«تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤتمر التعليم بجامعة الخرطوم من أجل منظومة وطنية حديثة لتطوير التعليم .. بقلم: المكاشفي عثمان دفع الله القاضي
نشر في سودانيل يوم 15 - 08 - 2020


الأسس العلمية الصحيحة لبناء المناهج في السودان
مساهمة الدكتور/ المكاشفي عثمان دفع الله القاضي
دكتوراه الإدارة والتخطيط التربوي ( في استراتيجيات تطوير المناهج )
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
علمت أن هناك مؤتمر للتعليم تعقده جامعة الخرطوم مطلع الأسبوع القادم و أحببت من على البعد أن أقدم مساهمة وطنية مخلصة في بعض المقالات للقائمين على أمر المؤتمر و لوزارة التربية والتعليم ببلادنا و لاطلاع الرأي العام لشعبنا السوداني على الحقائق العلمية والتربوية التي يبنى عليها تطوير تعليمنا ليساهموا بعلم ووعي في واحدة من أهم قضايانا السودانية على المستوى القومي .
هناك أربعة عوامل أساسية في وضع المناهج و تطويرها تتمثل فيما يلي:
الأساس الأول : الأساس الفلسفي :
هو عبارة عن الآراء والأفكار التي توصل إليها علماء التربية والفلاسفة و التي يمكن أن تعد لنا النشء حتى يصيروا مواطنين صالحين في مجتمعهم .
الاستناد إلى فلسفة تربوية واضحة تتضمن نظرة كلية للكون والحياة والإنسان تتمشى مع مبادئ المجتمع وقيمه وتطلعاته أمر لا بد منه , إذ أن الفلسفة التربوية دليل عمل للعملية التربوية والتعليمية بما فيها المناهج , وهي الإطار الشامل والمحرك للعمل التربوي.
إن معيار صدق هذه الفلسفة وفاعليتها تتجلى في مدى التحامها بواقع التعليم والتعبير عن نفسها في أهدافه وسياسته وتنظيمه ومناهجه وخصائص المتعلمين وطبيعتهم وطرائق تفكيرهم وخصائص نموهم , ولكي تحقق الفلسفة التربوية كل ذلك , لا بد لها من أن تكون انعكاسا للفلسفة الاجتماعية القائمة التي تجسد أهداف البلاد في الوحدة الوطنية وبناء المجتمع المنشود وربط الحياة القومية في أفقها الإنساني والعالمي .
هناك العديد من الحركات الفلسفية لبناء المنهج المدرسي في العالم تختلف أفكارها ومنطلقاتها , و نستعرض اثنتين منها هما الفلسفة الأساسية او التقليدية Essentialism or Traditional التي تندرج تحتها أنواع فرعية من الفلسفات كالمثالية والواقعية والعلمية والإنسانية والعقلية , والفلسفة التقدمية Progressionism والتي تندرج تحتها أنواع أخرى من الفلسفات الفرعية كالفلسفة التجريبية والتجريدية والطبيعية والوجودية .
الفلسفة الأساسية : تؤكد هذه الفلسفة على ما يلي :
- التربية عملية حفظ ونقل الارث الاجتماعي .
- أهمية حصول الطلبة على أساسيات المعرفة ارضاءا لدوافعهم وتنمية لخبراتهم و لعقولهم .
- يؤمن أصحاب هذه الفلسفة بان حرية الطلبة مهمة وتوفيرها لهم أمر ضروري .
- تؤكد هذه الفلسفة على أهمية وضع مستويات للتحصيل يتعين على الطلبة بلوغه .
-الإبداع في نظرهم عملية نشاط لتهذيب الذات .
الفلسفة التقدمية :
يمكن إرجاع هذه الفلسفة أوائل هذا القرن حيث يعود الفضل إلى قادتها من أمثال جون ديوي ( John Dewey) وكلباترك ( W.H.Kilpatrick ) حيث قدموا مجموعة واسعة وقوية من الأسس التربوية للتجارب والعمل التجريبي التربوي بهدف تحسين المنهج المدرسي وتتميز الفلسفة التقديمية بما يأتي :
- الأيمان بحرية الطالب واستقلاله الفكري والعلاقة الديمقراطية بين المتعلم وطلبته .
- يرى بعض أصحاب هذه الفلسفة بضرورة اهتمام التربية بمشكلات المجتمع والمسؤولية الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة في المجتمع.
- تهتم بأنواع الأنشطة الإبداعية والبنائية و التدريب على حل المشكلات.
