل الأزرق الذي إكتوى من نيران ظلمه كثيراً، لكن شاءت إرادة المولى أن يكون معتصم في عزاء والده الذي إنتقل إلى الرفيق الأعلى نهار اليوم، نسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى و أن يلهم معتصم وأسرته الصبر الجميل. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.