بسم الله الرحمن الرحيم الصفقات الخاصة بين قادة الحركات الدارفورية والحكومة في "الدوحة" تصفية لقضية دارفور !! مدينة " الدوحة " القطرية ضجيجها يساوي ضجيج المدن العالمية الكبرى ، بعد ان أصبحت قبلة لحلحلة القضايا والمشاكل العربية العربية الشائكة لعدة سنوات . ومن حظها كانت على موعد جديد من ضجيج الحركات الدارفورية المسلحة مع الحكومة السودانية والوساطة الدولية والأفريقية التي توافدت إليها منذ العام الماضي لوضع حد للأزمة الدارفورية المشتعلة منذ عام 2003 ، لكن ضجيجها هذه المرة لم ياتي بحلول منصفة وعادلة للشعب الدارفوري المقهور ، بل جاء في شكل صفقات ومحاصصات خاصة استفاد من نتائجها الموقعين عليها دون " الشعب الدارفوري " . http://www.watan.com/images/stories/Yemen_Das.jpg حوار الحركات الدارفورية المسلحة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الدوحة وغيرها من العواصم والمدن ، لم يفضي الى ما كان يتوقعه الشعب الدارفوري المرمي في مخيماته ومعسكراته وملأجئه المظلمة ، بل أظهرت هذه اللقاءات المشبوهة الموتورة حالة الضعف والهوان والعجز الذي يعيشه الساسة الدارفوريين ، ووجود ضعف واضح فيما تبدو عليه خاصة قادة الحركات من حال يرثى له ، إثر توقيع خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة على اتفاق اطاري لوقف اطلاق النار مع الحكومة السودانية وتقسيم السلطة والثروة معها ، وتلاه التيجاني سيسي رئيس حركة العدالة والديمقراطية بتوقيعه على اتفاق اطاري آخر لتقاسم الثروة والسلطة مع نظام الخرطوم .. وهكذا يكون الموقعين على هذه الاطارات الثنائية قد شنقوا أنفسهم شنقا - بل أقدموا على انتحار اختياري .. لأن حزب المؤتمر الوطني الحاكم وبهذه التوقيعات الاطارية الثنائية يكون قد نجح على أن يمضي قدما باتجاه تصفية القضية الدارفورية نهائياً وبطريقته وإسلوبه .. فيما قادة دارفور يتصارعون مع بعضهم البعض على المناصب والوظائف الديكورية .. هكذا تبدو الصورة واضحة للدان والقاص ، بحيث لا يحتاج أحدهم إلى عدسات طبية للرؤية . الصفقات التي تمت في الدوحة القطرية ، استبقت نتائج الحوار ، بانفراد حركة العدل والمساواة التي يقودها خليل ابراهيم بمصالحة النظام العنصري القائم بالخرطوم ، وما تم الاتفاق عليه في العاصمة التشادية أنجمينا زاد من حالة اللبس والتكهن بحقائق وخفايا ما حدث في الحوارات الانفرادية بين الحركات الدارفورية في الدوحة . أن انفراد حركة العدل والمساواة بالتوقيع على الاطار التفاهمي مع نظام الاقلية العنصرية في الخرطوم كان في واقع الأمر هدماً للوفاق الدارفوري ، وتعبيراً أنانياً انتتهازياً كشف عن عقل اقصائي تهميشي لا يقل في خطورته عن العقل " الجلابي " الرافض للآخر ، بل تحدث قادة حركة العدل والمساواة بعد اطارهم المثقوب مع بقية قادة الحركات الآخرى بلغة الذات الضيقة الباحثة عن غنيمة ونفوذ ، هذا ما أثبتته الأيام التي تلت اطارات الدوحة . وبحسب التصريحات التي أدلى بها عدد من قادة الحركات الدارفورية عقب انفراد خليل باطاره ، فإنهم لم يفاجأوا بإنقلاب خليل ابراهيم عليهم ، وعلى الشعب الدارفوري ، برفضه فكرة توحيد كافة الحركات والفصائل الدارفورية في جسم واحد لمواجهة الغطرسة الحكومية ، بل انهم توقعوا هذه الخطوة منذ فترة . كما ان اقدام حركة العدل والمساواة على الاتفاق الانفرادي