- تؤمن هذه الفلسفة بالتغيير والتجديد والتطوير في بناء المناهج .
- تؤمن باستخدام الأسلوب التجريبي في التعليم والتدريس .
الفلسفة التقديمية قد أحدثت ثورة كبيرة في المجال التربوي ولها أثرها الملموس في المناهج المدرسية بخاصة والعملية التربوي في المدرسة بعامة .
هل يمكن التوفيق بين الفلسفة الأساسية والفلسفة التقديمية ؟
قال بعض التربويين انه يمكن تحقيق ذلك نظرا لان التلميذ يحتاج في نموه الى خبرات التراث الثقافي , وعلى العموم ان الفلسفة التربوية في عصرنا تحتاج الى ان تجمع بين الفلسفتين , أي بين إشباع حاجات وميول الأطفال والشباب وخدمة حاجات البيئة المحلية والمجتمع بوجه عام والاستمرار بالاهتمام بالتراث الاجتماعي وبقدر معين بحيث يساعد على فهم المشكلات القائمة ويدعم تطوير المجتمع وتقدمه .
ولعل هذا ما دأبت عليه فلسفة التربية في وطننا العربي , و يمكن ترجمة الأفكار الى حيز الواقع من خلال البرامج والمناهج التربوية واختيار مفرداتها ومحتوياتها .
و أوصي عند تخطيط وبناء مناهجنا بالسودان التوفيق بين الفلسفتين الأساسية والتقدمية لتحقيق التطور بتدرج آمن لمجتمعنا واستقراره ووحدته ويراعي أوضاعنا .
الأساس الثاني لبناء المنهج : الأساس الاجتماعي :
تعريف المجتمع : هو مجموعة ناضجة من الأفراد تحكمهم عادات وتقاليد خاصة بهم تتمثل في الولاء وحب مصلحة الجماعة .
التربية عملية اجتماعية تختلف من مجتمع لآخر حسب فلسفته .
المناهج في أي مجتمع تقدم تصور المربين في هذا المجتمع للمقررات التي يمكن أن يتعلم التلاميذ من خلال المرور بها وتمثل فكرا من حصيلة البحوث العلمية أو نقل افكار عن الاخرين وقد يكون خليطا من هذا وذاك .
الاتجاهات الرئيسة في ميدان المناهج :
ثلاثة اتجاهات : 1- الطالب محور المناهج . 2- المعرفة ونقلها للطالب .
3- المجتمع محور والتركيز يكون على ما يريده المجتمع وحاجاته و فلسفته و تغييراته .
توجه التربية عملية الضبط الاجتماعي بإطارين :
1- قيود الضبط الاجتماعي حيث أن الخالق عزوجل يحدد معالم الحلال والحرام وبينها الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى :" وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ "( النحل : 116)
2-أن يكون الضبط الاجتماعي نابعا من ضمير الإنسان وفطرته بالرقابة الذاتية
قال الله تعالى : « وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿7﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿8﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴿9﴾ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴿10﴾ . ( سورة الشمس ) .
المدرسة مؤسسة تحقق أهداف معينة يريدها المجتمع لأبنائه، فهي تسير على نهج معين هدفه تحقيق الغايات التي يريدها المجتمع والتي يعتبرها هامةً وأساسيةً لاستمراره في الحياة، لذا نجد الأسس الاجتماعية للمنهج تهتم بالمنهج المدرسي نابعاً من التراث الثقافي والقيم والمعتقدات والعادات والأخلاق التي يرتضيها أفراده، كما تهتم المناهج المدرسية بجانب ذلك بالاكتشافات الحديثة والمخترعات التي لا تتعارض مع القيم والأخلاقيات وتراث المجتمع.
ظهرت تطورات مجتمعية أثرت على بناء المناهج منها:
تفريد التعليم ، التعلم الذاتي ، التعليم المبرمج ، والتعلم عن بعد وبرزت أهميته أكثر بعد وباء كورونا الحالي 2020م.
جاء في مجلة إيكنومست البريطانية : إن التعليم هو ثروة الأمم و إن مؤسسات التعليم لا يمكن فصلها عن الأمن القومي ، والمدرسة هي ساحات المعارك في القرن المقبل .
دراسة سودانية حول المناهج والمجتمع :
بعنوان : دور المركز القومي للمناهج والبحث العلمي بخت الرضا في تحقيق الأمن القومي السوداني ، ماجستير ، كلية التربية ، جامعة السودان ،2015م، للباحث / علي أحمد إبراهيم خليفة .
