[email protected] جميل أن يعود هلال السودان لنغمة الانتصارات بهذه السرعة بعد الهزيمة أمام هلال كادوقلي في الدوري الممتاز التي لم تأت من فراغ. اختلف أعضاء مجلس الهلال فيما بينهم وتوانوا في أداء المهمة المناطة بهم فكانت النتيجة الطبيعية تلك الهزيمة أمام هلال كادوقلي. وبالأمس التفوا حول الفريق الذي لم يتخل عنه جمهوره وإعلامه فكان الفوز برباعية حارقة على أفريكا سبورت. الأجمل في لقاء الأمس أن الهلال قدم في شوط اللعب الثاني مردوداً فاق ما قدمه في الشوط الأول وهو عكس ما كان يحدث في المباريات السابقة. اعتدنا أن نرى الهلال أكثر اهتزازاً في شوط اللعب الثاني خلال الأسابيع الماضية، لكن بالأمس لعبت تغييرات كامبوس الموفقة دوراً فاعلاً في قلب هذه المعادلة. خلال شوط اللعب الأول بدا واضحاً أن وسط الهلال يعاني من قلة حركة البرنس ومهند الطاهر ولذلك لم يكن الأداء كما يجب. لكن الأمور عادت لنصابها في الشوط الثاني وقد أفلح كامبوس بتغيير كل من مهند ثم البرنس الذي بدا مجهداً. رغم التعب الذي بدا على البرنس إلا أنه نفذ المخالفة التي تسبب فيها الظهير الصاعد التاج بصورة رائعة على رأس مساوي الذي لم يتوان في إسكانها الشباك هدفاً ثانياً. دخول أمبيلي جاء في الوقت المناسب الذي احتاج فيه الهلال للتقدم للأمام وممارسة المزيد من الضغط على خصمه حتى يقضي على حلم العاجيين في تقليص النتيجة. استغربنا لإصرار كامبوس على اللعب بمهاجم واحد، لكنه ربما أراد أن يشرك أمبيلي في لحظة محددة بفهم محدد. قدم ظهيرا الهلال التاج وخليفة مباراة كبيرة أكدا من خلالها أن هاتين الخانتين أغلقتا بالضبة والمفتاح على المحليين ولا عزاء لأشباه المدافعين أمثال أمادو خليفة أمولادي. الشيء الغريب والمحير أن الأنباء تؤكد أن مجلس الهلال لم يمنح الولدين خليفة والتاج مليماً واحداً حتى اللحظة نظير تسجيلهما في الهلال. فإذا كان لعب المجان مثل ما يقدمه خليفة والتاج فأهلاً وسهلاً بالملح ولا عزاء لأخوتنا الفرحانين بأموال الوالي. منير وديمبا أديا مباراة جيدة أيضاً ولم نشهد الأخطاء الدفاعية المزعجة التي تعودنا عليها في السابق. ويبدو أن المجهود الذي بذله الظهيران خليفة والتاج وحماسهما الكبير وعودتهما السريعة، علاوة على مجهود علاء الدين يوسف وعمر بخيت قد أسهم في تماسك خط الدفاع بصورة عامة. المعز محجوب يبدو أنه لن يتخلى عن استهتاره طال الزمن أم قصر.. انتصر الهلال أم لم ينتصر. وليت الأمر توقف عند خروجه غير المبرر لحظة ولوج الهدف، لكنه أوشك أن يثير مشكلة بغير مبرر أيضاً. الكرة سكنت الشباك ولاعب أفريكا سبورت أراد أن يحضرها سريعاً والزمن المتبقي لم يكن ليكفيهم لتسجيل هدفين فما الذي يجعل المعز يصر على التصرف بتلك الطريقة البائسة؟ إصرار عجيب على افتعال المشاكل كان من الممكن أن يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. كان الممكن أن يسعى لاعبو أفريكا سبورت لتوتير الأجواء أكثر وربما انتهى الأمر بالغاء المباراة ولو حدث ذلك لخسر الهلال فوزه الكبير بسبب تهور المعز. متى يعقل المعز ويتصرف كلاعب يفترض أنه كبير وأن التجارب صقلته وعلمته! خليفة أيضاً ما كان له أن يتصرف بتلك الطريقة مع لاعب أفريكا سبورت رغم أن الأخير اعتدى عليه بالكرة ثم كرر الاعتداء بعد أن خرجت الكرة أمام مرأى رجل الخط. صحيح أن اللاعب العاجي (كترها) ، لكن لا ننسى أنهم كانوا يسعون لنرفزة لاعبي الهلال الذين تفوقوا عليهم بنتيجة كبيرة لذلك ما كان على خليفة أن يخرج عن طوره. الشيء الغريب في مخالفة خليفة أن الحكم منحه بطاقة صفراء وبعد توجيهات الحكم الرابع عاد ليمنحه بطاقة صفراء أخرى ثم حمراء!. عموماً نبارك لأنفسنا هذا الفوز الكبير ونتمنى أن نعد العدة جيداً للمراحل المقبلة خاصة أننا سنواجه الإسماعيلي المصري. أسعدنا أمل السودان كثيراً بالنتيجة الممتازة التي حققها على خصمه الموزمبيقي دي سول في ملعبه. سجل رماة الأمل أربعة أهداف في عطبرة ثم هدفين في أرض الخصم وهو مجهود كبير يوضح أن فتية الأمل عازمون على المضي قدماً في المنافسة التي يشاركون فيها لأول مرة. نبارك لأهل عطبرة ولكل السودانيين تأهل الأمل للمرحلة القادمة وبمزيد من العزيمة والإصرار سيكون لأبناء الأمل ما يريدون بإذن الله. سبق الهلال والأمل في التأهل للمرحلة القادمة من منافسة أبطال أفريقيا مريخ السودان الذي انتصر على الغزالة التشادي بهدفين دون مقابل. بدأ المريخ اللقاء بحماس كبير وأداء رفيع للغاية لكن شاهدنا في الجزء الأخير من شوط اللعب الأول تراجعاً غير مبرر في أداء الفرقة الحمراء. لم أتابع شوط اللعب الثاني لأنه تضارب مع مباراة برشلونة وكنت قد أقسمت ألا أفوت أي جزء من متعة وفنون البرشا الرفيعة لمتابعة مباريات فرقنا مهما كانت أهمية المنافسة وليعذرني القراء في ذلك. استغربت لتراجع المريخ بعد تقدمه بهدف كلاتشي وحسب ما سمعت أن ذلك التراجع استمر في شوط اللعب الثاني وهو أمر غير مطمئن ولابد من معالجته سريعاً فالمريخ سيلاعب في الدور المقبل الترجي التونسي ولن تكون المهمة سهلة. المدافعان التاج ونجم الدين ما شاء الله عليهما أداء رجولي وحماس وغيرة والأهم من ذلك ثبات وعدم تهيب للتجارب الكبيرة. أعجبني جداً أداء التاج في مباراة أفريكا، مثلما أذهلني نجم الدين بهدوئه وثقته الكبيرة في قدراته وهو يشارك في مركز قلب الدفاع أمام الغزالة. أتمنى أن يدعم إعلامنا هاذين النجمين وألا نقحمهما في مهاترات أو نبالغ في مديحهما حتى لا نتسبب في وأد الموهبتين في مهدهما. فالتاج ونجم الدين يمثلان جانباً مشرقاً من مستقبل كرة القدم السودانية ولذلك يجب أن يجدا دعمنا ومساندتنا وتوجيهنا لهما حتى يقدمان المزيد من الإبداع.