لم يكن مفاجئا لكثير من المراقبين السياسيين ، سيما وان زعيم الحركة السيد خليل ابراهيم كان انقاذياً حتى النخاع قام بأعمال جهادية ضد أهالي جبال النوبة وجنوب السودان في تسعينيات القرن الماضي ، مما يعني أن الحركة على دراية بالأدوار الخبيثة واجادة لعبة الشد والجذب السياسي . ان هذه الإطارات الثنائية التي يوقعها قادة الحركات الدارفورية المسلحة مع الحكومة السودانية تنذر بخطر عظيم على مستقبل كل دارفور ، خاصة أنها لم تلبي أدنى المطالب المشروعة والعادلة للشعب الدارفوري ، وهو الذي يتساءل لماذا ينفخ قادة حركات دارفور في " الوهم والسراب " ؟ ووسط هذه الصفقات والإتفاقات التى تجرى على قدم وساق في العاصمة القطرية " الدوحة " والتشادية " أنجمينا " فإن ملف قضية دارفور مازال مفتوحا ، ورغم الجهود المبذولة من قبل الحكومة السودانية الإدعاء بأن منبر " الدوحة " آخر منابر ملف قضية دارفور ، إلآ ان أزمة دارفور ستفجر الكثير من المفاجآت أمام المجتمع الدولي وأمام الحكومات التي لا تصدق أصلاً كل ما تقوله نظام الخرطوم ، وهذا ما ستصيب رجال الإنقاذ الذين تلوكهم الألسنة بحالة من الخوف والذعر . الصفقات التي تم طباختها في الدوحة القطرية ، وأنجمينا التشادية ، كشفت عن مفاجآت مدوية أبرزها تغليب القادة الموقعين عليها على المصالح الخاصة ، دون وضع أي اعتبار للمصالح العامة لأهالي دارفور ، وأن قضية دارفور تحولت إلى مطية عفية تحمل كل أنواع المغانم ، أما أجساد النازحين واللأجئين فلتأكله الكلاب والأسود . وبالاضافة إلى هذه الاتفاقات الثنائية التي تعتبر طعنا بخنجر مسموم في جسد الشعب الدارفوري ،، فان نظام الاقلية الرجعية الحاكم في السودان قد فرض من خلال عملائهم الجنجويد الرعاع والبدو الذين سلطوهم على الناس هناك لقطع رقابهم وذبحهم ، وصار الشعب الجائع والمحروم يسعى باستمرار لإنقاذ نفسه من ظلم الحاقدين . نحن أبناء السودان مكلفون بانقاذ الشعب الدارفوري المظلوم والمحروم ، ومكلفون أيضا بدعم المظلومين والمقهورين والمستضعفين في كل السودان ، ومكلفون بمحاربة الإستغلال وتبيان الحقائق للعامة ، ومكلفون بملاحقة المجرمين والظالمين والناهبون وآكلو أموال الشعب بالحرام ووووووووو . كيف نبقى صامتين ونحن نرى بأم أعيننا الخونة واللصوص يعقدون صفقات مسيئة للدارفوريين مع النظام العنصري الحاكم في الخرطوم لتصفية القضية العادلة ؟ وأليس من وظيفة أبناء السودان الأحرار إنهاء هذا الوضع الظالم ؟ ، واسقاط المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الدارفوري في سبيل إسعاده ؟ تطبيقاً لقول الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي : إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَدَر وَلا بُدَّ لِلَّيْلِ أنْ يَنْجَلِي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِر وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَاةِ تَبَخَّرَ في جَوِّهَا وَانْدَثَر فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَةِ العَدَم المُنْتَصِر كَذلِكَ قَالَتْ لِيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَني رُوحُهَا المُسْتَتِر وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر إذَا مَا طَمَحْتُ إلِى غَايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر والسلام عليكم .