أهم ما توصلت إليه الدراسة :
1-القيم والمعتقدات والثقافات الوطنية وكرامة المواطن تحافظ على وحدة المشاعر الوطنية وتقوي الحس والانتماء الوطني
2-المعرفة التامة بالموارد الطبيعية والثروات بالبيئة المحيطة والاستغلال الأمثل تقلل من خطورة الاستهداف الخارجي لأمن الوطن .
الثقافة الاجتماعية :
وتتجسد خطورة الفصل بين التعليم والثقافة على مجتمعنا هو بروز ظواهر اجتماعية لم تكن في أسلافنا مثل : عدم ضبط السلوك الاجتماعي ، وضعف احترام القوانين ، وتفكك الأسرة ، و ضعف الروابط الاجتماعية وبالتالي ضعف الانتماء مما يولد هشاشة في بناء المجتمع بشكل يهدد أمن وسلامة المجتمع ووحدة الوطن .
قسم ( رالف لنتون ) الثقافة إلى ثلاثة عناصر هي : العموميات والخصوصيات والبدائل ، وتنشأ البدائل نتيجة اختراع أو احتكاك مع ثقافة أخرى مثل دخول طعام المندي أو البرغر لجانب من الطعام السوداني أو جلابية على الله ويعود أصلها لبعض الدول الأفريقية المجاورة .
يشير د.زغلول النجار إلى خطورة نماذج التعليم التي غرسها الاستعمار في بلادنا وتعاون معهم أصحاب الفلسفات المنحرفة و المفتقرين إلى فلسفة محددة و إقصاء فلسفة الحياة الصحيحة المناسبة لمجتمعاتنا.
بناء المنهج وحاجات المجتمع :
يجب أن يستصحب بناء المنهج تلبية احتياجات المجتمع التالية :
1- التربية أداة للاستقرار : يتعلم الصغار السلوك المقبول في المجتمع بتشربهم لثقافة مجتمعهم .
2-التربية أداة للتنمية الاقتصادية: يكتسب الفرد المهارات المهنية المناسبة لمجتمعه وسوق العمل 3-التربية أداة التغيير :تعلم الطلاب كيفية مواجهة المواقف المتغيرة .
4- الحفاظ على الثقافة والتراث ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي .
تجارب في بناء المنهج :
بناء المنهج بالاستفادة من بعض التجارب الناجحة:
يمكن الاستفادة من التجارب الناجحة في بناء مناهجنا وتطويرها بشرط وضعها في سياقنا الثقافي وحاجات مجتمعنا وواقعنا المعاش ومنها تجارب أمريكا وبريطانيا وفرنسا وفنلنده واليابان و سنغافورة وكوريا الجنوبية والصين وماليزيا وتركيا و السعودية وقطر وجنوب أفريقيا وغيرها .
ومثال لتجارب أفريقية مجاورة لمنهج يلبي حاجات المجتمع المحلي :
في تنزانيا وضع منهج يقوم على مبدأ الاعتماد على النفس Ujammaa وتتعني باللغة السواحيلية جماعة وتنادي بتحقيق سياسة التربية من أجل خدمة المجتمع .
وفي كينيا أنشئت مدارس الحرية Harambee Schools و تتمثل في حشد الطموحات ومهارات المجتمع المحلي لتحقيق التقدم التربوي .
مؤثرات اجتماعية على واضعي المنهج :
يتأثر واضعي المنهج بالأفكار والمعتقدات السائدة والقيم السائدة في المجتمع وحاجات ومشكلات المجتمع مما يؤثر بدوره في تحديد محتوى المنهج .
أبعاد قيادة تغيير المناهج وصلاحيتها للمجتمع تتمثل في :
1-تطوير رؤية مشتركة . 2-بناء اتفاق جماعي بخصوص الغايات والأولويات .
3- بناء ثقافة مشتركة . 4-نمذجة السلوك .
5-مراعاة الفروق الفردية . 6- -الاستثارة الفكرية Intellectual Stimulation
7-توقع مستويات أداء عالية ( المهارة – الاتقان – الجودة ). 8- 8- هيكلة التغيير .
مقترح توصيات لبناء المنهج السوداني على الأساس الاجتماعي:
1- احترام تنوع الأعراق والقبائل المكونة للمجتمع السوداني .
2- احترام معتقد غالبية المجتمع السوداني المسلمة والأقلية المسيحية وبقية المعتقدات الأقل وحسن رعايتها .
