تسري الأخبار بين الباحثين عن طوق نجاةٍ في بحر متلاطم من الأذى كما تسري النار في الهشيم، وتضفي وسائل التواصل الإجتماعي على هذه الأخبار صبغةً من مصداقية يريدون تصديقها وإن جافتها ثوابت العلوم، فما بين طفل يعالج الناس بإكسير الصحة في قرية لا تكاد تبين ملامحها على الخريطة، إلى تسجيل من طبيب "موثوق" يعمل في دولةٍ خليجية وأحياناً أوروبية يحدثنا عن فعالية القرض والقرنفل وزيت السمسم في القضاء على الكورونا ،،، يتنقل التسجيل برشاقة بين المجموعات والصفحات الإسفيرية ليشكل نوعاً من الحقيقة التي يصعب ضحدها. تكمن خطورة هذه المعلومات غير الصحيحة في رسوخها في أذهان العامة الذين يدعمونها بقصصٍ عن تجاربهم مع القرض والقرنفل في علاج النزلات الحادة والإنفلونزا الشديدة ،،، وما الكورونا إلا إبنة عمهم ،،، إذاً لا داعي للاحتراس ولنمارس حياتنا بشكلٍ طبيعي، وإن وقعنا في شراكها فالقرض قادرٌ على حِراكِها فتصفو الصدور من وعثائها ،،، وحين ترافق مثل هذه المعلومات ما يؤكد صحتها مثل صدورها من طبيب يعمل خارج البلاد تزداد ثقة الناس في قشةٍ إن ركنوا إليها قد تقصم ظهر البعير وتورد الناس موارد الهلاك. تراهن الحكومات الذكية على التعليم سلاحاً لمحاربة الجهل والمرض والتخلف ونجحت في ذلك، فتشفى شعوبها من أسقام الإنقياد لعبادة الأفراد والهرولة خلف سراب يذيع بين الناس وما يصدق ذائعه ،،، بينما تلجأ الحكومات العسكرية والديكتاتورية للقبضة الأمنية لتوطيد أركان حكمها وتصرف على الجهات الأمنية ما كان يجب صرفه على التعليم، فتتراكم عليها فواتير تكاليف الجهل التي ترهق الحكومات والشعوب معاً عند المنعطفات الجادة مثل منعطف جائحة الكورونا الذي أوقف مسيرة الحياة وأجبر الناس على الإختباء من شروره، ووضعهم بين مطرقة الكورونا وسندان العوز والحاجه ،،، وكلاهما مُرْ. لا تنبت الشائعات إلا في منابت الجهل، ولا تسري بين الناس إلا حين يغيب التفكير في أبسط صوره، فالعالم من أقصاه إلا إلى أدناه يعانى الأمرين من تبعات هذا الڤيروس اللعين، ويعمل علماؤه ليل نهار في سباق محموم مع الزمن من أجل إيجاد علاج يقضى عليه، وقطعاً لا يخفى عليهم ما تحتويه نباتات القرض والقرنفل وغيرها من موادٍ نافعة وتركيباتٍ مفيدة، فالقرض موجود في أسواقهم بعبواتٍ جاذبة وأسعارٍ ليست بالرخيصة، مما يؤكد استخدامهم له وبشكل مستمر، فإن كانت له القدرة على سحق الكورونا لصرنا في طليعة الدول المصدرة للقرض، ولتسنمنا قيادة منظمة "أوبيك القرض" ،،، وصار رأس الجنيه ورأس الدولار سواءً، (وكان الكتوف إتلاحقت) ،،، إن بث المعلومات المضللة بين الناس يرقى لمستوى الجريمة لما يمكن أن تسببه من أضرار جسيمة تمس حقوق الناس وعافيتهم. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.