صدف أن كنت مراقبا في امتحان مادة إدارة الكوارث في برنامج الماجستير بالجامعة. وفي أثناء تجوالي داخل القاعة الكبرى توقفت امام احد الدارسين وهو منغمس في ورقة الاجابة... كأن قد تجاوز الأربعين من عمره واعرف ان له خبرات عملية طويلة في مجال الإدارة. ألقيت نظرة على ورقة اجباته بدافع الفضول ، فوجدته قد كتب في معرض الإجابة على أحد الأسئلة مستشهدا بأحد الامثال السودانية :(الجفلن خلهن اقرع الواقفات). انحنيت على كتفه برفق، وهمست في أذنه قائلا:( لو كنت استاذ المادة لأعطيتك صفرا على هذا الإجابة ). رفع رأسه قليلا.... كأن حديثي قد مثل له نوعا من الاستراحة ... وقال متسائلا... لماذا يا أستاذ. قلت له :(في علم إدارة مخاطر الكوارث انت مسؤول عن اللاتي جفلن وعن اللاتي لم يجفلن). ثم هب أن هؤلاء الجافلات كانوا بشرا. الست مسؤول عنهم . والجفل هنا يقابله التفريط وعدم التحسب للإحتمالات ... المفروض ان تكون قد وضعت تصور (سيناريو) لكل الاحتمالات لأن هذا العلم هو علم الاحتمالات ورسم السيناريوهات.... ثم ختمت بالقول اي شيئ يجفل منك يعد خطأ جسيما، وليس لك الحق أن تحيل اي خطأ للقدر. أومأ برأسه عبارة عن تفهمه... ابتسم ابتسامة ساخرة وقال لي بهمس :( حتى الأمثال التي نعتبرها غاية في الحكمة طلعتوها ما علمية.) د. محمد عبد الحميد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.