3- اثراء الثقافة العربية المشتركة بين كل السودانيين وابراز الثقافات المحلية المتعددة عند بناء المنهج .
4-التركيز على ممسكات الوحدة الوطنية من خلال دعم القيم والاتجاهات والأعراف والتقاليد الاجتماعية المحققة لها .
5- تطوير الأرياف ( زراعية ، رعوية ، رحل ، الخ .. ) وتحديثها كقطاعات منتجة بمكان تواجدها وبيان سبل كسب العيش ودور المجتمع في الانتاج ونهضة البلاد والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة في ذلك .
6- الاستفادة من إيجابيات العولمة عند بناء المنهج لتطوير مجتمعنا وربطه بالمعرفة والتكنولوجيا وتواصله مع العالم الخارجي ليكون له دور في البناء الحضاري العالمي .
7- استخدام التخطيط الاستراتيجي عند بناء المنهج على الأساس الاجتماعي لأنه جزء مهم من إدارة عمليات المنهج ويعبر عن إدراك المستقبل والتعامل معه .
الأساس الثالث : الأساس النفسي :
هو مجموعة المقومات أو الركائز أو القواعد ذات العلاقة بالطالب أو المتعلم من حيث اهتماماته و قدراته و ميوله , والتي ينبغي على مخططي المناهج مراعاتها جيدا عند التخطيط لمنهج جديد أو عند تعديل أو تطوير أي منهج حالي .
يتضح من المفهوم الحديث للمنهج أن هنالك غايتان لطبيعة المنهج فالغاية الأولى هي مراعاة طبيعة التلميذ وهي غاية سيكولوجية، والغاية الثانية هي مراعاة طبيعة المجتمع وهي غاية اجتماعية، لهذا عند وضع أي منهج يجب أن تدرس هذه النواحي جميعها وتوضع في شكل خبرات يكتسبها التلميذ في المدرسة حسب رغباته واهتماماته وقدراته واستعداداته.
جوانب تؤثر في البناء النفسي للمنهج تتمثل في:
- مبادئ النمو : من حيث أن النمو عملية مستمرة
-التعلم و نظرياته : لابد من التطرق لماهية التعلم , و أهم نظريات التعلم قديمها وحديثها , مع بيان التطبيقات التربوية لهذه النظريات.
مطالب النمو وعلاقتها بالمنهج :
مطالب النمو: هي تلك الشروط والاحتياجات التي تظهر في فترة ما من حياة الفرد , والتي إذا تم إشباعها له بنجاح , أدى ذلك إلى شعور الفرد بالسعادة والارتياح .
المظاهر الرئيسة لمطالب النمو :
المنهج ومطالب النمو في مرحلة الطفولة : تتمثل مطالب النمو في هذه المرحلة ( التي تقع ما بين الولادة وسن الثانية عشر ) في تعلم المشي , والأكل , والكلام , والمهارات الجسمية.
ويتمثل دور مخططي المناهج في هذه المرحلة بتركيز المنهج المدرسي على عدد من الأمور الآتية :
الاهتمام بالأنشطة الحركية المناسبة لقدرات المعلم الصغير وعضلاته , التركيز على المهارات اللغوية ومطالبة المتعلم الصغير بتقليد ما يسمعه من أصوات , تزويد المنهج بموضوعات تركز على القيم والاتجاهات والأنماط السلوكية الإيجابية و تنمية مهارات الخط اليدوي.
المنهج ومطالب النمو مرحلة المراهقة : تتمثل مرحلة المراهقة في الأفراد الذين تتراوح أعمارهم مابين 12 – 18 سنة .وتتلخص مطالب النمو في هذه المرحلة بانجاز الفرد للعلاقات الأكثر نضجاً مع رفاق السن , وتقبله للتغيرات التي تحدث له نتيجة لنموه الجسمي , وتقبله للمسؤولية الاجتماعية , وتنميته لمجموعة من المهارات والمفاهيم العقلية الضرورية, وذلك عن طريق الاهتمام أو التركيز على الموضوعات التي توضح العلاقة السليمة بين أفراد الجنس الواحد أو العلاقة بين الجنسين , مع إتاحة الفرص المختلفة في المدرسة لممارسة التعامل مع الرفاق , مثل تكوين الجمعيات الرياضية والعلمية ،ويمكن للمنهج المدرسي أن يركز على أنشطة خدمة البيئة أو خدمة المجتمع عن طريق مجالات النشاط المختلفة.
