[email protected] لا يختلف هلاليان حول المكانة الكبيرة التي يتمتع بها قائد الفريق هيثم مصطفى ( البرنس ) وسط الأهلة إداريين ولاعبين وجمهور وإعلاميين. نعلم تماماً غيرته وحبه للأزرق وهو ما يؤكده تدخله الأخير لحل الخلاف المالي بين النادي وأحد الفنادق. كما انعكس ذلك جلياً في محاولاته المستمرة لتصبير اللاعبين الذين تذمروا من عدم صرف مستحقاتهم. لولا جهود الفتى لفشلت معظم تمارين الفريق في الفترة الأخيرة التي انشغل خلالها أعضاء مجلس الإدارة المتهالك بخلافاتهم واستقالاتهم واستراحاتهم. كما نتفق جميعاً على أن البرنس قضى أجمل سنوات عمره في الميادين يقدم لجماهير الكرة عامة الإمتاع والدروس في التمرير السليم وتسجيل وتجهيز الأهداف على أطباق من ذهب لمهاجمي الهلال والمنتخب الوطني. ولن نختلف مطلقاً حول أهمية البرنس كقائد للفرقة الهلالية سيما في الوقت الحالي الذي افتقدنا فيها إدارة الكرة المسئولة التي تملك موهبة التعامل مع اللاعبين وتعرف كيف وتتلمس أوضاعهم و تحل مشاكلهم. لكن كل ما سبق لا يمنح أي من كتاب الهلال الحق في مهاجمة مدرب الفريق كامبوس إن قرر جلوس البرنس على دكة البدلاء في أي عدد من المباريات. ما تقوم به بعض الأقلام الزرقاء في هذا الصدد يعد تحريضاً صريحاً وقد رأينا أثاره السالبة قبل يومين. المظهر القبيح لبعض جماهير الفريق التي حاولت الاعتداء على المدرب ليس بالأمر الذي نحتفي به في أعمدتنا. وكثيراً ما تمنيت أن يكف البعض عن توظيف شعبية النجوم السوبر في بلدنا لخدمة أغراضهم الخاصة وتحقيق الشعبية وسط جماهير الفريق. مهما كبرت مكانة البرنس عندنا كأهلة سيظل هيثم لاعب كرة وليس مدرباً ومن حق المدرب أن يختاره ضمن التشكيلة أو يستبعده عنها. لذلك لا أرى سبباً واحداً يجعل البعض يتهكمون من تبرير كامبوس لعدم اشراك البرنس في المباراتين الماضيتين. فالمدرب هو صاحب القرار الأخير في اختيار التشكيلة ومن حقه أن يستبعد أي لاعب دون أن نطالبه بالمبررات. لست في معرض الدفاع عن المدرب كامبوس بل لدي تحفظاتي حول عمله، لكنني أتحدث عن مبدأ والمبادئ دائماً لا تتجزأ. وإن جئنا للمستوى الفني فكثيراً ما شارك البرنس في مباريات لم يكن أداء الهلال فيها جيداً، بل تمنينا في بعضها أن يتم استبداله وظني أن ذلك كان يصب في مصلحته هو قبل سواه. وكثيراً ما طالبنا مدربي الهلال السابقين بمنح بديل البرنس الفرصة ودعوت البرنس نفسه أن يساهم شخصياً في صناعة بديله القادم ويشجعه ويشد من يده وكنت حينها أعنى الفتى اليافع النعيم. ورددت مراراً أن وقفة البرنس مع من سيحل مكانه بعد اعتزاله سيزيد من احترامنا وتقديرنا له. لكن يبدو أن مدربي الأمس كانوا مجرد أدوات في أيدي الإداريين وبعض الأقلام لذلك لم يتجرأ أي منهم ويفعل ذلك. أخلص من ذلك إلى أن المدرب وحده هو الذي يحدد متى يشارك البرنس أو غيره من اللاعبين ومتى يجلسون على الدكة. محاولات الضغط على المدرب من خلال تحريض الجماهير والتعامل معه كمن ارتكب جريمة بوضع البرنس على الدكة أمر غير مقبول إطلاقاً. ومثل هذه الكتابات التحريضية هي التي توسع الجفوة بين المدرب وقائد الفريق، لا العكس كما يتوهم البعض. بعضنا يكتب بعواطفه وبعضنا يكتب وفقاً لمصالحه وبعضنا لا يفوت فرصة لاستغلال نجومية لاعبينا الكبار حتى تصفق له جماهير الفريق وتقول هو ذا حامي الحمى وسيف الهلال، وحين تقع الكارثة نلطم الخدود ونبدأ الصراخ. الأمور لا تتجزأ يا أخوة فإما أن نكتب بعقلانية ونطبق ما نراه صحيحاً ونرفض الخطأ أياً كان مصدره أو مبرراته أو نركض وراء العواطف ونقبل بكل سيئ تحمله لنا الأيام. وختاماً أقول نحبك يا برنس لكننا نحب الهلال أكثر منك وكل الذي أرجوه هو أن تظل كبيراً وأن لا تلتفت لمثل هذه الكتابات ذات الغرض. أنت قضيت أحلى سنوات عمرك نجماً لامعاً بالهلال ولابد أن تنهي المسيرة على هذا المنوال. وحتى تختم حياتك بمثل ما بدأتها واصل جهودك من أجل الكيان الذي أحببته وتذكر أن القائد لابد أن يكون قدوة إن شارك أو جلس على دكة البدلاء. ففي الحالتين يحتاجك زملاؤك فكن لهم نعم القائد ولا تهتم كثيراً يما يكتب ويقال لأن أهدافه ومراميه معروفة ولعلك أول العارفين. وتأكد أن بعض المباريات تتطلب وجودك كأساسي وحينها لن يتردد المدرب في إشراكك سواءً كان بينكما خلاف أم لم يكن.