اللجنة الامنية في سباق محموم مع الوقت قبل ان تقدم لجنة نبيل اديب نتائج تحقيق مجزرة فض الإعتصام ، تسعي سعيا حثيثا لإلعاد قوات الدعم السريع من العاصمة حتي تتاكد ان الثورة اصبح ظهرها مكشوفا ثم تنقض الدولة العميقة بما لديها من القوات المسلحة والاجهزة الامنية والشرطية والمليشيات وكتائب الظل بانواعها لتبيد كل من يقف في وجهها من ابناء الشعب السوداني باكثر عنفا وضراوة وإنتقاما من الطريقة التى امر بها المخلوع بالقضاء علي الثوار في ساحة الإعتصام قبل ياتي الصباح في ليلة 11ابريل ! حتي وان أبادوا اكثر من الثلثين لا يهمهم ، ما يهمهم إستعادة السلطة . ماذا يستفيد الوطن ان يدخل الثوار العزل في مواجهة مع هؤلاء المجرمين في الشوارع والساحات ويموت الابرياء بالآلاف وينزلق الوطن برمته الي الهاوية ! لماذا يرفض الناس ان يحمي حميدتي ظهر الثورة ضد الدولة العميقة الي حين تظهر نتائج تحقيق لجنة مجزرة فض الإعتصام ؟ فإن ثبت انه متورطا في جريمة فض الإعتصام ،يواجه مصيره المحتوم امام العدالة من اجل انقاذ الثورة والوطن فينبغي ان تلعب السياسة" بالتكتيك المرحلي" اي ان تكون لديك من المرونة والقدرة علي الحركة في مواجهة الاحداث المتلاحقة ، لتحتويها قبل ان تحتويك ! ، وإلا ذهبت الثورة وذهب الوطن . ولا يقل لي احدكم ان المجتمع الدولي لن يسمح بالمجازر في السودان ! فماذا فعل المجتمع الدولي إزاء المجازر التى حدثت في كل من العراق واليمن وليبيا وسوريا ؟ بل ماذا فعل المجتمع الدولي لنا في السودان ، عندما كانت الانقاذ تقتل وتبيد وتسحل وتبطش وتنكل وتغتصب الشعب السوداني علي مدار ثلاثين عاما ! لاسيما و في الشهور الثمانية التى كانت احداث الثورة فيها تمور والشهداء يتساقطون بالمئات؟ ودول جوارنا العربي والافريقي من حولنا كان البعض منها يتفرج، كأن الذين يحصدهم رصاص النظام من الثوار الشباب ليسوا بشرا ، بل سعي بعضها جاهدا لإجهاض الثورة في بدايتها ،ولكن شعب السودان البطل ،صانع الثورات السلميات، انتصر وصنع ثورة ديسمبر العظيمة ،وجعل نفس هذا العالم الذي كان متفرجا يتغني بها بكل لغاته ؟ إبحثوا عن الخيط الرابط بين خطاب حميدتي الاخير ، وبين تهديد دكتور إبراهيم غندور بإستخدام الرصاص في رد فعله علي إسترداد لجنة التفكيك لاراضي الشعب واصوله المنهوبة ، وفيديو الناجي عبد الله الذي اعلن فيه الحرب الشعواء ضد البعثة الاممية التى وافقت علي مساعدة حكومة حمدوك علي بناء السلام وتامين التحول الديمقراطي تحت الفصل السادس، بينما كانت القوات الاممية "تبرطع "في ربوع السودان تحت الفصل السابع ونظام الإنقاذ صم بكم ! فلماذا لم يدعو الناجي عبدالله الجماهير الخروج ضد هذه القوات حينها ؟ لان الخروج المطلوب الآن هو خروج لإجهاض الثورة تحت ستار محاربة بعثة الاممالمتحدة والعودة بنا القهقري ولكن هيهات هيهات !!