مشكلات النمو وموقف المنهج منها :
يواجه بعض الأفراد مشكلات نمو مختلفة في حياتهم , تؤثر على سلوكهم من جهة وتحصيلهم الدراسي من جهة ثانية . ومن أكثر هذه المشكلات شيوعاً مشكلة الضعف أو التخلف العقلي , ومشكلة التأخر الدراسي ولابد بيان موقف المنهج .
نظريات التعلم و علاقتها بالمنهج المدرسي :
يقصد بالنظرية في علم النفس , المسلمات الأولية التي يفترض التسليم بصحتها دون برهان ومن أشهر نظريات التعلم وعلاقتها الوثيقة بالمنهج المدرسي .
شرط التعلم وعلاقتها بالمنهج المدرسي :
المقصود من شرط التعلم هي تلك المجموعة من الظروف التي يمكن للإنسان أن يتحكم فيها ويوجهها بشكل يؤثر في نواتج التعلم. وتتمثل هذه الشروط بالآتي: الدافعية ، والنضج ، والممارسة .
وتوصيتي للأخوة الزملاء مخططي وواضعي المناهج بالسودان مراعاة الجوانب النفيسة عند تصميم المنهج الدراسي ومراعاة كل الفئات الطلاب العاديين و الضعاف والموهويبن و ذوي الاحتياجات الخاصة .
الأساس الرابع : الأساس المعرفي التاريخي :
كانت المناهج القديمة المبنية على الأسس التاريخية تقتصر فقط على تحصيل قدر معين من المعلومات واكتساب قدرات بغض النظر عن ميول واهتمامات ومقدرات التلاميذ، وعلى التلاميذ حفظ المعلومات، وبالتالي تهمل طريقة التفكير واكتساب المهارات والابتكار، وتوجيه سلوك التلميذ، وهذا النوع من المناهج أدى إلى عزل المدرسة عن المجتمع، و آثار الأسس التاريخية واضحة على المادة الدراسية وعلى المدرس والتلاميذ وعلى الحياة المدرسية العامة.
أهمية الأساس المعرفي : في المجتمعات الحديثة والصناعية المعرفة نفسها معقدة والمجتمع في تركيبة معقدة نجد الفجوة كبيرة ، ومن هنا تصبح هناك ضرورة لوجود المدرسة وما يعرف بالمنهج .
نراعي عند وضع المعرفة بالمنهج ما يلي :
- طبيعة المتعلم ( تؤثر كثيرا في نوع المحتوى ) ، و طبيعة المادة المعرفية .
- طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه .
وهناك نظرات فكرية حول شكل وطبيعة المعرفة داخل المنهج وهي تقريبا ثلاث نظرات بيانها يأتي تاليا :
النظرة البنائية : تتلخص في إعطاء معلومات تضيف للمعلومات الموجودة لدى المتعلم ، ( المعرفة تبنى على ما قبلها ولا يجوز فصلها ، والمراحل متداخلة ومترابطة وتعتمد المرحلة على ما سبقها وتمهيد لما بعدها )
النظرة الوظيفية : ينظر فيها للمعرفة على انها نتاج خبرة الإنسان وان تنظيم المعرفة هو عبارة عن تجديد بناء نظام معرفي معين ، يكون من إبداعات الإنسان ويتم تنقيحه وتعديله في ضوء المعرفة الجديدة ، في هذه النظرة يعتقد متبنوها بأن المعرفة يجب ان تكون أكثر وظيفية . النظرة التوفيقية : هي نظرة مركبة من كل من النظرتين السابقتين ويرى Bellack صاحب النظرة أن انتقال أثر التعلم يتم عندما يتحقق البناء والنظام والتشابه فيما نتعلمه أو نعلَمه وبناء النظم المعرفية غالبا ما يساعد في تحقيق النظام ولكن امام ذلك يحتاج المتعلم إلى تنمية قدراته اللازمة لمواجهة مشكلاته من جانب ، وفهم مشكلات مجتمعه من جانب آخر .
أهم الأهداف في الاساس المعرفي عند وضع المنهج :
- اكتساب المعرفة باكتساب المهارات والخبرات ، وتنمية القدرة على التفكير ، و اكتساب الاتجاهات المناسبة .
- تنمية المهارات الضرورية في المجالات التعليمية المختلفة ( لكل مادة مهارة ) ، و معايير اختيار المحتوى المتميز .
بعض المشكلات الخاصة بتنظيم المنهج أو تنظيم المحتوى او تنظيم المادة المعرفية :
مشكلة التتالي : يواجه مخططو المناهج مشكلة تحديد التتالي المناسب لعناصر المحتوى المعرفي ، عندما يتعاملون مع مجال معرفي معين تطلب مفاهيمه وأفكاره نموا منطقيا .
