العنوان ليس من عندي؛ بل هو عنوان من لا صاحب له، فقد اصبح متداولا بين الصحف عند نشر خبرة وفاة اي شخصية عامة ومشهورة ، ثم يتضح لاحقا بأن الخبر مفبركا وغير صحيحا لأسباب معلومة او مجهولة عند أصحاب المصلحة وأحيانا ( الميت ) نفسه. والظاهرة ليست بالجديدة في المجتمع الإنساني من قبل أن يشتكي الشاعر الجاهلي ( لبيد بن ربيعة العامري) في ابياته المشهورة( ولقد سئمت من الحياة وطولها...وسؤال هذا الناس كيف لبيد ).فالناس كانت تسأل في حقيقة الامر عن موت لبيد وليس حياته التي طال بها الامد...متي يموت ؟ وفي عالمنا العربي تكثر شائعة موت المشاهير بشكل متواتر كلما باعد الموت في رحيل بين مشهور وآخر وكأنها تبحث وتسعد بموت المشاهير!! خاصة في عالم الفن والفنانين. الشحرورة ( صباح) قرأت بنفسها خبر وفاتها عشرات المرات حتي سئمت من تكرار خبر وفاتها وإثبات انها حية ترزق..ولم ترحل الا بعد عمر طويل بلغ 87 سنة وانجاز 3000 اغنية وتسعة زيجات فاشلة. الفنان عبدالحليم حافظ، وبسبب مرضه الكثير، مات علي صفحات الاشاعة مرات ومرات حتي تحقق ذلك لأصحاب الاشاعة عام 1977 فاراح واستراح . وكذلك الحال مع الفنان عادل إمام، فله نصيب وافر من شائعة الموت ، كان آخرها قبيل رمضان الحالي وعرض مسلسله الناجح ( فالنتينو )..وقد علق علي ذلك بأسلوبه التهكمي( هما ، ليه مستعجلين علي كدا ؟)وفي السودان، هناك تحفظ ظاهر في المجتمع السوداني علي نشر إشاعة الموت الا بعد تأكيدها من أهل الميت..ولكن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي و صعوبة تحديد المسئولية الأخلاقية والقانونية حيال مصدر الاشاعة وأسبابها....بدأت تتمدد الإشاعة وتتداخل مع بعضها البعض في مجالاتها المختلفة بما في ذلك شائعة الموت. اقول ذلك، وقد انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية شائعة موت ورحيل أحد رموزنا الوطنية...مما أدخل البلاد في موجة حزن شديدة...ثم اتضح لاحقا أنها إشاعة!! نعم هي إشاعة، ولكنها خطيرة بحجم ما خلفته من آثار سالبة بحق الزعيم ومريدوه داخل وخارج السودان. : ولم يسلم أهل الفن من هذه الظاهرة ...ومنهم الكابلي.. وحمد الريح...وعثمان مصطفي ...وعبدالرحمن عبدالله...والنور الجيلاني...وغيرهم من الشعراء والأدباء والمفكرين...ماتوا علي صفحات الصحف السيارة ووسائل الاتصال...بينما هم لا زالوا أحياء يدبون على الأرض..بل ويجتهدون في إبداعهم حتي يطربون ويسعدون أصحاب هذه الإشاعات إذن الظاهرة موجودة منذ القدم وفي كل المجتمعات شرقية كانت أم غربية وفي كل المجالات بما فيها السياسية العالمية ومنها كما سمعنا برحيل الزعيم الكوري الشمالي( كيم جونغ أون ) عندما غاب لفترة قصيرة عن المسرح السياسي فانتشر خبر وفاته في كل الوسائل العالمية...ولكن الزعيم الكوري الشمالي فاجأ الجميع خاصة العالم الغربي بظهوره المصور وهو يفتتح احدي الإنشاءات الإنتاجية في بلاده...ثم تعود الاشاعة من جديد في اختفاءه مجددا للمرة الثانية. ! ومع وجود واستمرار الظاهرة؛ يظل تفسيرها( من الناحية العلمية) حتي الان مجهولا في أحد عناصرها البنائية...وهي لماذا تستعجل الجماهير رحيل نجومها رغم حبلها لتلك النجوم؟ وما مدي تاثير مثل تلك الشائعات علي ( أرواح ) اصحابها وهم يشاهدون علي اوراق الصحف اخبار رحيلهم وكأنهم يتلذذون بهذا الرحيل المبكر ؟ د.فراج الشيخ الفزاري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.