مشكلة الاستمرارية : الاستمرارية لها بعد رأسي حيث تؤثر على استمرارية خبرات معينة خلال فترات زمنية متتالية وللاستمرارية ايضا بعدا أفقيا حيث تؤثر على استمرارية خبرة تعليمية محددة خلال يوم دراسي معين .
المشكلة التوازن : مشكلة التوازن بين خبرات يفترض انها تناسب كل التلاميذ والخبرات المعدة خصيصا لحيث تتناسب مع حاجات واهتمامات الطالب الخاصة .
ويعتبر الأساس المعرفي تتويج للأسس الفلسفية و الاجتماعية والنفسية و هو مخرجات لها في شكل منهج يتمثل في محتوى تعليمي .
وتوصيتي لمن يقومون بتخطيط المناهج و بنائها معرفيا كما يلي :
1- الالتزام بمسميات المواد كما هي عالميا الرياضيات ، التربية الإسلامية / المسيحية ، التاريخ ، الجغرافيا ، اللغة العربية ، الحاسوب ، الأدب الانجليزي إلخ .....
2- اعداد مادة باسم المهارات الحياتية تتضمن مهارات للمجتمع المحلي و العالمي و البحث العلمي ومهارات الكسب وسوق العمل وتحقيق الوحدة الوطنية وحقوق الانسان إلخ ...
3- ادخال مواد ذات طبيعة أنشطة مرحة و ممتعة للطلاب في الجدول الدراسي اليومي ووضع منهج دراسي لها مثل : التربية الرياضية ، التربية الفنية ، التربية المسرحية و إعادة حصة المكتبة لمادة اللغة العربية للقراءة والتلخيص وابداعات الطلاب .
4- مادة التربية الإسلامية تطوير الكتاب وتقسيمه لست أقسام ليكون متكاملا : القرآن الكريم ، الحديث الشريف ، العقيدة الإسلامية ، الفقه الإسلامي ، السيرة والشخصيات الإسلامية ،و القيم و لآداب الإسلامية ، ويعطي التطوير المناسب لكتاب التربية المسيحية حسب مختصيهم .
5- احتواء بعض أنشطة و تدريبات الدروس في المواد المختلفة صيغة مفتوحة تستوعب اللغات واللهجات المتنوعة و الأنشطة المحلية للمجتمع والمنطقة وفائدة ذلك للسودان والعالم ، فمثلا عندنا اللغة النوبية ولها كتب وقواميس لغوية وتشمل شمال السودان و حلفا الجديدة شرق السودان وبعض الأحياء بالعاصمة الكلاكلة مثلا ، واللهجات الأخرى
في أجزاء عزيزة من الوطن دارفور و كردفان والنيل لأزرق و البجا وغيرهم بشرق السودان إنه ثراء التنوع لابد من حسن توجيهه لبناء وحدتنا الوطنية ونهضة السودان.
6- اصدار دليل للمعلم لتدريس المناهج الجديدة توضع بها مقترحات لاستراتيجيات تدريس حديثة محورها المتعلم ، و مقترحات إعداد وسائل تعليمية ودمج التكنولوجيا في التعليم والتدريس ما أمكن ، وتوفير ورش تدريبية متنوعة أثناء الخدمة للمعلمين وتطويرهم .
7- ادخال فكرة التدريب الداخلي بالمدارس بواقع ورشة شهرية بالمدرسة لمدرس له خبرة أو نجاح وتميز في أمر معين أو جانب تكنولوجي أو مدارسة كتاب تربوي وكيفية تطبيقه ، والاستفادة من الموجهين أو المختصين في التبرع بالتدريب .
ولعل المجال لا يتسع وهذه بعض النقاط المهمة الخاصة بالمناهج وتحديثها وضمان تطبيقها بطريقة جيدة ، قدمتها من واقع خبرتي في التعليم و المشاركة في تأليف المناهج ، وتدريب المعلمين على معايير المناهج و استراتيجيات التدريس ، ومشاركتي في عدة مؤتمرات لتطوير التعليم ، وتأليفي لعشرة كتب في مجال العلوم التربوية المتخصصة ، وطننا الغالي السودان يستحق من الأفضل ، ونسأل الله أن يصلح حال البلاد والعباد ، وأمنياتنا بالتوفيق والسداد للقائمين بالمؤتمر و لجان تطوير التعليم في بلادي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.